الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسلم بن سالم بن حم العامري: نشأت على أرض البداوة·· ونهلت من خبرات حكماء الوطن

مسلم بن سالم بن حم العامري: نشأت على أرض البداوة·· ونهلت من خبرات حكماء الوطن
13 مارس 2009 00:38
رجال لم يرضوا عن العزيمة والإصرار بديلاً، وسواعد لم تثنها النوائب ولا الشدائد، وأقدام تعلمت الثبات والرسوخ من جذور النخيل المتأصلة في هذه الأرض الطيبة، ومن بين هؤلاء اخترنا نموذجاً حياً سيروي لنا عبر هذه السطور التي تبخل في حقه قصة كفاحه وخلاصة تجاربه، التي صنعت منه إنساناً قبل أن يكون صاحب نفوذ· سعادة الشيخ مسلم سالم بن حم العامري وعضو المجلس الاستشاري الوطني في إمارة أبوظبي، ورئيس مجلس ادارة مجموعة بن حم، وأحد كبار رجال الأعمال في دولة الإمارات، وصاحب دور ريادي في تأسيس المشاريع الاستثمارية المختلفة، ومن الشخصيات الوطنية التي حققت بصمات واضحة في مجال العمل العام· نشأته من أرض البداوة والأصالة، ولد الشيخ مسلم سالم بن حم العامري الذي قضى طفولته بين مجالس الشيوخ وكبار رجال الدولة، برفقة والده الشيخ سالم بن حم العامري، مما أكسبه الخبرة والاطلاع في سن مبكرة، وتشبعت في ذاته الشيم العربية الأصيلة كالتواضع والكرم وحب الوطن وفتحت أمامه آفاق واسعة في تلك المرحلة المبكرة من حياته، حيث نهل من مدرسة زايد، وتعلم الكثير من الرؤى والأفكار التي ساعدته في مشوار حياته العملية، وفي رحلة بناء مجموعة بن حم التي تأسست قبل 36 عاماً· وعلى مدى تلك الفترة الممتدة نجح في أن يعبر بالمجموعة كل التحولات الاقتصادية والاجتماعية، برؤية مستقبلية طموحة، وأن يفتح أمامها آفاقا أرحب في مختلف القطاعات الاقتصادية التي أتاحتها عملية التنمية المتواصلة في الإمارات، ومن الجدير ذكره أن الشيخ مسلم بن حم دخل معترك الحياة النيابية كعضو في المجلس الاستشاري الوطني لإمارة أبوظبي، ثم رئيس للجنة الشؤون المالية والاقتصــــادية في المجلس، ليسجل من خلال هذا المجلس نقاطاً مضيئة في خدمة وطنه وشعبه الأصيل· تجربة الحياة يتحدث الشيخ مسلم عن تجربته التي خاضها في معترك الحياة، حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم ويقول: ''إذا تحدثنا عن الشخص يجب أن نعود إلى نشأته وطفولته التي تعتبر اللبنة والركيزة الأولى في حياته، وهذا يجعلني أعود بالذاكرة إلى الطفولة التي عشتها في كنف والدي الشيخ سالم، الذي علمني مجالسة الرجال وأن أكسب في نفسي الشيم العربية الأصيلة، كما كنت أذهب معه عندما كان يذهب لمجالسة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فأثر ذلك في كثيراً، وشعرت أنني كبرت قبل أواني، ليس بالعمر، بقدر ما كبرت بالدروس والخبرات التي اكتسبتها في الحياة''· بداية بن حم يضيف الشيخ قائلاً: ''بدأت المجموعة مع بداية ميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كانت الدولة حديثة النشأة، لذلك كانت بحاجة الى مشروعات تنميها ودفع عجلة تطورها في كافة المجالات، كما كانت الدولة في هذه المرحلة بحاجة الى ابنائها، لذلك تركزت معظم نشاطات المجموعة في قطاعات حفر آبار المياه والزراعة والمقاولات، وكان لشركتي ''بن حم الزراعية'' و''بن حم للمقاولات'' دورهما المتميز في النهضة الزراعية والعمرانية التي شهدتها مدينة العين خاصة، وإمارة أبوظبي عامة· خلال تلك المرحلة المبكرة من تاريخ البلاد بهدف نشر اللون الأخضر وتنفيذ مشاريع العمران في مختلف القطاعات، وفي مرحلة لاحقة فرضت التغيرات الاقتصادية والاجتماعية المتواصلة والطموحات الكبيرة على مجموعة بن حم تطوير أنشطتها لتمتد إلى مختلف القطاعات التي أتاحتها عملية التنمية المتسارعة: عمليات الحفر البترولية··· الأعمال الكهروميكانيكية··· المقاولات العامة والاستشارات الهندسية·· الاستثمار العقاري··· التعليم··· الخدمات المالية··· التجارة العامة··· الطباعة والنشر والإعلام··· السفر والسياحة···الفنادق··· وتمكنت المجموعة من تحقيق نجاحات في تلك القطاعات مما جعل لها حضورها المتميز على خريطة المجموعات الاقتصادية الوطنية، حيث اهتممنا بدعم ورعاية البرامج والأنشطة الاجتماعية والتعليمية والإنسانية المختلفة، وبنشر الثقافة العربية الإسلامية· امتدت اهتمامات المجموعة إلى بعض الدول العربية والإسلامية التي أقامت بها العديد من المشاريع الخيرية والتنموية، مثل المساجد والمعاهد الإسلامية والمدارس، ومشروعات توفير مياه الشرب النقية، ومشروعات الإسكان، ومشروعات عمرانية أخرى· وكان حب الوطن والرغبة الصادقة في دعم مسيرة التنمية والبناء على هذه الأرض الطيبة هما الدافع الأساسي منذ بدايتنا في مجال الأعمال، ولأن النوايا صادقة والغايات نبيلة، فقد انطلقنا بثقة وثبات آخذين بعين الاعتبار أن الجد والاجتهاد في العمل والصبر والتحلي بالصدق والأمانة هو السبيل الوحيد للنجاح·· ولقد كان لدعم وتشجيع الشيخ زايد ''رحمه الله'' لنا ولغيرنا من رجال الأعمال، وإيمانه الصادق بقيمة العمل، بالغ الأثر في كل ما حققناه من نجاح، ونحن نسعى لرد الجميل إلى المجتمع، وأن نقدم ما نستطيع لخدمته، وتلك حقوقه علينا، فالإنسان لا يدوم، ولكن ما يدوم هو عمل الخير والسيرة الطيبة التي يتذكره الناس به''· وعن بدايته مع النخيل يؤكد الشيخ مسلم بن حم أنها كانت ولا زالت علاقة قوية، وهذا ما دفعه للحديث عن أول مشروع قام به، وشجعه عليه الشيخ زايد رحمه الله، إذ كان الأول من نوعه في منطقة الخليج العربي، وهو مشروع إكثار النخيل بزراعة الأنسجة الذي بدأ في بداية الثمانينات وحقق نتائج جيدة، استأنس بها المغفور له الشيخ زايد حيث تميز بالإكثار السريع لأي صنف من أصناف النخيل المرغوبة ذات المواصفات الجيدة، وتوفير شتلات خالية من الآفات المرضية والحشرية، وبهذا أمكن الحد من انتشار آفة سوسة النخيل الحمراء، إضافة إلى أن الشتلات المكثرة نسيجيا تكون متماثلة في الحجم والشكل وهذه ميزة ايجابية مهمة في إنشاء البساتين الحديثة، وكذلك عمل المشروع على توفير شتلات النخيل على مدار السنة، وتقليل فترة البرامج العلمية لتربية وتحسين النخيل، خاصة عند الحصول على أصناف جديدة يراد إكثارها سريعا، وحفظ الصفات الوراثية لفترة طويلة إضافة إلى إمكانية نقل الشتلات بين الدول بسهولة لكون النباتات المنتجة خالية من الآفات الزراعية، ولكونها صغيرة الحجم، ويوضح أن المشروع أثبت جدواه في القضاء على الكثير من الآفات التي تصيب أشجار النخيل والحصول عليها خالية من الأمراض بأعداد كبيرة طبقا للأصناف المرغوبة في أي وقت من السنة، والدليل على ذلك أن المغفور له الشيخ زايد طلب منه توفير 100 ألف فسيلة من أنواع الخلاص وأبومعان والبرحي والمكتومي والهلالي والخنيزي والجبري لزراعتها في إمارة ابوظبي خاصة في طريق الخزنة، وقد حقق مشروع اكثار النخيل عن طريق زراعة الانسجة في شركة ''بن حم للاستشارات الزراعية والمائية'' نتائج جيدة، حيث وصل الانتاج الى اكثر من 100 ألف فسيلة سنويا وتوزيع وتسويق شتلات النخيل المعروفة والجيدة على العديد من المزارع داخل الدولة وخارجها، لاسيما بعد ان تعاقدت مع شركة ''توايفورد'' البريطانية والتي تعمل في المجال نفسه· ويضيف أن القطاع الخاص يلعب دورا مهما في تنشيط الحركة الاقتصادية داخل الدولة ويكمل دور القطاع الحكومي، سواء في الخدمات أو في النشاط الاقتصادي، وهو قادر على النهوض بمسؤولياته كاملة في خدمة أهداف التنمية·· ويشيد في هذا السياق بالجهود التي تقوم بها الدولة من اجل إتاحة الفرصة كاملة أمام القطاع الخاص، ودعمه وتشجيعه بكل السبل بهدف خلق قوة اقتصادية وطنية قادرة على قيادة قطار التنمية في ظل المتغيرات الدولية، التي أصبح العالم معها قرية واحدة· خدمة المجتمع أشار الشيخ مسلم إلى ما قامت به ''مجموعة بن حم'' خلال المرحلة السابقة من دور مميز في خدمة المجتمع، هو يتطلع إلى تعزيزه مستقبلا على المستويين الداخلي والخارجي، لأنَّ ''خدمة المجتمع مفروضة على كل من يستطيع أن يقوم بذلك، وتفعيل دور المجتمع المدني في تحقيق الأهداف والطموحات الوطنية هو هدف نسعى اليه دوما، فقد تأثرنا جميعا بمبادئ المدرسة العظيمة التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه''، التي يسير على نهجها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في العطاء والأعمال الخيرية البارزة داخل وخارج الإمارات''· كما يدعو الشيخ إلى ضرورة متابعة متطلبات السوق، وتأسيس مشاريع استثمارية يحتاجها الوطن والمواطن، بحيث تستهلك أكبر قدر ممكن من الأيدي العاملة، وذلك لأن هدفه ليس الربح فحسب، بل فتح أبواب الرزق أمام الآخرين من خلال العمل في المجموعة، فإن تحقق الربح فهو خير على خير، وإن لم يتحقق فيكتفي سعادته بالعائد الذي يغطي المصاريف الخاصة بالمشروع نفسه
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©