السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جيتا ميه تجمع المتناقضات بقسوة وبقدر من الشاعرية

جيتا ميه تجمع المتناقضات بقسوة وبقدر من الشاعرية
26 يناير 2011 19:41
تقدم الفنانة الإيرانية جيتا ميه في معرضها الذي يحمل عنوان “أنا القيادة” تجربة جديدة ومتميزة في الفن المعاصر. ففي هذا المعرض المقام في “جاليري كوادرو للفنون” بدبي خلال الفترة من العشرين من الشهر الجاري وحتى الثامن والعشرين من فبراير المقبل، نقف أمام جدارية تتألف من مقاطع ولوحات ضخمة، وتحاكي الفنانة عبرها جدارية مايكل أنجلو الشهيرة التي تزين سقف كنيسة “سيستين” في الفاتيكان، والتي رسمها مايكل أنجلو بين عامي 1512-1508 وتمثِّل قمَّة الفنون في عصر النهضة. بهذا العمل الكبير تقوم الفنانة إبراز قدراتها كرسَّامة ونحاتة مُبدعة، فهو يُسلط الضوء على إبداعاتها في مجال الشِّعر والتصوير وجمالية الخط والوسائط الرقميَّة وغيرها. وتعْمَد جيتا ميه في معرضها إلى تفكيك جدارية أنجلو، وتعيد تجسيدها من جديد، مثلما تعيد الجدارية للتجربة البشرية وآلامها وحماسها عبر إسقاطها على بلدها إيران في العصر الراهن، مستعينة برموز عصرية مثل الحواسيب النقالة وحقيبة اليد النسائية و”التشادور” والأحذية ذات الكعب العالي وغيرها، لتبرز سرمديةَ الحالة الإنسانية، وتَوْقَ الإنسان للحرية والمعرفة والتعبير عن مكنونات النفس، ونقاط الالتقاء بين الشرق والغرب. ذلك كله تقدمه الفنانة في أسلوب أقرب يمزج الواقعية والتضخيم للأشياء والمبالغة في تصوير الأشخاص، وتضع الأعمى الذي يوحي بالديانة المسيحية إلى جوار امرأة الشادور، وتعمد إلى رسم شخوص في هيئات غريبة عن الصورة المألوفة. إنها تجمع المتناقضات في عمل ذي مساحات واسعة، وسواء استخدمت الزيت على القماش، أو المواد المختلفة، فهي تقدم ألوانا ذات إضاءة ساطعة، ورغم القسوة التي تعبر عنها أعمال الفنانة فهي تتميز بقدر من الشاعرية. وفي كتالوج المعرض يقول بشار الشروقي، مدير “جاليري كوادرو للفنون الجميلة”، عن تجربة الفنانة الإيرانية “في زيارتنا الأولى إلى مَرْسَم جيتا ميه بدبي، استعرضنا أعمالها ولوحاتها المتناثرة في زوايا مَرْسَمها، ولكن ما لفت النظر بالفعل كتابٌ قديمٌ يضمّ بين دفتيه أعمال مايكل أنجلو التي طغت عليها رسوماتٌ وتشكيلات عفوية للفنانة الإيرانية. وفي واقع الحال جذبتنا تلك الأعمال التي وضعت جيتا ميه تصوراً لها في عام 1983 عندما كانت تدرس وتقيم بمدينة فلورنسا الإيطالية، غير أنها لم تنفذها. وربما تساءلت جيتا، قبل أن تعمد إلى تنظيم معرض خاص بهذه الأعمال، عن دافعها من ترك بصمتها على لوحات الكتاب: هل كانت تريد تخريبها عن عَمْد، أم تقمًّص دور الرقيب عليها، أم تزيينها؟ واليوم، وبعد ثمانية وعشرين عاماً، قرَّرت جيتا أخيراً أن تمضي قُدُماً لعرضها في هذا المعرض”. يشار إلى أن الرسامة والنحاتة جيتا ميه وُلدت في طهران عام 1963 وتقيم حالياً بدبي. درست الفنون في إيران وأوروبا وفالنسيا و”معهد كاليفورنيا للفنون”. وتجسِّد جيتا ميه إبداعاتها عبر وسائل عدَّة تشمل الرسم والشعر والتصوير والنحت والأعمال المُجسَّمة والفنون الأدائية وغيرها. وكانت جيتا ميه قد نظمت معارض فنية فردية في إيران والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية واليونان وهولندا.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©