السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اتفاق على التسمية واختلاف على الملامح

اتفاق على التسمية واختلاف على الملامح
28 فبراير 2008 04:56
حظيت الرواية العربية ومشهدها الراهن بالبحث والاهتمام في ملتقى القاهرة الرابع للابداع الروائي العربي الذي شهدته القاهرة مؤخراً وجرت مناقشات على مدى 25 جلسة بحثية ونقدية وتسع موائد مستديرة وضمت كل واحدة منها أربع أو خمس أوراق بحيثة حول ''الرواية العربية الآن'' وجاءت الأوراق في غاية الاتساع والشمول، ولأن كلمة ''الآن'' لها أكثر من فهم، فقد انعكس ذلك على الأوراق ووجدنا أوراقا تناقش حال الرواية العربية في السنوات الأخيرة، أو ما يعرف نقدياً باسم ''الرواية الجديدة'' أو رواية الهامش وغيرها من المسميات، وهناك من النقاد من ذهب بكلمة ''الآن'' ليجعلها تشمل التاريخ المعاصر كله· الروائية اللبنانية هدى بركات وهي من المحسوبات على جيل الستينيات ذهبت إلى أن الرواية الحالية ليست جديدة تماما اذا كان المقصود مما يقوله هؤلاء الروائيون عن أنفسهم من أنهم يكتبون ويقدمون الهامش الاجتماعي والإنساني للمواطن العربي، فالتعبير عن الهامش ليس مرتبطاً بسن مهنة ولا بجيل محدد، ذلك أن رواية ''أصوات الليل'' لمحمد البساطي، مثلا، تعبير عن الهامش، رغم أن البساطي من كتاب الستينيات، والهامش يعني الخروج إلى الحرية والفضاء الواسع من سجن الايديولوجيا التي تقود إلى انغلاق فني ومعرفي· من المجموع إلى الفرد الناقدة هويدا صالح (مصر) حاولت البحث عن أسباب ظهور الرواية الجديدة في العالم العربي، وتوقفت عند سقوط الايديولوجيا بانهيار الاتحاد السوفيتي عام 1990 وبزوغ دور الفرد والانتقال من الحالة الجمعية إلى الشخصانية مع التقدم المذهل في الميديا ودخول عصر الصورة ووسائط جديدة لم تكن متاحة للروائيين التقليديين في عالمنا العربي، ولأن الرواية العربية ''التقليدية'' ظهرت في ظل أفكار الحداثة الأوروبية، فكان طبيعياً أن ظهرت الرواية الجديدة في عصر ما بعد الحداثة وأدت ما بعد الحداثة إلى تغييب الذات البشرية والسعي إلى اختفاء الكائن الإنساني في بنيات اقتصادية وسياسية جديدة، وذوبان هوية الفرد، لهذا كان لابد أن تنشأ أشكال جديدة من الرواية· تسويق المرأة المسلمة الباحثة الأميركية د·مارلين يوث، المتخصصة في ترجمة الروايات العربية إلى الإنجليزية· جعلت لورقتها عنوان ''تسويق المرأة المسلمة في الغرب'' وقالت إنها قرأت رواية بنات الرياض لرجاء الصانع بالعربية فوجدت أنها ضعيفة أسلوبياً وهشة في موضوعها، بالقياس إلى روايات عربية كثيرة، ورغم ذلك تهافتت دور النشر في الغرب على ترجمتها، لأن دور النشر تهتم بما هو غريب عن العالم العربي· وقالت الروائية سلوى بكر إن في الغرب استقبالا ''سوسيولوجيا'' وليس أدبيا ولا نقديا للرواية العربية وهذا ما يفسر اقبالهم على ترجمة أعمال كثيرة ضعيفة لا ترقى إلى الشروط الأدبية والنقدية للرواية، وتساءل الروائي الليبي أحمد إبراهيم الفقيه: اذا كانت ''بنات الرياض'' ضعيفة موضوعاً وأسلوباً، فلماذا الاهتمام بها في الغرب؟ ودفع الهجوم على الرواية الجديدة، د· محمد أبو الفضل بدران عميد آداب قنا، إلى أن يحتد على زملائه النقاد، متسائلا: نحن نفهم سر اهتمام الغرب بالرواية الجديدة والاقبال على ترجمتها، لكن الرواية الجديدة حققت نجاحاً واقبالا شديدين في مجتمعاتنا العربية· وترأت الناقدة الإيطالية ''بولانده فواردي'' أن الرواية الجديدة في العالم العربي، نتاج محلي صرف، وليست جزءا من العولمة ففي ورقتها التي خصصتها للرواية العربية في الجزائر خلال سنوات التسعينيات قالت إنه يمكن وصف الرواية بأنها رواية وأدب العجالة، أي يكتب الروائي في عجالة وفي ظل العنف والإرهاب الذي عاشه الروائيون الجزائريون، كانوا يتنقلون بسرعة من مكان إلى آخر وليس لديهم وقت كاف، ويكتبون بسرعة وينصرفون ولذا جاءت أعمالهم جديدة، ضمن لغة جديدة، وامتلأت الرواية بدوائر العنف والعذاب والايقاع في الرواية مهشم، واللغة العربية لم يلتزم كتابها بالقواعد التقليدية، واعتبرها البعض ''لغة طليعية''· الروائية الفلسطينية المقيمة في دمشق نعمة خالد تناولت الرواية الفلسطينية الجديدة واطلقت عليها رواية ''الانتفاضة التي نشأت من رحم الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية'' وتحولت إلى رواية مباشرة وربما تسجيلية، ذلك أن الحدث يفرض نفسه على الروائي· الناقد المغربي شرف الدين مجدولين توقف عند الرواية المغربية الجديدة، خلال السنوات العشر الأخيرة ووصفها بأنها رواية الألم وأنها جسدت ''عوالم الألم'' في تجلياتها الجسدية والذهنية، ومنها الروايات التي عبرت عن تجربة السجن، وتساءل الروائي الليبي أحمد إبراهيم الفقيه عن امكانية تسمية تلك الأعمال روايات، لأنها تعبر عن تجارب ذاتية وسير خاصة، لكن اتجهت معظم الآراء إلى وضعها في خانة الروايات· الروائي السوري خالد خليفة أحد المرشحين لجائزة ''البوكر'' العربية، قال إن كتاب الرواية الجديدة أعادوا طرح السوال القديم عن الرواية العربية بعيدا عن ''الموروث الايديولوجي'' منذ عقد الستينيات، مؤكدا أن الروائيين الجدد تمردوا على الرواية الكلاسيكية وعلى كتاب الستينيات تحديداً· د· سامي سليمان استاذ الأدب العربي بجامعة القاهرة، لم يسترح لمصطلح الرواية الجديدة وفضل تعبير ''الكتابة الجديدة'' وملاحظاً أن معظم كتابها في مصر دون الثلاثين من العمر، وانهم يحاولون استكشاف عوالم وخبرات جمالية جديدة، تعبر عن همومهم ومشاكلهم ولذا توقفوا أمام مناطق وموضوعات لم يتطرق إليها الروائيون العرب في الأجيال السابقة·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©