الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أضحية العيد».. عنوان للتكافل وتجمع المسلمين على عمل الخير

«أضحية العيد».. عنوان للتكافل وتجمع المسلمين على عمل الخير
12 أكتوبر 2013 21:07
شعيرة نحر الأضحية سنة مؤكدة على من امتلك ثمنها زائداً عن حاجاته الأصلية، ولا يأثم المسلم بتركها، وبعيداً عن المعنى الديني للأضحية، فهي تشكل علامة مهمة لكل بيت، وتعتبر أحد عناصر الاستعداد للعيد، خاصة عند الأطفال كرمز يبشرهم بمقدم العيد، وللفقراء الذين لا يستطيعون توفير مبلغ شراء الأضحية. وخروف العيد يعد الأضحية المفضلة على ذكر الماعز «التيس»، وهناك طقوس خاصة منذ يوم الشراء حتى يتم النحر والتضحية به، ولها شأن في نفوس الناس من بداية ذبح الأضاحي أول أيام عيد الأضحى ولمدة 3 أيام. ولا تزال أسعار الأضاحي ثابتة حسب العرض والطلب، حيث تراوحت الأسعار في أسواق دبي بين المتوسطة والمرتفعة نوعاً ما، منها سعر الأغنام النجدية للرأس الواحد وزن عشرين كيلو 1800 درهم. عادات متوارثة وخلال حديث دار مع عادل أحد المقيمين، قال إنه يدخر كل عام من أجل شراء خروف العيد، وإن خروف العيد يعني الكثير بالنسبة له، لأن معاني الأضحية حسب السنة النبوية المطهرة، مشاركة من المقيم في داره وأرضه للحجيج الذي يقومون بالنحر، فيستشعر موقفهم في الأراضي الطاهرة، ويعتبر توزيع الثلث من الأضحية حسب السنة على الفقراء قمة في التكافل، وربما لا يستطيع أن يقوم به تجاه الفقراء في الأيام العادية، إلا أنه من خلال لحم الأضحية يقدم ولو القليل مما يعبر عن التكافل، ومن ضمن ما يجعله الإنسان يشعر بالفرح، وهو يقوم بفحص الخروف بحضور تجمع أفراد الأسرة في يوم النحر، والعودة بالذاكرة للأعوام الماضية، ففي الماضي القديم كان البعض يصعب عليهم شراء الخروف، بسبب الأحوال المادية السيئة، لكن لأجل مشاركة المسلمين الفرحة يجمع الواحد منهم كي يشتري الأضحية، في حين اختلف الوضع الآن، وأصبح الغالبية يتمتعون بسعة اليد، ومنهم من يشتري الأضحية قبل عيد الأضحى بفترة طويلة من أجل أن يتمكن من إكرام الخروف والقيام على طعامه وشرابه، حتى يكتسي باللحم ويهنأ من يتذوق من لحمه. مشاركة أما مطر بن جاسم فقال: يمكن لعائلات عدة المشاركة في شراء عجل واحد وبعد عملية الذبح يتم التوزيع، ويكفي أن يقوم الجميع بتوكيل واحد منهم عن الجميع، وينوي نيابة عن البقية بالذبح، لأن كل عمل يجب أن تسبقه النية، وبالنسبة لما يتعلق بإكرام الخروف، فإن أهلنا أخبرونا منذ أن كنا أطفالاً أن كل شعرة من شعر الخروف الذي يقوم بنحره كأضحية له بها أجر، ولذلك على الناس أن يكرموا الأضاحي بإطعامها والرفق بها، وإراحتها عند الذبح والحرص ألا تصاب بمرض. وأوضح أن الناس في قديم الزمان لم يكونوا يحصلون على اللحوم إلا مرة واحدة إلى مرتين في العام، حيث لم يكن بإمكان كل رجل شراء تيس من الماعز أو خروف كي يأكل منه مع عياله، إنما ينتظر المناسبات مثل قدوم ضيف من بعيد أو مناسبة زفاف أو عيد، وفي أحيان متباعدة كان بعض الرجال يتشاركون في شراء تيس، من أجل الغذاء فيذبحونه ويتقاسمون اللحم، وللأضحية قيمة ومنها أنها فرحة وطهور عن الذنوب، ولأن الأضاحي مرتبطة بالعيد فإن أغلب الرجال والنساء الذين كانت لديهم نية تقديم أضحية، يتحللون من النية بعد عملية النحر، حيث يمكنهم التفرغ للفرحة بعد الانتهاء من الذبح، ويقسم كل خروف إلى ثلاثة أقسام، منها قسم للفقراء وقسم يهدى للأصحاب أو الأحباء المقربون وقسم للشخص نفسه، وتعمد الأسرة إلى التجمع عند الأضحية لتشهد النحر، حيث يعتبر ذلك من ضمن ما يستحب عند عملية الذبح، حين تتجمع الأسرة وتشهد العملية والتقسيم. وقال شاب يفتش في السوق عن أضحية إن كل العالم يأكل اللحوم على هيئة أقراص برجر أو شرائح اللحم المشوية، أو غيرها من الطرق التي يتم طهي اللحوم بها، وتقدم في مختلف أنحاء العالم وفي المطاعم الشهيرة، لكن تبقى الأضحية رمزاً للتعبير عن الفداء، ومن أجل مشاركة الفقراء والجيران والأهل، ويحب المسلمون تقديم الأضحية كجزء من السنة. انتقاء الأضحية وبالنسبة لكيفية انتقاء الأضحية قال: يجب ألا تكون عمياء أو عوراء أو عرجاء أو مكسورة القرون أو إحدى القرنين، وأن تكون سليمة الأسنان وتفضل الأضحية فاتحة اللون، وألا تكون مريضة لأن ما يقدم يقع في يد الله قبل أن يقع في أيدي الناس، ومن أجل ذلك لا يقدم لله إلا الطيب، وعند عملية النحر على الجزار أن يريحها وأن يستخدم آلة تنحر الضحية مرة واحدة، لا أن يكرر عملية الذبح فيعذبها، وعلى من يذبح أضحية ألا يقدم منها شيء للجزار كأجرة عن عملية الذبح والسلخ. أما راشد جمعة فنصح أن يقوم الناس بأخذ الأضحية إلى المسلخ المركزي لأنهم محترفون، كما يمكن فحص الأضحية قبل الذبح عن طريق الطبيب البيطري الذي يعمل في المسلخ. وأضاف: من ضمن طقوس الأضحية أن النساء كن يعمدن إلى الحناء فتعجن بالماء الدافي، ثم يتم وضع الحناء على فروة الخروف من باب التدليل والإكرام، وكان يقدم له كل ما يمكن أن يقدم لأي خروف يعيش في بيئة تعرف قدره، ويتم تنظيف المكان حوله عدة مرات، حتى لا يؤدي ذلك إلى تكاثر الجراثيم فيمرض، وإن أصيب بإسهال حين يكون الموسم شتوياً، فإن النساء يطعمن الخروف اللبن الزبادي أو الماء المذاب به النشاء كي يشفى، وإن لم يشف فإنه لا يقدم كأضحية، كما يضعن التمر ويبتعدن عن الشعير، لأنه يؤدي إلى نفخ بطن الخروف، وعندما يحين موعد النحر، فإن الرجل يقوم بإطعام أضحيته وتقديم الماء لها حتى لا تذبح وهي جائعة أو عطشى. وتابع: اليوم ولأجل سلامة المجتمع صحياً، فإن هناك أمر بمنع الذبح داخل البيوت، وذلك لعدة أسباب منها عدم توفر الطبيب البيطري الذي سيعمل على فحصها قبل وبعد الذبح، كما يحدث في المسالخ، وأيضاً لأنها تتسبب في تراكم بواقي الأضاحي في حاويات القمامة خلال أيام العيد، مما يؤدي إلى تلوث في المنطقة، حيث تتكاثر الحشرات وربما القطط لتعبث بها. حول أسعار السوق في إمارة دبي قال علي الحمادي رئيس شعبة عمليات المقاصب في بلدية دبي: من يتحدث عن هذه الفترة لا يمكن إلا أن يتذكر كل الأعياد التي مضت، خاصة ما يتعلق بتوارث الأجيال للعادات، ومن خلال سوق بيع الأضاحي يمكن ملاحظة الفرحة تطل مشرقة، لأن معظم من أتى يعلم قيمتها، مشيراً إلى أن أسعار الهندي والصومالي للأغنام وزن خمسة عشر كيلو 650 درهماً، والإيراني لوزن خمسة عشر كيلو 1100 حسب قول التاجر، أما للإيراني وزن عشرين كيلو فقد تراوح ما بين 1300 إلى 1400 درهم.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©