السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

5 «عقول» جعلوا المدرب «بروفيسور»

5 «عقول» جعلوا المدرب «بروفيسور»
7 أكتوبر 2015 00:11
محمد حامد (دبي) احتفل العالم أمس الأول بيوم المعلم، تقديراً وعرفاناً بمن يعملون في المجال الأكثر تأثيراً في حاضر الشعوب ومستقبلها، وتزامناً مع اليوم العالمي للمعلم نشرت «فرانس فوتبول» تقريراً يحمل تقديراً خاصاً لمهنة «صناع السعادة والفرح»، مشيرة أن عقولاً تعمل في التدريب تستحق لقب «البروفيسور» في إشارة إلى المدارس التدريبية التي نجحوا في تكوينها. كرة القدم العالمية شهدت وجوهاً تدريبية ناجحة لا حصر لها، لكنها حظيت بالقليل ممن يحملون لقب «البروفيسور»، وبفضل هؤلاء تحولت المهنة على أيديهم إلى مزيج من العلم والفن، وعلى رأسهم هيلينيو هيريرا، ورينوس ميشيل، وكارلوس بيلاردو، وأريجو ساكي، وآخرهم بيب جوارديولا، قد لا يكون هؤلاء وحدهم في عالم «المعلمين»، لكنهم يظلون الأكثر تأثيراً في تاريخ مهنة «العقول». صحيح أنه عصر ميسي ورونالدو وإبرا، لكنه لا يعني أن كرة القدم لم تكن على قيد الحياة قبل 10 سنوات، للساحرة تاريخ صنعه مدربون يحملون لقب «بروفيسور». 1 هيريرا على يديه عرف العالم ما يعرف بـ«جراندي إنتر» في إشارة إلى إنتر ميلان الذي أبدع في حقبة الستينيات من القرن الماضي، هيريرا المولود عام 1910، والذي رحل عن الحياة عام 1997 ترك إرثاً فكرياً في التدريب يجعله في صدارة أساطير المهنة، وعلى الرغم من أنه ليس المخترع الأول لما يعرف بـ«الكاتناتشيو» وهي طريقة الدفاع الإيطالية التي تعني بالعربية «مزلاج الباب»، إلا أن هذه الطريقة ارتبطت باسمه. هيريرا اعتمد على الدفاع طوال الوقت، واستغلال الفرصة المثالية للتسجيل، فأجبر الخصوم على التمرير العرضي دون فائدة، وحقق هيريرا مجداً مع الإنتر وظفر بـ6 بطولات أهمها دوري الأبطال عامي 1964 و1965 والدوري الإيطالي 3 مرات، فضلاً عن كأس العالم للأندية «إنتركونتننتال» في مناسبتين، والمدهش في الأمر أنه حقق هذا المجد بالفوز في غالبية المباريات بهدف دون مقابل. كما توج هيريرا بـ9 بطولات مع أتلتيكو مدريد وبرشلونة بين عامي 1949 و1960، ويبدو أن المزيج الخاص من الوراثة والبيئة صنعا منه مدرباً عبقرياً، فقد ولد في الأرجنتين حيث كرة القدم هي الماء والهواء، وكانت عائلته إسبانية هاجرت إلى بوينس آيرس هرباً من بطش فرانكو. 2 ميتشيلز قد يختلط الأمر على البعض في التعرف على هوية صاحب مدرسة الكرة الشاملة التي أبهرت العالم، هل هو رينوس ميتشيلز أم يوهان كرويف، والحقيقة أن الأول هو الأستاذ والثاني هو التلميذ التي تدرب على يديه، ولعب تحت قيادته الفنية، فحصل منه على سر «الكرة الشاملة»، ميتشيلز الذي رحل في عام 2005 عن عمر ناهز 77 عاماً، فرض على العالم فكرة التدريبي سواء بتجربته الناجحة مع أياكس أو المنتخب الهولندي. فقد نجح في قيادة هولندا إلى نهائي مونديال 1974، ليقدم الهولنديون كرة القدم الأجمل في هذه الحقبة، ولكن سوء الحظ أطاح بالحلم الهولندي في التتويج المونديالي، ولكن ميتشيلز توج مع أياكس بدوري الأبطال عام 1971، ولم تكن تجربته ناجحة كثيراً مع البارسا على مستوى الظفر بالألقاب، ولكنه نثر بذور الكرة الجذابة في قلب كتالونيا. 3 بيلاردو «شكراً دييجو، ولكن علينا أيضاً أن نقول شكراً بيلاردو»، هذا ما قالته صحافة الأرجنتين عقب نهاية مونديال المكسيك 1986، فقد اتفق الجميع على أنه مونديال مارادونا، الذي نجح في قيادة التانجو للتربع على عرش الكرة العالمية، ولكن بيلاردو يعود له الفضل في تهيئة المناخ التكتيكي الذي أبدع فيه مارادونا ورفاقه، ليحققوا اللقب الثاني في تاريخ الأرجنتين، واللافت في الأمر أن بيلاردو استمر على رأس الجهاز الفني للأرجنتين بين عامي 1983 و1990، ليقدم للعالم جيلاً أبهر الجميع. وكانت طريقة «3-5-2» التي اعتمد عليها بيلاردو في مونديال المكسيك حديث العالم، إن ظل توهج مارادونا تحت قيادته الفنية في سنوات المجد هو الإنجاز الأهم في مسيرة بيلاردو التدريبية، قد لا يكون هو الذي صنع أسطورة دييجو، ولكنه نجح في توظيف موهبته، ليقود التانجو لمنصة التتويج في مونديال المكسيك 1986، والوصول إلى نهائي مونديال إيطاليا 1990، وأصبح بيلاردو «المعلم الأول» في أميركا الجنوبية عقب رحيله عن تدريب التانجو عام 1990، فهو الذي يثق الجميع في نظرياته التدريبية، وفكره الكروي. 4 ساكي «ليس لديَّ علم أن الفارس البارع يجب أن يكون حصاناً» هذه هي مقولته التاريخية التي ظلت باقية في أذهان عشاق الكرة العالمية، والتي رد بها على من حاصروه بسؤال عن دخوله عالم التدريب دون أن يكون له خبرة سابقة في ممارسة كرة القدم، فهو الذي كان يعمل بائعاً للأحذية، فجاء الرد قوياً بالمقولة المشار إليها، وبالإنجازات التي حققها، سواء بالفوز بالبطولات، أو تأسيس مدرسة تدريبية. ساكي في أبريل المقبل ببلوغه 70 عاماً، وتظل محطته التدريبية مع الميلان هي الأكثر شهرة، فقد نجح ساكي في أن يجعل صحافة العالم تمنح الميلان لقباً يمتزج باسمه، وهو «ميلان ساكي» في إشارة إلى الجيل الذي انتزع دوري أبطال أوروبا عامي 1989 و1990، وهو الفريق الأخير في تاريخ البطولة الذي ينجح في الحفاظ على لقبه، وقد فعلها الميلان بفضل عقلية ساكي وتوهج الثلاثي الهولندي رايكارد، وفان باستن، وخوليت. ساكي كان على بعد أمتار قليلة من قيادة إيطاليا للفوز بلقب مونديال 1994، ولكن ركلة ترجيح ضائعة حرمته من هذا المجد الذي كان يستحقه، حتى لو كان المتوَّج باللقب هو المنتخب البرازيلي، وبعيداً عن إنجازاته على مستوى الظفر بالبطولات، يتمتع ساكي بمكانة خاصة في تاريخ التدريب، فهو الذي مزج الكرة الشاملة بالعقلية الدفاعية الإيطالية، فكانت المحصلة واحداً من أفضل أجيال كرة القدم في التاريخ، وهو «ميلان ساكي». 5 جوارديولا أعاد الفيلسوف الإسباني صاحب العقلية «الشطرنجية» وبرفيسور مدرسة «التيكي تاكا» مهنة التدريب إلى أوج عظمتها وتألقها، فقد فاجأ العالم في عام 2008 بأنه يملك عقلية تدريبية استثنائية، على الرغم من أن تجربته السابقة كانت فقيرة، حيث كان يتولى تدريب فريق البارسا الثاني، وأعلنت إدارة النادي الكتالوني عن تعيينه مديراً فنياً للفريق الأول بعد رحيل فرانك رايكارد. وأبهر جوارديولا العالم بطريقة «4-3-3» المفرطة في السيطرة والاستحواذ، والتي يتحول المنافس بموجبها إلى متفرج، وفرض جوارديولا طيلة 4 سنوات تولى خلالها تدريب البارسا نظرية حرمان المنافس من الكرة، وحصل الفريق الكتالوني معه على 14 بطولة، أهمها سداسية المجد والتاريخ عام 2009. ويعود الفضل لجوارديولا في تألق ليونيل ميسي وسيطرته على الكرة الذهبية، وصحيح أن النجم الأرجنتيني يتمتع بموهبة خاصة، إلا أن جوارديولا نجح في تهيئة الأجواء له للتألق، وهو ما دفع البعض للقول بأن ميسي تسبب في فشل تجارب جميع النجوم الذين حاولوا مشاركته في هجوم البارسا، وعلى رأسهم إبرا وفيا وسانشيز. ويكفي جوارديولا فخراً أنه قدم للعالم الفريق الأفضل في تاريخ الساحرة وفقاً لرؤية البعض، كما أن صحافة الإسبان، وخاصة الكتالونية أطلقت على البارسا في عهده «بيب تيم» ليستمد البارسا هويته الكروية من عقيلة جوارديولا، ويحاول المدرب الإسباني الشاب الذي لم يتجاوز 44 عاماً أن يحقق النجاح الذي كان منتظراً منه تجربته مع العملاق البافاري بايرن ميونيخ، فقد نجح في جعله أكثر قوة وتوازناً، ولكنه يواجه ما يشبه العقدة في دوري الأبطال الذي لم يبتسم له مع البايرن حتى الآن. ميتشيلز يخترع «الشاملة» وكرويف يحصد الشهرة! هيريرا أبهر العالم مع «جراندي إنتر» بـ«الكاتناتشيو»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©