السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الأعلام الأميركية تجارة مربحة في باكستان

الأعلام الأميركية تجارة مربحة في باكستان
4 أكتوبر 2012
راوالبندي، باكستان (أ ف ب) - عندما سَمِع رجال الدين يهاجمون فيلم “براءة المسلمين” سارع نافيد حيدر إلى انتهاز الفرصة لتحقيق مكاسب ضخمة: فقد طبع المئات من الأعلام الأميركية التي تهافت على شرائها مواطنوه الباكستانيون كي يحرقوها بحماس في كل مرة. ويقول وهو يفرك يديه سعيدا إن “التظاهرات المدافعة عن الإسلام تزايدت في الأسابيع الماضية” في مدينته روالبندي القريبة من العاصمة إسلام آباد شأنها شأن بقية مدن البلاد. ورغم أنها ليست تظاهرات حاشدة، فإنها كثيرة العدد ومعادية أساسا للولايات المتحدة. ويضيف الرجل الذي يدير مطبعة “بانافلكس” الواقعة في الطابق الأعلى لبناية قديمة، إنه مع إعلان التعبئة ضد هذا الفيلم المسيء للإسلام المنتج في الولايات المتحدة “قلت لنفسي إنني سأحقق مكاسب ضخمة”. ويترافق ازدهار سوق الأعلام الأميركية وأيضا الإسرائيلية مع تصاعد في النزعة المعادية لأميركا، لوحظ في السنوات الأخيرة في بلد أنهكته أعمال العنف (معارك مع طالبان، واعتداءات، وقصف جوي للطائرات بلا طيار الأميركية) التي تمزقه منذ أن شنت واشنطن حربها “ضد الإرهاب” في المنطقة في نهاية عام 2001. وبلغت قوة هذه النزعة حدا جعل الولايات المتحدة، المتهمة بالوقوف وراء كل هذه الويلات وغيرها في هذا الوقت من الأزمة الاقتصادية، تتفوق على الهند، العدو الأول التاريخي. ويبلغ سعر العلم الكبير (3 في 2 متر) المصنوع من القماش 1500 روبيه ما يمثل عشر الراتب الوسطي الباكستاني. ويكفل هذا السعر احتراقا سريعا للعلم، وهو الهدف الرئيسي للمتظاهرين وخصوصا عندما يكون هناك الكثير من كاميرات التلفزيون. ويقول عاصم (22 سنة) العامل في مطعم لثمار البحر في روالبندي إن إحراق العلم الأميركي اصبح نوعا من الشعائر. ويؤكد أنه قام يوم الجمعة الماضي بإحراق واحد خلال تظاهرة في إسلام آباد كان الرابع الذي يحرقه في شهر واحد. ويضيف هذا الشاب الأسمر كثيف الحاجبين وهو يحمل طبقين لاثنين من زبائن المطعم “إن ذلك يمنحني سعادة بالغة”، معتبرا أنها “ليست جريمة وإنما مجرد وسيلة للتعبير كغيرها”. وخلافا لعاصم فإن معظم الشباب من حارقي الأعلام ينتمون الى تنظيمات سياسية أو دينية. و”الجماعة الإسلامية”، أول حزب ديني في البلاد، تقدم هي نفسها لأنصارها “الأعلام الأميركية والإسرائيلية حتى يتمكنوا من التعبير عن استيائهم”. ويوضح سجاد “لدينا اتفاقات مع مطابع نقوم نحن بتزويدها بالقماش”. وهي وسيلة جيدة للمجموعات السياسية لإظهار فاعليتها بأقل تكلفة ومع كل بادرة توتر سياسي في البلاد. وتقول جماعة الدعوة، وهي الفرع السياسي لجماعة عسكر طيبة المتطرفة المحظورة، إن لديها “فريقا خاصا” يعمل في صنع الأعلام في أوقات التظاهر. ويقول آصف خورشيد، أحد مسؤولي الجماعة في إسلام آباد “هذا يكلفنا في النهاية ما بين 50 إلى 60 روبية (40 إلى 50 سنتم من اليورو) للقطعة الواحدة”. وفي مجلس وحدة المسلمين، فإن الفرع الطلابي هو المكلف بتنسيق عملية صنع الأعلام مع عمال طباعة شركاء له. وبفخر يقول مظهر شيجري المتحدث باسم المجموعة في لاهور “اننا نصنع 500 قطعة في الساعة”. ولا تنوي “خلية العلم” في الجماعة الوقوف عند هذا الحد فهي تعد لضربة إعلامية كبرى: علم أميركي طوله 500 متر وعرضه 60 مترا، سيوضع قبل منتصف أكتوبر الحالي في شارع رئيسي في لاهور. ويقول مظهر “ستتمكن كل السيارات والمارة من تحقيره بالسير والدوس عليه”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©