الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كينيا وأصداء الأزمة الصومالية

4 أكتوبر 2012
فريدريك نزويلي نيروبي أسفر هجوم بواسطة قنبلة يدوية على كنيسة أنجليكانية في العاصمة الكينية نيروبي عن مقتل طفل واحد وجرح سبعة آخرين في ما يُنظر إليه على أنه رد انتقامي من قبل تنظيم "الشباب" الإسلامي الصومالي على سيطرة القوات الكينية على معقل التنظيم يوم الجمعة الماضي. الهجوم الذي استهدف يوم الأحد كنيسة "ساينت بوليكارب" الأنجليكانية في منطقة إيستلي، والذي قالت الشرطة إنه نفذ من قبل تنظيم "الشباب" أو متعاطفين معه، دفع عدداً من المحللين إلى التحذير من إمكانية وقوع مزيد من الهجمات المماثلة في وقت تحقق فيه القوات الكينية مزيداً من النجاح العسكري في الصومال المجاورة. القوات الكينية، التي انضمت إلى القوات الأفريقية في الصومال الذي تمزقه الحرب في أكتوبر 2011، دخلت إلى مدينة كيسمايو التي كانت تمثل معقلاً لـ"الشباب" يوم الجمعة الماضي. واليوم، تتجه القوات الكينية والصومالية، التي تقاتل معاً تحت لواء الاتحاد الأفريقي، نحو تعزيز مكاسبها في كيسمايو. وكانت القوات الأفريقية في الصومال أعلنت أنها دخلت إلى مدينة كيسمايو "بنجاح" حيث قال قائد "أميصوم" الجنرال الأوغندي "آندرو جوتي" في بيان ظهر أمس إن "العمليات ما زالت جارية للقضاء على أهداف محددة لحركة الشباب في كيسمايو". ويشكل ما يبدو أنه هجوم انتقامي على إحدى كنائس نيروبي تأكيداً مبكراً للمخاوف هنا من أنه إذا كان قتال "الشباب" التقليدي يشارف على نهايته ربما، فإن التنظيم سيستمر في تشكيل تهديد إقليمي من خلال انتهاجه تكتيك حرب العصابات والهجمات الإرهابية. وفي هذا الإطار، يقول "مادوبي إم. إيه"، وهو محلل مقيم في نيروبي متخصص في الشؤون الصومالية: "يتعين على كينيا أن تستعد لهذه الهجمات. إنه أمر واضح وبديهي. فلسان حال تنظيم الشباب يقول: "لقد اقتحمتم جحري، والآن سأقتحم جحركم". الهجوم وقع في وقت كان فيه الأطفال ينشدون في قداس ديني بالكنيسة، وفي أسلوب يذكِّر بجماعة "بوكو حرام" الإسلامية العنيفة في نيجيريا، قام المهاجمون برمي قنبلة يدوية داخل الكنيسة، ما أدى إلى إصابة معظم الأطفال أثناء تدافعهم من أجل الخروج. وبعد ساعات على الهجوم، توفي شرطيان بعد أن أطلق عليهما النار في مدينة جاريسا، التي كان قد توفي فيها 14 شخصاً في شهر يوليو الماضي في هجومين اثنين على كنيستين. مادوبي عبَّر عن قلقه من إمكانية أن يؤدي الهجوم الأخير إلى قتال في "إيستلي"، وهو حي يشهد أصلاً توتراً بعد محاولة شباب غاضبين مهاجمة مسجد في المنطقة. وتلقب هذه المنطقة من قبل بعض الكينيين بـ"مقديشو الصغيرة" نظراً لأن أعداداً كبيرة من اللاجئين الصوماليين أو الكينيين المنحدرين من أصول صومالية يعيشون فيها. وبعد وقت قصير على وقوع الهجوم الذي استهدف الكنيسة يوم الأحد، عبَّر "مركز الشباب المسلم"، وهو منظمة إسلامية يوجد مقرها في نيروبي وكانت قد توعدت بعنف طائفي في كينيا، عن إشادته بهذا العمل. وفي هذا الإطار، قالت المنظمة على "تويتر" في الثلاثين من سبتمبر: (إن تحذيرات "مركز الشباب المسلم" العمومية عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد انتهت مثلما قلنا. ولينصر الله المجاهدين". وتبعث المنظمة بالرسائل عبر "تويتر"، متوعدة بمواصلة الهجمات من أجل "إخواننا الشباب إلى أن تقوم كينيا بسحب جنودها من الصومال). وكانت قد توعدت بهجمات إذا قامت القوات التابعة للاتحاد الأفريقي بدخول مدينة كيسمايو. وفي هذه الأثناء، عبَّر عدد من السياسيين الكينيين عن خشيتهم من إمكانية أن تؤدي الهجمات إلى اندلاع قتال بين المسلمين والمسيحيين في كينيا. وفي هذا السياق، ندد "أوهورو كينياتا"، نائب رئيس الوزراء الكيني بالهجوم الأخير على حسابه على موقع "تويتر" قائلاً إنه لا ينبغي السماح للهجمات بأن تتصاعد وتتحول إلى حرب دينية. وقال "كينياتا" في هذا الصدد: "إنني أرغب في التنديد بشدة بالأعمال الإرهابية الوحشية التي استهدفت بشكل متعمد ومقصود أماكن عبادتنا"، مضيفاً "ولكنني أدعوكم إلى عدم السماح لهؤلاء الإرهابيين بالفوز عبر الانزلاق إلى عنف طائفي، وهو الهدف من تلك الهجمات". ومن جانبهم، ندد عدد من الزعماء المسلمين بالهجوم ودعوا المسلمين والمسيحيين إلى العمل معاً من أجل حماية الكنائس والمساجد. والجدير بالذكر في هذا الإطار أن عدداً من ممتلكات المسلمين تعرضت للرشق بالحجارة بعد الهجوم الذي استهدف الكنيسة. وتعليقاً على هذا الموضوع، قال "أدان دويل"، وهو عضو مسلم في البرلمان: "إن الحروب الدينية دمرت بلداناً في أماكن أخرى. وهذا لا ينبغي أن يتكرر في كينيا". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©