الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الجيل الرقمي» في الدول الأقل فقراً هم الأكثر تأثيراً وفعالية

«الجيل الرقمي» في الدول الأقل فقراً هم الأكثر تأثيراً وفعالية
13 أكتوبر 2013 20:58
بينما دلّت دراسة بحثية جديدة على وجود فروقات واسعة في الممارسات الرقمية لجيل الشباب الجديد بين كل من الدول الغنية والدول الأقل نموا، قال باحثون إن الشباب الجدد المولودين رقميا في الدول الأقل فقرا هم الأكثر تأثيراً وفعالية. ولاحظت دراسة، قام بها معهد «جورجيا للتكنولوجيا» في الولايات المتحدة بالتعاون مع الاتحاد الدول للاتصالات، فرقاً آخر بين الدول، وهو أن الهوة الرقمية بين الشباب الجديد والأجيال الأكبر سناً في الدول الغنية أو الأكثر نمواً باتت ضيقة للغاية على عكس الدول الأكثر فقراً والأقل نمواً. أكد متخصصون أن الجيل الجديد الرقمي هو رافعة أساسية لتطور الدولة ونموها. وقال البروفيسور مايكل بيست، أستاذ في جامعة جورجيا تك في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، إن «كل العالم مندهش بالمواليد الرقميين في الولايات المتحدة أو في الدول الإسكندنافية، ولكن مثل هؤلاء المواليد في الدول الأقل فقرا هم الأكثر تأثيراً وفعالية». وركز بيست على أهمية تعليم التكنولوجيا الجديدة للأجيال الشابة، وخاصة في الدول على طريق النمو، في «الأماكن التي لهذه الظاهرة أهمية أكثر والتي نهتم بها أقل». الاستخدام المنتظم على المستوى العالمي توصلت نتائج الدراسة، التي قام بها معهد جورجيا للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، إلى أن الجيل الرقمي أو الجيل الجديد المتصل بانتظام بالإنترنت والتكنولوجيا الجديدة، يشكل فقط 30% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة. وتعتبر هذه النسبة قليلة جدا بالنسبة لما كان يعتقد، ولكن معلقين على الدراسة اعتبروا أن انخفاض النسبة يعود فقط للتفاوت الكبير في الدول الفقيرة والأقل نموا. و»الجيل الرقمي» في العالم هم «الذين يبقون على اتصال دوري منتظم بالإنترنت منذ خمس سنوات على الأقل، وهم ولدوا إجمالا بين ثمانينيات القرن الماضي وتسعينياته». والمولود الرقمي هو الشخص الذي ولد خلال أو بعد دخول التكنولوجيا الرقمية الحياة العامة للبشر، ويعرف التفاعل مع هذه التكنولوجيا منذ سن مبكرة. في حين يطلق البعض صفة «المهاجر الرقمي» على الأشخاص الذين ولدوا قبل هذه المرحلة لكنهم تبنوا هذه التكنولوجيا. وبينت الدراسة أنه في العديد من الدول الأقل نموا أو في طريق النمو، يستخدم أكثر من نصف الجيل الجديد قليلا من الإنترنت. في بنجلادش مثلا، فقط 4,7% على الأقل من أعمار 15- 24 سنة يمكن اعتبارهم مولودين رقمياً ، وحلت في ذيل القائمة تيمور الشرقية حيث فقط 0,6% من هذه الشريحة العمرية هم أشخاص رقميون. في المقابل، وفي الدول الأكثر نموا، تستخدم النسبة الكبيرة جدا من الأشخاص من ذات الشريحة العمرية الإنترنت بانتظام. وتأتي كوريا الجنوبية في المقدمة مع نسبة 99,6% من الأشخاص، وتبلغ النسبة في الولايات المتحدة 96% وفي فرنسا 90,7% . وفي دلالة على زوال التفاوت بين الأعمار في الدول الغنية؛ يتبين أن جيل الشباب الرقمي في فرنسا لا يزيد كثيرا من حيث العدد عن باقي السكان الذين يتصلون بالإنترنت دوريا، وتبلغ هذه الزيادة 1,2% فقط. في حين يختلف الوضع كثيرا في الدول الفقيرة، ففي بنجلادش تصل نسبة جيل الشباب الرقميين إلى 2,3% أكثر من ألأكبر عمرا. استنادا إلى النسبة العالمية الضئيلة، أي الـ30% قال معلقون في الولايات المتحدة وأوروبا إن الجيل الجديد من الشباب ليسوا متعلقين كثيراً بالتكنولوجيا الجديدة بالدرجة التي كانوا يتصورونها. لكن هذا التعميم الدولي يطغى على الفوارق الرئيسة بين الدول، كما تبين الدراسة نفسها حيث إن غالبية الأشخاص في الدول الغنية هم متصلون بالشبكة، وتصل هذه النسبة إلى 84% من عموم السكان، الشباب والأكبر سناً، في كوريا الجنوبية، وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على أن الفجوة الرقمية بين الأجيال في العالم المتقدم تكاد تتلاشى. أما في الدول الأقل نموا فيتبين وجود فجوة حقيقية بين الأجيال في العديد منها ففي دول مثل بوروندي واريتريا وتيمور الشرقية، يزيد عدد الشباب الجدد المستخدمين للإنترنت عن ثلاثة أضعاف باقي البالغين من السكان، وفي عدد كبير آخر من دول أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية يبلغ الفارق بين المواطنين الرقميين وباقي شرائح السكان درجة لافتة وكبيرة. ولكن فيما بين الدول في طريق النمو هناك أيضا اختلافات مهمة، إذ أن بعضها يقترب من الدول الأكثر نموا، ففي ماليزيا مثلا هناك 75% من الشباب ما بين 15-24 سنة يعتبرون من المواليد الرقميين. ولكن بالنسبة لمجموع السكان هناك فقط 13.4% من الماليزيين من المواطنين الرقميين. مؤشرات تنمية تعتبر الدراسة أن مؤشرات الاستخدام المنتظم للإنترنت أصبحت عاملاً حاسماً للقدرة المستقبلية للدولة في مجال الاستفادة من الإنترنت في الفرص الاقتصادية والسياسية والثقافية، علماً أن هناك عدة عوامل، بما فيها العامل الديمغرافي، تسهم في ارتفاع النسبة المئوية من المواليد الرقميين، ويمكن لدولة مع طفرة سكان من الشباب أن يكون لديها مواليد رقميون أكثر من الدول التي تتميز بسكان أكبر سناً، حتى لو كان السكان فيها ككل يتواجدون أقل على الإنترنت من الدول الأكثر شيخوخة. في اليابان مثلا هناك 99,5% من أعمار 15-24 سنة هم من المواطنين الرقميين ولكن هذا يعادل فقط 9,6% من مجموع عدد السكان، ما يضع اليابان في المرتبة 47% في هذا القياس. وإضافة إلى العامل الديمغرافي، هناك عوامل أخرى، مثل الاستثمارات والتعليم. ووفقا للدكتور بيست فإن واحدا من أسباب الأداء القوي لماليزيا، هو استخدام تكنولوجيا الإعلام في المدارس. كما إن الدول التي تشجع تعليم البنات للمرحلة الثانوية ما بعد تكون كذلك في موقع أفضل من حيث الترتيب العالمي. الشباب ومصادر الأخبار لم تتناول دراسة معهد جورجيا هذا المؤشر، ولكن دراسة أخرى كان أجراها قبل فترة مركز «بيو» للأبحاث بينت أن الشباب الأميركيين ليسوا هواة أخبار لدرجة كبيرة، حيث إن الذين ولدوا بين ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي يتابعون الأخبار مرتين أقل من الأكبر منهم. ويشكل هؤلاء جزءا من جيل الإنترنت، أو الذين ولدوا في تلك الفترة وكبروا مع وسائل الإعلام التكنولوجية، وجاء تراجع هذا الاهتمام رغم أن الوصول إلى الأخبار أصبح أكثر سهولة ومتيسراً في كل مكان، وبينما يكرس الأشخاص من أعمار ما بين 37 -47 مقدار 66 دقيقة يومياً للأخبار لا يمضي ذوو الأعمار بين 18 و31 إلا 46 دقيقة يوميا للأخبار، في حين يكرس الأميركيون من أعمار ما بين 67 و84 عامة 77 دقيقة يومياً. إلى ذلك، قال اندريه كوهت، مسؤول البحث في مشروع بيو إن «الأجيال القديمة ولدت خلال الحرب الباردة والحرب العالمية الثانية، عندما كان الناس معنيين أكثر بما يجري في العالم»، مشيراً إلى أن هذه الحالة لا تنطبق على الجيل الحالي. وبين بحث بيو كذلك أن شريحة الشباب الجدد باتوا أقل اهتماما بكثير بالصحافة الورقية من الأجيال السابقة، وبعدما كانت نسبتهم في 2002 تبلغ 20% من قراء الصحف فإنهم لا يشكلون اليوم سوى 14%. وتبلغ نسبة الشباب الجدد الذين يحصلون على أخبارهم من الإنترنت 43% ما يؤكد أن الإنترنت غيّر الطريقة التي يستعلم فيها هذا الجيل عن الأخبار. ويبدو أن التلفزيون في طريقه نحو مصير الصحافة الورقية نفسها، رغم أن الفرق ليس كبيرا جداً. ففي عام 2002 كانت نسبة الذين يحصلون على الأخبار من التلفزيون 38% أما اليوم فقد وصلت إلى 35%.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©