السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

سهام الرشيدي: إنجازاتي هزمت نظرة المجتمع لـ«المعاق» !!

سهام الرشيدي: إنجازاتي هزمت نظرة المجتمع لـ«المعاق» !!
8 أكتوبر 2015 01:01
شمسة سيف (أبوظبي) سهام الرشيدي ليست مجرد بطلة سطرت أجمل الإنجازات، رفعت علم الدولة في أهم البطولات، ولكن وراءها قصة كفاح تستحق أن تروى؛ لأنها جمعت ما بين الإرادة والتحدي والحماس والطموح، فتجاوزت بكل أصعب المحطات، وقفزت فوق المستحيل، وعانقت المجد في ميادين الانتصار. قدر لها بأن تصاب بشلل الأطفال في عمر الـ 4 أشهر، بعد ارتفاع درجة حرارتها نتيجة عدم تلقيها اللقاح المضاد، فاستقر بها الحال إلى شلل نصفي في الجهة اليسرى من جسدها، لم تقف أسرتها مكتوفة الأيدي، وتحركت في كل الاتجاهات وبعد عمليات جراحية عدة تمكنت من المشي على أقدامها. هي نموذج رياضي مشرف، وبطلة من بطلات ذوي الإرادة، مثلت الإمارات في العديد من المناسبات خير تمثيل في رياضة ألعاب القوى (رمي القرص - رمي الرمح - دفع الجلة)، لتدخل السجل الذهبي للعبة وتكتب اسمها بأحرف مضيئة في الإنجازات والميداليات، الرشيدي أكدت من خلال حوارها مع «الاتحاد» أن سعيها في تحقيق حلمها بأن تصبح بطلة أولمبية عالمية لن يقف أمامه أي شيء. وترى الرشيدي أن الإعاقة التي تعانيها ليست حاجزاً أمام تحقيق أهدافها على الصعيد الرياضي وفي مختلف البطولات التي تشارك بها، بل على العكس تماماً قائلة: «الإعاقة التي أعانيها سبب رئيس في تحقيق دوافعي وأهدافي في المجال الرياضي الذي انخرطت به منذ بداية عام 2004، وكوني أعاني شللاً نصفياً، هذا لا يعني أن أقف مكتوفة الأيدي تجاه الإعاقة، بل عزمت على بذل كل الجهود التي من شأنها أن تجعل مني بطلة وصاحبة إنجازات أسوة بالأسوياء». وأضافت: «عملت على هذا الهدف منذ بداية التحاقي بنادي دبي للمعاقين، الذي كان أحد أهم الأسباب من بعد والدي اللذين شجعاني على ممارسة الرياضة أن أكون إحدى بطلات فرسان الإرادة في ألعاب القوى لذوي الإعاقة وبالتحديد في رمي القرص والرمح ودفع الجلة». وشددت الرشيدي على أهمية دمج فئة ذوي الاحتياجات مع الأسوياء سواء في المدارس أو الجامعات، مؤكدة أن الدمج يعمل على محو الحاجز والنظرة القاصرة التي ينظر بها أفراد المجتمع تجاه هذه الفئة، بحيث يتقبل السوي المعاق، دون التقليل منه أو النظرة إليه بنظرة تختلف عن نظرته تجاه السوي، فالإعاقة في النهاية قدر محتوم، وليست باختيار الفرد. وقالت: «استطعت أن أحارب وأهزم هذه النظرة من خلال المجال الرياضي والبطولات والإنجازات التي حققتها، حتى أصبح المجتمع اليوم يراني بنظرة البطلة بدلاً من المعاقة، وهو ما زرع في حب الاستمرار والعزيمة في المشاركة لأي استحقاق قادم، أستطيع من خلاله رفع العلم الإماراتي عالياً، وتحسين أرقامي التأهيلية في كل مسابقة». وأثنت البطلة الإماراتية على دور الإعلام بمختلف وسائله على تغيير نظرة المجتمع تجاه فئة ذوي الإعاقة، بعد التوعية التي تقوم بهذه الوسائل بالإضافة إلى المبادرات التي تسعى دائماً لإيصاله لأكبر شريحة ممكنة من الناس. وترى الرشيدي أن رياضة المعاقين في الماضي كانت تدور في دائرة مغلقة، أما الآن وبعد الاهتمام الكبير من قبل القيادة الرشيدة في الدولة والمعنيين بهذه الفئة، أصبح الاهتمام واضحاً بعد وجود العديد من الأندية الرياضية والمراكز التدريبية الخاصة برعاية رياضة المعاقين في الدولة، التي بدورها تحضن مواهب أفراد ذوي الاحتياجات بمختلف الإعاقات، وتعمل على تفريخ المواهب التي حققت إنجازات جماعية وفردية عديدة مؤخراً في مختلف البطولات، وهو ما يترجم حرص قيادتنا والمسؤولين في الدولة بهذه الفئة. ونوهت الرشيدي بأهمية تفرغ اللاعبات بفترة كافية قبل انطلاق أي بطولة وفي أي معسكر إعدادي سواء في الدولة أو خارجها، حيث أكدت أن إشكالية تفريغ اللاعبات ما زالت مستمرة عن البعض، وهو ما يؤثر أداء ونتيجة على أي بطولة ينخرطن بها، مشيرة إلى أن بعض الدوائر تكون سلسلة مع اللاعبات وتفرغهن في كل استحقاق، على عكس بعض الدوائر الأخرى التي مازالت تعرقل أمور المتسابقات، بعدم تفريغهن وهو ما يؤثر سلباً على المحصلة النهائية في البطولات التي يشاركن بها، وتمنت أن تتعاون هذه الجهات مع الرياضيات من فئة ذوي الإعاقة، لتحقيق أفضل النتائج على الصعيد المحلي والعربي والعالمي. تحدي المونديال أبوظبي (الاتحاد) تخوض الرشيدي في الفترة المقبلة مهمة تشريف الوطن بمشاركة 7 فتيات إماراتيات بمختلف الرياضات، ضمن بطولة العالم لألعاب القوى للمعاقين، والتي تستضيف منافساتها لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط دولة قطر، في الفترة 22 إلى 31 أكتوبر من الشهر الجاري. وتسعى من خلال هذه المشاركة التي تضم خيرة من أبطال العالم تحقيق ميدالية ملونة والتألق في البطولة، التي من شأنها أن تقوى عزيمتها وإصرارها في تحقيق أفضل النتائج الإيجابية في دورة الألعاب الأوليمبية للمعاقين الخامسة عشرة في المدينة البرازيلية ريو دي جانيرو.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©