جال كرنفال المهرجان خلال أيام عطلة نهاية الأسبوع الماضي شارع السيف ناشراً الفرح والمرح بين الجميع من خلال المئات من العارضين الذين ارتدوا أزياء ملونة تعكس الأجواء الاحتفالية لمهرجان دبي للتسوق واتسقوا ضمن مجموعات مختلفة قدمت كل واحدة منها نوعاً مختلفاً من الفنون منها الحركات البهلوانية، ومنها المجسمات العملاقة، ومجموعة أخرى أخذت دور فرقة موسيقية عسكرية، وأخرى ارتدت فساتين مستوحاة من القرن الثامن عشر لتعزز من المشهد الاحتفالي وتضمن رسم البسمة على وجوه الجميع
دبي (الاتحاد) - استمتع كافة الحاضرين من مختلف الجنسيات والأعمار بالأجواء الكرنفالية الخاصة بمهرجان دبي للتسوق2013 والمستمر حتى 3 فبراير المقبل، حيث طاف الكرنفال شارع السيف ذهاباً وإياباً. وبدت البهجة واضحة على وجوه الأطفال خاصة وهم يلحقون بهذا الموكب الاحتفالي ويرقصون على إيقاعات الطبول والموسيقى التي يؤديها العازفون، وحمل الكثير من الحاضرين كاميراتهم وقاموا بالتقاط الصور التذكارية.
وامتزجت الأجواء الكرنفالية بعروض الألعاب النارية التي انطلقت من خور دبي لترسم أجمل اللوحات الملونة في سماء دبي، وتخطف أنظار كل من كان متواجداً من الحضور لتتداخل لديه مشاعر الفرح والدهشة التي لا يمكن أن تتكرر إلاّ في مهرجان دبي للتسوق.
حياة البادية
ونقل مخيم حياة البادية في منطقة فستيفال بروميناد زوار مهرجان دبي للتسوق إلى عالم البادية الصافية النقية، الذي امتزج مع الطبيعة في بوتقة واحدة، تجسد ملامح المجتمعات التي عشقت حياة الصحراء، وهي موجودة في معظم بلاد العالم، حيث اجتمع منها في المخيم نماذج من بلدان كثيرة.
وانفرد كل فريق بملامح عن بيئته المحلية، واشتركت معظم المجتمعات في الملامح الأساسية لحياة البادية مثل: الموسيقى والملابس والحرف اليدوية والفنون الشعبية.
تقدم كل دولة من الدول المشاركة خيما تضم الفريق المشارك والأنشطة البدوية التي اشتهرت بها، وتعكس هذه الخيام أيضاً أنماط الحياة التي تنتشر بين هؤلاء، والحرف التي يمارسها السكان، وفي خيمة الإمارات يظهر بوضوح الطبخ كأحد معالم الحياة البدوية، حيث تقوم النساء بطهي أنواع مختلفة من الأطعمة، التي تنتمي إلى المطبخ البدوي، كما يقوم بعضهن بحياكة الثياب البدوية التقليدية وتزيينها بالتصاميم الملونة، وفي خارج الخيمة يقوم أحد الصقارين بعرض صقره الذي يتمتع بمواهب في الصيد، وتعتبر حرفة الصيد بالصقور أحد الملامح التراثية لمجتمع الإمارات، كذلك الرعي والصيد، أما القهوة العربية فكانت عنوان الضيافة للإمارات.
الأزياء التقليدية
وفي المخيم الهندي ظهرت من الخارج ملامح حياة البدو في الهند من خلال الإكسسوارات التي تزين بها مدخل المخيم، علاوة على الأزياء التقليدية التي يرتديها أفراد المخيم، وكان من بينهم أعضاء الفرقة التي تقدم العروض الشعبية على المسرح.
كما قدم المخيم اليمني مشهداً من الحياة البدوية في هذه الدولة، حيث ظهرت الأزياء التقليدية للرجال ومنها الحزام الذي يلفه الرجال حول خواصرهم ويضعون فيه الجنبية اليمنية المعروفة وهي عبارة عن خنجر يوضع في جراب، وتصنع يد «الجنبية» من الخشب النفيس أو العاج، وقدم المخيم اليمني أحد مظاهر الحياة البدوية وهو طهي وجبة «سالتا سانانيا»، وهي تحتوي على الأرز واللحم والبطاطا والطماطم والتوابل، ويستغرق طهيها ثلاث ساعات كاملة.
وقدمت مخيمات مصر والأردن والمغرب عروضاً حية من الفنون الشعبية التراثية على مسرح مخيم حياة البدوية، كما قدمت هذه الفرق نماذج من حفلات الزفاف كما تشهدها مجتمعاتهم البدوية، بما تضم من إيقاعات موسيقية ورقصات تقليدية.
ويتميز مخيم حياة البادية بالتعبير المباشر عن الملامح الحية في الصحراء، بكل ما تقتضيه هذه الحياة من توافر وسائل الانتقال مثل: الإبل، وإيقاد النار للتدفئة خلال الطقس البارد، علاوة على وجود الإبل والرمال وكل العناصر التي تضفي الواقعية على المكان.
التراث الشعبي
ومن باكستان حضر عرفان أكبر وزوجته لمشاهدة عروض مخيم حياة البادية خلال مهرجان دبي للتسوق، أكدا هذه المبادرة من المهرجان تشهد على الاهتمام بالتراث الشعبي والثقافي للشعوب، والعمل على إحياء عادات هذه الشعوب وتقاليدها من خلال تقديم النماذج الطبيعية منها، مما يتيح لنا إلى التعرف على هذه الثقافات عن قرب.
ويقول إمام صاحب وهو هندي يقيم في دبي، إنه حرص على زيارة المخيم مع ابنه عبد الرحمن لمشاهدة مفردات الحياة البدوية على الطبيعة بعدما قرأ عنها في الكتب والمجلات، ويضيف أن المعايشة الكاملة لهذا النمط من الحياة تعكس التطور الذي حدث في هذه المجتمعات خلال الفترات الزمنية السابقة، ويشير إلى أن الأزياء التقليدية تتمتع بالجمال والتصاميم التراثية، كما تتنوع أنواع المأكولات التي يقدمها كل مطبخ باختلاف الثقافة التي ينبع منها.
يستقبل مخيم حياة البادية الزائرين يومياً من الرابعة إلى العاشرة مساء، وإلى منتصف الليل في عطلة نهاية الأسبوع، ويقع في منطقة فستيفال بروميناد القريبة في دبي فستيفال سيتي، والدخول مجاناً.
اقتناص الفرص
من جهة أخرى ينتظر المتسوقون مهرجان دبي للتسوق لاقتناص الفرص الكثيرة التي يوفرها لهم سواء من خلال العروض الترويجية التي تتنافس المحال التجارية على إطلاقها، أو الجوائز القيمة التي يتم رصدها للفائزين، فيما يعد مهرجان دبي للتسوق2013 فرصة مثالية للتجار ومسؤولي مراكز التسوق والمحال التجارية والعديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى التي ترتبط بعلاقات مباشرة وغير مباشرة مع قطاعات التجزئة والضيافة والسياحة، لإطلاق العروض الترويجية ورصد جوائز قيمة كبرى لجذب أكبر شريحة من المتسوقين والزبائن، وذلك لما يشكله المهرجان من موسم مهم تتنافس فيه شركات القطاع الخاص بتقديم أفضل ما لديها من عروض ترويجية وجوائز، وذلك لجذب المتسوقين والزبائن.
وحول أهداف المهرجان، قال المنسق العام للمهرجانات في مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري إبراهيم صالح، إن الجوائز التي يقدمها المهرجان تعد واحدة من ركائزه الأساسية الثلاث إلى جانب التسوق والترفيه، وقد اشتهر المهرجان بتقديمه أكبر الجوائز وأكثرها قيمة، حيث بلغت قيمة الجوائز التي قدمها منذ انطلاقته الأولى في العام 1996 شاملا جوائز هذه الدورة حوالي 1.5 مليار درهم، واستطاعت هذه الجوائز أن تغير مجرى حياة الكثيرين ممن فازوا بجوائزه القيمة في أي من دوراته».
وأوضح أن هذا الحدث أصبح ذروة المواسم التي يتنافس فيها التجار في تقديم أفضل ما لديهم من عروض وجوائز، وذلك لما يشكله من أهمية كبيرة في جذب السياح والزوار من مختلف الجنسيات سواء من داخل الدولة أو من خارجها، حيث تمكن المهرجان من اجتذاب حوالي 4.3 ملايين زائر خلال الدورة الماضية في العام 2012 بحجم إنفاق بلغ 14.7 مليار درهم.
ويذكر أن مهرجان دبي للتسوق قدم منذ انطلاقته حتى هذه الدورة حوالي 1.5 مليار درهم، منها 80.5 مليون درهم مبالغ نقدية و719 كيلوغراما من الذهب و33 سيارة رولز رويس، إلى جانب سيارات نيسان ولكزس. ولقد منح المهرجان 100 كيلوغرام من الذهب، و10 سيارات نيسان لفائز واحد فقط في إحدى الدورات السابقة، وهذا بالإضافة إلى العديد من الجوائز القيمة الأخرى.
وتسارعت مراكز التسوق في دبي والعديد من الشركات الكبرى خلال مهرجان دبي للتسوق2013 إلى إطلاق العروض الترويجية المذهلة، ورصدت الكثير من الهدايا والجوائز لجمهورها من المتسوقين، ولزيادة جاذبية هذه الوجهات احتضنت الكثير من الفعاليات والأنشطة الترفيهية التي أضفت أجواء من السعادة والفرح والمرح بما يجعل من التسوق خلال فترة المهرجان تجربة فريدة من نوعها.
عدد اليوم
