تكتم على نتائج لقاء بري والسنيورة في بعبدا

نجح الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان في جمع رئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة الى مأدبة عشاء في القصر الجمهوري، لكنه فشل في ''فك رموز'' الاشتباك السياسي بين الرجلين حول الملفات الخلافية· فالعشاء ''السري'' حول مائدة الرئاسة الاولى احيط بستار ''حديدي'' من الكتمان، ولم تتسرب عنه اي معلومات، ما اوحى للمراقبين بان عدم الكلام ومحاولة مصادر القصر الجمهوري ''التنكر'' لهذا اللقاء، وعدم الاشارة الاعلامية اليه، يؤشر الى ان الحلول لم تنضج بعد رغم محاولات رئيس الجمهورية تقريب وجهات النظر· غير ان وزير الدولة اللبناني خالد قباني اعتبر اللقاء الرئاسي الثلاثي يؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية· وقال: ''احسن رئيس الجمهورية عملاً بذلك، انطلاقاً من حرصه على تحصين مسيرة البلاد وعلى انتظام عمل المؤسسات الدستورية''· واوضح الوزير قباني في حديث اذاعي بأن الاجتماع الثلاثي تطرق الى كل المسائل العالقة وفتح صفحة جديدة من التعاون بين البرلمان والحكومة في اطار احكام الدستور والقوانين النافذة· وقال: ''ان حسن العلاقات بين السلطتين والتعاون والتوازن هي التي تؤمن المصلحة العليا وتحقق استمرار حسن سير عمل المؤسسات وتضفي على البلاد حالة من الارتياح تتواكب مع المصالحات التي تحصل على الساحة العربية وتصب في مصلحة لبنان''·واعرب الوزير قباني عن اعتقاده بأن الاجتماع الرئاسي وضع قواعد جديدة للعمل ومعايير للتحرك في المرحلة القادمة للبت بكل هذه المشاكل وحل كل العقد الموجودة بشكل بنّاء يعيد البلاد الى مسيرتها الطبيعية· واللافت ان مصادر الرؤساء الثلاثة رفضت الكشف عن اية معلومات بشأن اللقاء، الامر الذي حمل اكثر من تأويل وطرح الاسئلة حول امكانية حل العقد التي ما زالت تعترض ولادة موازنة العام 2005 والتعيينات الادارية وصولاً الى مذكرة التفاهم بين لبنان ومحكمة لاهاي الدولية·ونسبت جريدة ''الشرق'' المحسوبة على فريق 14 مارس الى مصادر وصفتها بـ''المطلعة'' دون ان تسميها القول: ''ان لقاء القصر الجمهوري اسفر عن توافق جدي على تجاوز المعوقات التي اخرت اقرار الموازنة من دون مقاربة التفاصيل، ووصفت الاجواء بالمريحة''· ولم تستبعد المصادر نفسها ان تحرك كل الملفات العالقة لتحل في سلة واحدة، بحيث لا يكون هناك غالب ومغلوب، خصوصاً ان البلاد على ابواب مرحلة الانتخابات التي تحتاج الى مزيد من التهدئة· وعلمت ''الاتحاد'' من مصادر سياسية مستقلة كانت على اطلاع على اجواء لقاء القصر الجمهوري ان النقاش حول المسائل الخلافية بين الرئاستين الثانية والثالثة لم ينته بعد وان للبحث تتمة، وقالت: ''ان عنوان الاجتماع ادرج تحت شعار ''تبريد'' الاجواء وصولاً الى التسوية الممكنة للخلافات العالقة بأقل الاضرار للاطراف كافة''· ولفتت المصادر الى ان جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية هذا الاسبوع، هي المعيار الحقيقي لنجاح أو فشل مساعي رئيس الجمهورية لفرض الحلول حول المسائل الشائكة والتي تمثل موازنة مجلس الجنوب عقدتها الاساسية، وتحدثت عن حلول وسطية دون ان تخوض في التفاصيل· وكان لافتاً ان اللجنة الفنية التي سبق وشكلها الرئيس سليمان لدرس ملف التعيينات الادارية بما في ذلك حصة الحكومة في المجلس الدستوري واللجنة الوزارية الثلاثية التي تضم وزراء العمل محمد فنيش والعدل ابراهيم نجار والدولة خالد قباني المكلفة في درس وتعديل مضمون مذكرة التفاهم بين لبنان والمحكمة الدولية في لاهاي، كثفتا من اجتاعاتهما غداة لقاء بعبدا الرئاسي، ما اوحى للمراقبين بأن قطار الحلول للازمات انطلق وان جميع الامور باتت قابلة للنقاش والتفاوض· المجلس الشيعي يرحب بأجواء الهدوء بيروت (الاتحاد) - رحب المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بأجواء الهدوء السائدة في لبنان، وشدد على ضرورة التزام جميع الأطراف بالخطاب الهادئ بما يوفر للمواطنين اختيار ممثليهم بوعي وتبصر· ورأى المجلس بعد اجتماعه بهيئتيه الشرعية والتنفيذية برئاسة الشيخ عبدالأمير قبلان أن الانتخابات النيابية هي حس ديمقراطي، ويجب أن يمارس فيها المواطن حريته ووعيه في انتخاب ممثليه الذين يعتقد فيهم الأمانة والنزاهة والكفاءة لخدمة وطنه والدفاع عن مصالحه· وانتقد محاولات شراء الذمم واستغلال الأوضاع الاقتصادية السيئة وحالات العوز، منبهاً المواطنين إلى عدم الوقوع في هذا الفخ· ودعا المجلس الشيعي المسؤولين إلى الإسراع في إقرار الموازنة بما فيها موازنة مجلس الجنوب وإيلاء الشأن المعيشي والاستشفائي خاصة ما يستحق من اهتمام· واستنكر القرار الذي اتخذته المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني عمر حسن البشير، ودعا الدول العربية والإسلامية إلى التنبه لخطورة هذا القرار، والوقوف إلى جانب السودان في مواجهته· وأمل أن تنعكس المصالحات العربية إيجاباً على القمة العربية المزمع عقدها في قطر على الوضع اللبناني