الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسن حنفي: أنا سليل الهزائم والانتصارات

حسن حنفي: أنا سليل الهزائم والانتصارات
17 فبراير 2010 20:22
الفلسفة في حياة المفكر المصري الدكتور حسن حنفي ليست مجرد مادة يتولى تدريسها لطلابه في الجامعة، بل هي أسلوب حياة، فالدكتور حسن حنفي مقل جدا في الظهور الاعلامي. وهو يتأمل ويفكر أضعاف ما يتحدث. وان شئنا الدقة يمكن ان يقال انه في حالة نسميها الاعتكاف الفكري. ومن النادر ان يظهر في لقاء اعلامي أو ندوة كتلك التي نظمها له معرض القاهرة للكتاب للحديث مع رواد المعرض عن مسيرته وافكاره وأدارها الدكتور صلاح قنصوة. وقال د. قنصوة ان حسن حنفي هو العالم المفكر الفيلسوف الداعية الذي يمضي اكثر وقته في عواصم العالم الثقافية ودائما ما تكون إقامته الفكرية خارج مصر في الاماكن والبلاد التي تقدر جيدا هذه الشخصيات والرموز، وهو يمتلك سمات الثائر المتمرد الخارج عن التصنيفات التقليدية ونوقشت في الجامعات المختلفة أكثر من خمس عشرة رسالة ماجستير ودكتوراه دارت حول فكر حسن حنفي واسهاماته العلمية. ويقول د. حسن حنفي: أنا سليل الهزائم والانتصارات من مواليد 1935 وحينما بلغ عمري 10 سنوات بالتحديد عام 1945 رأيت الطائرات الالمانية تملأ سماء المكان في الحرب العالمية الثانية، فعملت في السياسة وأنا في هذا العمر وكنت اقوم بتمثيل المدارس الابتدائية في المظاهرات والاجتماعات. وفي عام 1952 وبعد حريق القاهرة وانتصار الحركة الوطنية حلمت بمصر المستقلة مركزا لقارات العالم. وتخرجت في كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1956 وسافرت الى فرنسا للحصول على الدكتوراه من جامعة باريس عام 1966 وعدت الى مصر وعملت مدرسا بقسم الفلسفة وجاءت صدمة النكسة عام 1967 وتغيرت كثيرا وسألت نفسي ما السبب في ضياع الحلم؟ وعادت قضايا الارض والتحرر من جديد وخلال سنوات تقلدت العديد من المناصب كأستاذ مساعد عام 1973 واستاذا عام 1980 فرئيس قسم عام 1988. وأضاف: كان حلمي دائما العمل بالادب والسياسة والثقافة ولا ادري ان كنت عالما ام داعية ام مثقفا. وكنت اعمل على ثلاثة مستويات. عملت بالتراث وحملت على عاتقي هموم الفكر ومخاطبة الناس في شؤون الدين والثورة وجذور التسلط وآفاق الحرية. وقال: لا أدري هل انا عالم مثقف ام مسؤول عن مخاطبة وتوعية الناس لمحاربة القهر والضياع والتسلط؟ وأسست مجلة “اليسار الاسلامي” التي صودرت وخضت معارك حتى تم الافراج عنها. وتساءل د. حسن حنفي: هل أنا من عصر الثورة والاصلاح والنهضة أم من عصر الضياع والاحتلال؟ لماذا المذاهب الفقهية اربعة وليست اربعين؟ واما مشروعي الفكري فهناك كثيرون يكتبون عني في الجانب الفكري والثقافي ولكن الجانب العلمي تناوله قليلون واشعر بأنني اعيش في سجن له ثلاثة حوائط ولا أعرف في أي زمن اعيش فهناك ماض اعيش فيه وواقع لا أدري كيف أشخصه، ومستقبل مجهول لا أعلمه فلو سألتني في أي عصر اعيش ما استطعت الاجابة. وقد حاولت ان أفك الحصار فالماضي هو التراث القديم الذي حاولت أن أعيد بناءه والآن الخطر ليس في العقيدة ولكن في التردد. وأضاف: حاولت التحول من الأفكار القديمة الى الافكار الجديدة بتطوير علوم الدين من التصوف والكلام والعلوم النقلية وغيرها، وحاولت تحويل علم الكلام من الدفاع عن الله الى الدفاع عن الارض، ففي الماضي كانت المقاومة ميؤوسا منها والقضية الآن كيف اتحرر من الماضي. وحول علاقته بالغرب قال إنها بدأت منذ اكثر من 250 سنة من ايام الشيخ حسن العطار، وأضاف: ومازلت في مرحلة إعادة البناء واريد ان انهي علاقة التبعية بالغرب واريد ان احول الغرب من ذات دارسة الى موضوع للدراسة وأحاول ان أؤسس علم الاستغراب لأحرر نفسي من عقدة النقص، وأما الواقع الذي أعيشه فهو أنني لا أريد ان أجعل الفلسفة نقل نصوص وطرح العديد من الاسئلة الفلسفية فقط فمازالت قضايا الارض والاحتلال والحرية والعدالة الاجتماعية والتجزئة قائمة فنحن مهددون بالتفتت ونسعى الى المحافظة على الهوية ضد التغريب. فكيف أستطيع أن أحشد الجماهير حول هذه القضايا؟ هناك 500 مليون عربي لا تستطيع ان تحشدهم حول قضية ونحن الجيل الذي أضاع نصف فلسطين في عام 1948 والنصف الآخر في 1967 واسأل نفسي وأنا عمري الآن 75 عاما هل أحسنت صنعا؟ هل احسنت التشخيص؟ هل هناك أمل؟ والذي يرى تاريخ العرب الحديث يرى ان الانهيار مستمر والحال من السيئ للاسوأ يوما تلو الآخر. وتابع: أهتم بالجامعة والبحث العلمي والمعيدين لأنهم الاساس والعقل يقول ما ضاع شيئا فشيئا لا يعود إلا شيئا فشيئا. وحول انه مقل في التواجد الاعلامي قال ان الاعلام ضرره أكثر من فائدته والتيار ليس معنا وسبق أن صدر في احدى الصحف عنوان على لساني يقول “القرآن سوبر ماركت” وهو طبعا لصالح توزيع الصحيفة. وختم: أنا عند جماعة الاخوان شيوعي وعند الشيوعيين اخواني وعند الحكومة اخواني شيوعي، وأنا في الجامعة أرى القدرة على نقد الذات والحوار مع الآخر والسلطة ليست مطلبي والثنائيات سر كبير في حياتي فأنا جسم أم عقل؟ مادة ام روح؟.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©