الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العملاق الصيني يسعى لجذب استثمارات خليجية بقيمة 300 مليار دولار بحلول 2020

30 يناير 2007 22:33
دبي - مصطفى عبد العظيم: كشف معالي الدكتور عمر بن سليمان محافظ مركز دبي المالي العالمي عن دخول المركز عبر ذراعه الاستثمارية في مفاوضات مع عدد من الشركات الصينية المتخصصة في الخدمات المالية لتنفيذ عمليات استحواذ وشراكة خلال الفترة القليلة المقبلة· وقال في تصريحات لـ''الاتحاد'' على هامش قمة الصين والشرق الأوسط والتي نظمتها في مركز دبي المالي العالمي أمس صحيفة ''فاينانشال تايمز'': إن المباحثات جارية لاستطلاع أفضل الفرص الاستثمارية المتاحة في السوق الصيني الواعد، مشيرا إلى أن شركة مركز دبي المالي العالمي للاستثمار ترصد هذه الفرص بعناية وان لقاءات قريبة سوف تجرى لاتخاذ قرارات بهذا الشأن، لافتا أيضا إلى طلب الصين الاستفادة من خبرة المركز في تطوير المراكز المالية بها· وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات الاقتصادية الصينية الشرق أوسطية ازدهارا غير مسبوق، خاصة مع دول مجلس التعاون الخليجي الذي يتوقع أن يضخ استثمارات تزيد عن 300 مليار دولار في الصين بحلول عام ·2020 وشدد بن سليمان في كلمته الافتتاحية للقمة التي حضرها الدكتور تشينج سيوي، نائب رئيس اللجنة الدائمة لمؤتمر الشعب في الصين واكثر من 200 مشارك من مسؤولين ورجال اعمال ورؤساء شركات، على ضرورة اعادة إحياء طريق الحرير من جديد وتعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط، للاستفادة من النمو القوي والفرص الواعدة في الصين التي تعتبر حاليا رابع أقوى اقتصاد في العالم· من جهته اكد تشينج ايضا عزم الحكومة الصينية على تعزيز علاقاتها مع بلدان المنطقة في كافة المجالات وخاصة الاقتصادية، مشيرا الى ان دولة الامارات ستكون بوابة الصين نحو اعادة احياء طريق الحرير· واضاف انه بالرغم من الاستراتيجية التى تقوم بها الصين نحو تقليل وراداتها النفطية والاعتماد على مصادر بديلة للطاقة وخاصة الطاقة المتجددة، الا ان علاقتها مع الدول النفطية في المنطقة ستظل آخذة في النمو بشكل كبير، متوقعا ان تستحوذ الدول الخليجية على 50% من واردات الصين النفطية خلال الفترة المقلبة· وقدر تشينج حجم التبادل التجاري بين دول الشرق الأوسط والصين خلال العام الماضي بنحو 51,3 مليار دولار، متوقعا ان يتزايد هذا الرقم مع الانفتاح الواسع للشركات الصينية على المنطقة وكذلك تزايد حجم الاستثمارات العربية والخليجية في الصين في الآونة الاخيرة· وقال ان الصين تتخذ خطوات جادة لتطوير تشريعاتها بهدف استقطاب الاستثمارات المباشرة وخاصة من دول الخليج التي تتمتع بسيولة كبيرة، مشيرا الى ان بلاده لديها فرص استثمارية كبيرة في مجالات البتروكيماويات والتكنولوجيا بالاضافة الى شركات الخدمات المالية التى تسعى للوصول الى المعايير العالمية، لافتا في هذا الاطار الى الجهود المبذولة للتغلب على تحديات أربعة تواجه طريق الحرير الجديد والتي من أبرزها تحسين جودة النمو الاقتصادي للصين· واشار الى ان احتياطيات الصين من النقد الأجنبي تجاوزت تريليون دولار بنهاية العام ·2006 ورغم ما كشف عنه مشاركون في القمة عن وجود عدد من التحديات التى مازالت تواجه عملية إحياء طريق الحرير أهمها عامل التواصل اللغوي والمعوقات البيروقراطية، الا ان التوقعات تشير الى تقارب كبير على المستوي التجاري بين الجانبين حيث شهدت الفترة الماضية نموا في التدفقات الاستثمارية من الإمارات والسعودية الى الصين· وتوقعت شركة ماكينزي ان يصل التدفق التجارين بين بلدان الشرق الأوسط والصين خلال الفترة من 2005 الى 2020 من 51 مليار دولار الى ما بين 350 الى 500 مليار دولار· وبمقارنة التبادل التجاري بين الصين والمنطقة والاتحاد الأوروبي فان اوروبا تعتبر الافضل بشكل ملحوظ حيث ارتفع حجم التجارة بين الصين والاتحاد الأوروبي بنهاية العام 2006 بنسبة 3 ،25% ليصل إلى 727,3 مليار دولار أميركي· واحتلت تجارة الصين والاتحاد الأوروبي ما نسبته ،5 15% من إجمالي حجم التجارة الخارجية للصين العام الفائت فيما احتفظ الاتحاد بمكانته كأكبر شريك تجاري لها· ويري مشاركون انه في الوقت الذي تعتزم فيه دول مجلس التعاون الخليجي استثمار نحو 250 مليار دولار أميركي في آسيا على مدى السنوات الخمس المقبلة، فان الصين ستكون مؤهلة لاستقطاب نصف هذه الأموال الطائلة· وفي المقابل، فإن الصين تتطلع أيضا للاستفادة عبر شركاتها في المنطقة من الأموال الضخمة التي رصدتها دول الخليج لإنفاقها خلال الفترة ذاتها والتي تزيد عن 500 مليار دولار لتطوير مشاريع البنية التحتية، والزراعة، والتعليم، والرعاية الصحية، وتقنية المعلومات؛ الأمر الذي يعطي للشركات الصينية فرصة ذهبية لأن تكون من المتعهدين الأساسيين لهذه المشاريع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©