الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: الهجرة كانت انتصاراً لا فراراً

العلماء: الهجرة كانت انتصاراً لا فراراً
9 أكتوبر 2015 04:01
أحمد مراد (القاهرة) أكد علماء من الأزهر على أن عطاء الهجرة النبوية وحصادها لا يقتصر على أهل زمانها الذي حدثت فيه فحسب، بل إن عطاءها وحصادها لأهل كل زمان ومكان عبر العصور والأجيال، مؤكدين أن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم كانت انتصاراً ولم تكن فراراً. وأكد العلماء أن الهجرة النبوية ستظل تمد الحياة الإنسانية بعشرات ومئات الدروس والعبر التي تؤكد لكل الأجيال أن معية الله سبحانه وتعالى تصون من كل شر أو أذى ويحظى بها المؤمنون الصادقون في إيمانهم، المحافظون على عقيدتهم وصلتهم بالله. ذكرى خالدة ويقول د. أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر: ورد حدث الهجرة النبوية في القرآن الكريم فاكتسب خلوده بخلود القرآن، حيث قال الله تعالى: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا...)، «سورة التوبة: الآية 40»، وكل حدث جاء في القرآن اتسم بسمة الخلود، لأن القرآن الكريم خالد وباق إلى الأبد، وحتى بعد القيامة ويظل يتلى حتى في الجنة، وحدث الهجرة النبوية الشريفة من الأحداث التي جاء بها القرآن، فهي ليست لأهل زمانها الذي حدثت فيه فحسب، بل إن عطاءها وحصادها لأهل كل زمان ومكان عبر العصور والأجيال. ويضيف: ويظل حدث الهجرة النبوية يمد الحياة الإنسانية بدروسه وعبره، ويؤكد لكل الأجيال في كل الأرض، أن معية الله سبحانه وتعالى تصون الناس من كل شر أو أذى، وكل خوف أو حزن «لا تحزن إن الله معنا» ومعية الله تعالى يحظى بها المؤمنون الصادقون في إيمانهم، المحافظون على عقيدتهم وصلتهم بالله، فيظل الواحد منهم ذاكراً ربه في كل وقت فيذكره ربه «فاذكروني أذكركم»، فعلى مجتمعاتنا البشرية أن تحافظ على معيتها مع ربها سبحانه لتأمين غوائل الفتن ما ظهر منها وما بطن. وقال: والناظر إلى عطاء الهجرة للعالم، يرى أن في الهجرة بياناً للأمة حكاماً ومحكومين، أمماً وشعوباً، بضرورة توثيق الصلة بالله قيوم السماوات والأرض، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ أول عمل بعد هجرته من مكة إلى المدينة بإقامة المجتمع الجديد على توثيق الصلة بالله، فبنى المسجد النبوي أولاً ليكون همزة الصلة بين العباد ورب العباد، ثم كان الأساس الثاني وهو إقامة التعاون والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار. الأخلاق العالية وقد جاء التعبير القرآني عن الهجرة بأنها كانت انتصاراً، ولم تكن فراراً، لقول الله تعالى: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ...)، «سورة التوبة: الآية 40»، كما أن الهجرة أكدت حقوق الإنسان، لدرجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم استبقى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليرد الودائع لأصحابها مع أن أصحاب هذه الودائع أخذوا من المسلمين ما أخذوا وآذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، ولكنهم مع مخالفتهم للرسول لم يجدوا أحداً يأتمنونه على ودائعهم ونفائسهم وأموالهم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على أن اختلافهم معه في الاعتقاد لم يكن عن اقتناع، بل عن مراوغة، بدليل أنهم كانوا يوقنون بأنه الصادق الأمين ولا أحد أفضل منه، وما كان يعاملهم الرسول بمعاملتهم، وإنما قابل السيئة بالحسنة، وهكذا تشرق علينا ذكرى الهجرة النبوية، فتنشر بين الناس المثاليات والأخلاق العالية. حدث تاريخي ويقول د. عبد الحليم منصور، رئيس قسم الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر: الهجرة النبوية ليست حدثاً عابراً في تاريخ المسلمين، ولكنه الحدث السياسي الأبرز في تاريخ الإسلام والمسلمين على الإطلاق، ذلك لأنه لم يكن للمسلمين دولة وفقاً لمفهوم الدولة في الفقه السياسي المعاصر، والذي يشمل الإقليم والشعب والسلطة، لكن بعد الهجرة تغير الحال، فالإقليم هو المدينة المنورة، ملك للمسلمين، والشعب يتمثل في المهاجرين والأنصار، وكذا اليهود الذي عاهدهم الرسول عليه الصلاة والسلام، والسلطة الحاكمة كانت متمثلة في رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي كان يحكم بين الناس بما أراه الله، وكان يبين للناس ما أنزله الله إليه من الذكر الحكيم (... وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ...)، «سورة النحل: الآية 44»، لذا فإن حدث الهجرة تكمن أهميته من الناحية السياسية في أنه التاريخ الحقيقي لبدء الدولة الإسلامية، وفقاً للمفاهيم السياسية المعاصرة. وحدة الصف وتوضح د. إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر، «أن الهجرة النبوية حدث تاريخي فريد ترتب عليه آثار عظيمة غيرت مجرى التاريخ والبشرية، واصفة هجرة النبي إلى المدينة بأنها المرحلة الأهم في تاريخ الإسلام والدعوة المحمدية، فمن خلالها وصلت رسالة الإسلام إلى العالم كله، وكانت بمثابة اللبنة الأولى في بناء الأمة الإسلامية». وتقول : «وفي الهجرة النبوية دروس مستفادة صالحة لكل زمان ومكان، تأتي في مقدمتها الإعداد الجيد والتخطيط السليم، والتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب، والترابط ووحدة الصف والكلمة، وهي مبادئ مهمة الأمة الإسلامية الآن في أشد الحاجة إليها، وإذا كنا الآن نحتفل بذكرى الهجرة النبوية، فعلينا أن نستقي منها دروسها، ولاسيما في توحيد صفوف الأمة في ظل التحديات الجسيمة التي تتعرض لها الآن». دروس الهجرة وتضيف شاهين: «وإذا ركزنا في الهجرة النبوية فإننا نلحظ أنه لم يعلم بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا علي وأبو بكر وابنتاه أسماء وعائشة، ومن ذلك نستنتج أنه جعل أسماء وعائشة محل ثقته وسره، والهجرة أعظم حدث في تاريخ الإسلام بدليل أنه لم يتحدث مع أبي بكر في أمر الهجرة إلا بعد معرفته بأنهما وحدهما الموجودتان عنده، وإلا لأخرجهما من البيت لينفرد بالسر هو وأبو بكر وحدهما، وهذا في حد ذاته دليل دامغ ندفع به من يتصنعون الخوف على الدعوة والحركة فيستبعدون العنصر النسائي كما لو كان شراً مستطيراً ستضيع به الدعوة، وتهلك به العصبة». مازال يمد الحياة الإنسانية بدروسه وعبره أحمد عمر هاشم حدث تاريخي كبير.. والبداية الحقيقية للدولة الإسلامية إلهام شاهين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©