الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لاجئون بين نار جنوب السودان وماء إثيوبيا

29 أكتوبر 2014 23:25
بين نار الحرب الأهلية في موطنها جنوب السودان ومياه الفيضان التي غمرت مخيمها للاجئين في إثيوبيا فضلت «مارثا نياكوك» الماء على النار. والمرأة البالغة من العمر 70 عاماً جاءت من مدينة ملكال في فبراير بعد انزلاق أحدث دول أفريقيا في حرب أهلية بسبب المنافسة بين الرئيس سلفا كير من قبيلة الدنكا ونائبه السابق ريك ماشار من قبيلة النوير. والشهر الماضي وصفت منظمة «أطباء بلا حدود» مخيم «ليتشور»، الذي يبعد 50 كيلومتراً من الحدود مع جنوب السودان بأنه بحيرة تتناثر فيها الجزر. وتخوض «نياكوك» المياه وسط الجزر. وفي مقابلة معها قالت المرأة التي نجا اثنان من أطفالها، بينما توفي زوجها وابنتها وهناك ابنان لا تعرف عنهما شيئاً «العيش وسط فيضان أفضل من العودة إلى جنوب السودان». وتأمل المرأة العجوز أن تجد وكالات الإغاثة الدولية لهم مكاناً جافاً وبعيداً عن الحرب. وكان ما يقرب من 200 ألف لاجئ، أغلبهم من قبيلة النوير فروا من ثلاث ولايات في شمال شرق جنوب السودان إلى منطقة جامبيلا في إثيوبيا، حيث حصلوا هناك على الماء والغذاء والمأوى والعلاج الطبي من الحكومة الإثيوبية والأمم المتحدة وجمعيات خيرية. ويشير «ماثيو بينيري» المسؤول الميداني للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن 80 في المئة من المنشآت في الإقليم مثل الأكواخ والطرق والمراحيض والآبار لحقها الدمار. وبعد أن غمرت المياه الطرق لم يعد الوصول للمخيم ممكناً إلا بطائرة تابعة للأمم المتحدة وقوارب شحن تشق نهراً فاض عن ضفافه. وتشير الأمم المتحدة إلى أن نحو 1.4 مليون شخص أي نحو 10 في المئة من السكان نزحوا داخل جنوب السودان، بينما لجأ 469 ألفاً إلى إثيوبيا ودول مجاورة أخرى منها أوغندا وكينيا والسودان. ويعيش نحو 100 ألف لاجئ وصلوا في النصف الأول من هذا العام في مخيمي تيركيدي وكول اللذين يبعدان 50 كيلومتراً من بلدة باجاك الحدودية. والمنطقة جافة إلى حد كبير ومتوافر لدى اللاجئين المياه والمراحيض والمدارس ويعيشون في أكواخ جيدة. أما الذين يعيشون في مخيم ليتشور، الذي غمرته المياه والوافدون الجدد، فيواجهون مستقبلاً محفوفاً بالشكوك. وتشير الأمم المتحدة إلى أن هناك 18500 لاجئ داخل إثيوبيا ينتظرون نقلهم إلى مخيمات. وكثيرون من أفراد قبيلة النوير خائفون من خطط الحكومة الأثيوبية بإرسالهم إلى مخيم بالقرب من ديما التي تبعد 400 كيلومتر جنوبي جامبيلا. فرغم أن المخيم جاف لكنه يأوي أفراداً من جماعتهم العرقية المنافسة الدينكا. وعبرت لاجئة من النوير مقيمة في مخيم انتقالي على الجانب الإثيوبي من باجاك عن خوفها من التعرض للقتل على أيدي أنصار كير من الدنكا هناك. وأشارت تقارير الشهر الماضي صادرة عن الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية إلى أن القتال بين المتمردين المتحالفين مع ماشار وقوات حكومة كير استهدف مدنيين على أساس عرقي. وجاء في تقرير للأمم المتحدة «جميع الأطراف ارتكبت أعمال اغتصاب وصوراً أخرى من العنف الجنسي ضد النساء من الجماعات العرقية المقابلة». وذكر انجيل ديوهوسو، رئيس بعثة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن الحكومة والأمم المتحدة تبحث عن مواقع أخرى غير ديما للاجئين، البالغ عددهم 500 ألف الذين يعيشون في منطقة ليتشور ولإيواء وافدين جدد محتملين إذا اشتعلت الحرب من جديد عندما تجف الطرق في جنوب السودان. وبينما ذكر وسطاء إقليميون في الآونة الأخيرة أن الفصائل المتحاربة في جنوب السودان وصلوا إلى انفراجة في المفاوضات، التي تستهدف إنهاء الحرب الأهلية التي تدور رحاها منذ عشرة شهور، لكن اللاجئين يشكون في التوصل إلى حل. ويليام دافيسون * * جامبيلا- إثيوبيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©