الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حزب الله» وسوريا والحرب على «داعش»

29 أكتوبر 2014 23:24
حظي «حزب الله» باحترام على مضض حتى من بعض الأعداء، بسبب الحملات التي شنته ميليشياته ضد إسرائيل، لكن أقوى منظمة عسكرية في لبنان تفقد الآن شعورها بالقوة، فقد أصبحت التكتيكات التي كانت الجماعة الشيعية تستخدمها ضد الجنود الإسرائيليين تُمارس ضدها من قبل مسلحي «داعش» و«جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة»، والتي أسست لنفسها موطئ قدم في لبنان على طول الحدود السورية سهلة الاختراق. ويعتبر العدد المتزايد من الهجمات وعمليات الاختطاف من قبل المسلحين السُنة بمثابة جبهة عسكرية أخرى فُتحت أمام «حزب الله»، الذي لديه بالفعل الآلاف من القوات المنتشرة في سوريا لدعم نظام الرئيس السوري «بشار الأسد»، في حين لا يزال هناك قوات أخرى تواجه إسرائيل في جنوب لبنان. يقول «عماد سلامي»، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية اللبنانية في بيروت، إن «حزب الله» ينتشر بصورة ضئيلة، إنهم يشنون معارك عديدة، ويتواجدون في جبهات كثيرة. وقد تم تأسيس جماعة «حزب الله» المصنفة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية، في أعقاب الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982. وأجبرت الجماعة المسلحة إسرائيل على إنهاء احتلالها لجنوب لبنان عام 2000، ووجهت ضربة قاصمة لإسرائيل أثناء حرب الـ34 يوماً الوحشية التي اندلعت عام 2006. وتعتبر جماعة «حزب الله» أفضل تسليحاً من جيش لبنان الذي يلعب دوراً ثانوياً، وهي تدير شبكات خيرية وحركة سياسية تمارس نفوذاً كبيراً على برلمان البلاد، وتدين الجماعة للحكومتين الإيرانية والسورية في إمدادها بالعتاد العسكري، ولذلك، عندما بدأت قوات «الأسد» تُمنى بهزائم خطيرة في الحرب الأهلية، كان «حزب الله» مضطراً للتدخل للحفاظ على خطوط الإمدادات مفتوحة. ويُعتقد أنه يوجد في سوريا نحو 5000 من جنود المشاة التابعين لـ«حزب الله»، حيث يلعبون دوراً حاسماً في تقويض المكاسب التي تحصل عليها معارضة الأسد التي تقودها السُنة، لكن تكاليف تورط «حزب الله» في تزايد مستمر،ويقال إن المئات من مقاتلي التنظيم قد قتلوا في سوريا. وأدى الطلب على إعادة تعبئة القوات إلى جعل الجماعة تخفض سن التجنيد، حيث تقام جنازات لمقاتلين تقل أعمارهم عن 16 عاماً في المجتمعات الشيعية في جنوب شرق لبنان. تقول «لينا الخطيب» مديرة مركز كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت، إن «حزب الله» يريد إخراج قواته من سوريا، لكنه يعلم أن عليه البقاء هناك حتى «التوصل لاتفاق سياسي مقبول لإيران».وفي الوقت نفسه، يواجه «حزب الله» ضغطاً بسبب الاعتداءات المتزايدة من قبل مقاتلي «داعش» و«جبهة النصرة» الذين تدفقوا عبر الحدود من سوريا. وبدأ مسلحو السُنة منذ عام في تفجير سيارات مفخخة، وشن هجمات انتحارية ضد معاقل «حزب الله» في جميع أنحاء البلاد، والضواحي الشيعية بجنوب بيروت. في شهر أغسطس، اقتحم مسلحون من الجماعتين مدينة «عرسال» الشمالية اللبنانية، وأسروا أكثر من 20 من رجال الشرطة والجنود قبل الانسحاب. ويشك محللون في أن الجهاديين يحتجزون عدداً من مقاتلي «حزب الله»، كما قاموا بقطع رأس جنديين، وطالبوا الحزب بالانسحاب من سوريا. وفي الخامس من أكتوبر، شنت «جبهة النصرة» سلسلة من الهجمات على مواقع «حزب الله» في سهل البقاع، وقتل المتشددون السُنة ثمانية من مقاتلي «حزب الله»، ونشروا لقطات فيديو للآثار المروعة. وقال «ديفيد شينكر» مدير السياسات العربية بمعهد «واشنطن لسياسة الشرق الأدنى» إن «هذا الهجوم كان صادماً. إنه يدمر سمعة حزب الله كقوة عسكرية»، وكان رد فعل الحزب سريعاً وغير متوقع، فبعد يومين من الهجوم، فجر قنبلة في مدينة جنوبية حدودية هادئة نسبياً، ما أدى إلى إصابة جنديين إسرائيليين. وكأنه يريد أن يقول، إنه لا يزال قادراً على مواجهة إسرائيل على الرغم من التزاماته العسكرية في سوريا. ويرى «شينكر» أن «حزب الله» استهدف إسرائيل حتى «يُظهر للجميع أنهم ما زالوا قادرين على التمسك بقضيتهم»، ويرى بعض المحللين أن الحادث علامة على أن الحزب أصبح متهورا بسبب قلقه أن يُنظر إليه كجماعة ضعيفة. إن عواقب هذا السلوك قد تكون وخيمة، فقد أدى قيام حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين عام 2006 إلى قيام حرب مدمرة. هيو نايلور ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©