الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدارة الجودة تسعى لاكتشاف الثغرات وتصحيح الأخطاء

إدارة الجودة تسعى لاكتشاف الثغرات وتصحيح الأخطاء
2 أكتوبر 2012
حياة الشاب الإماراتي علي آل عيسى الأكاديمية بدأت مع دراسة تخصص الهندسة، وبمجرد دراسته مساقا واحدا في الكلية يعنى بإدارة الجودة وقع في غرامها، وانقلبت حياته العلمية والمهنية رأسا على عقب، متجهة نحو هذا التخصص الذي حصل فيه على درجة الماجستير. ورغم أن عمر علي آل عيسى لم يتجاوز 33 سنة؛ إلا أن مشواره المهني حافل بعدة وظائف الأخيرة كانت في بلدية مدينة العين، وبالتحديد في قطاع الأصول والبنية التحتية إذ يعمل فيها آل عيسى بوظيفة محلل الجودة والضمان، وهو الشخص المعني باكتشاف الثغرات في المشاريع الإنشائية والتأكد من سدها. (العين) - تنقل علي آل عيسى في أكثر من وظيفة جامعا حصيلة متكاملة من الخبرات التي توجها بحصوله على درجة الماجستير في تخصص إدارة الجودة، حتى حط الرحال في وظيفة محلل الجودة والضمان في قطاع الأصول والبنية التحتية في بلدية العين، حيث يتأكد من استيفاء المشاريع لمتطلبات الأنظمة الإدارية المتكاملة، والتي يقصد بها نظام إدارة الجودة، ونظام إدارة البيئة، ونظام الصحة والسلامة المهنية، إلى جانب إبراز الإيجابيات والثناء عليها. البعد عن الروتين يصف آل عيسى عمله بأنه «ممتع جدا وبعيد عن الرتابة والروتين والملل»، معللا السبب بأن عمله يجمع بين المهام الميدانية والمكتبية الإدارية. وعن مهامه اليومية، يقول «مهامي تتمثل في المحافظة على المتطلبات الخاصة بالأنظمة الإدارية المتكاملة وترسيخ المفاهيم والمعرفة بالجودة، والقيام بمهام التدقيق الداخلي ووضع الخطط التطويرية ومتابعتها، إلى جانب الذهاب إلى المشاريع الإنشائية للبنية التحتية التي تقيمها البلدية في مدينة العين، كالطرق والجسور من أجل التأكد من استيفائها للأنظمة الإدارية المتكاملة أي من حيث الجودة، كاستخدام المهندس المسؤول للمخطط الصحيح والمحدث التحديث الأخير وأن عمله مطابق للمخطط، ومن ناحية السلامة كسلامة المعدات الوقائية التي يرتديها العاملون في المشروع من مهندسين وفنيين وعمال، والتحقق من وجود خطة للإخلاء في حالة حدوث حرائق أو حوادث، ومن ناحية البيئة بالتأكد من وجود سجلات وتقارير توضح استهلاك الوقود والانبعاثات الناجمة عن احتراق الوقود وغيرها، كما أقوم بعمل جولات ميدانية على المسالخ للتأكد من الأساليب المستخدمة فيها لحماية البيئة من المواد التي تستخدم في التنظيف والتعقيم وطريقة معالجة المياه العادمة والتحكم بمستويات المياه، وبعد ذلك كله أعود لمكتبي لإعداد التقارير والتقييمات وأرفعها للقسم المعني باتخاذ القرار والإجراء اللازمين». وحول أهمية الجودة في حياة الأفراد والمؤسسات، يقول آل عيسى «تبرز أهميتها بوصفها الأداة التي تضمن أداء العمل بشكل منظم، واستيفاء متطلبات المتعاملين ونيل رضاهم، وتضمن التطوير المستمر للخدمات المقدمة لهم مع عدم الإخلال بالمتطلبات القانونية المحلية والدولية، وعدم وجود نظام الجودة في أي مؤسسة يعني عدم وجود آليات لقياس أداء الموظفين ومعرفة مدى رضى المتعاملين مع المؤسسة وعدم معرفة العمليات الداخلية بالشكل المطلوب، كما سيكون العمل عشوائيا وغير منظم». ويلفت آل عيسى إلى نقطة في غاية الأهمية تتمثل في ضرورة عدم تركيز محلل الجودة والضمان على السلبيات التي يراها في العمل فحسب، بل ضرورة التركيز على الجانب المشرق منه أو الإيجابيات التي يراها أثناء جولاته التفتيشية أو التقييمية، وأهمية إرفاق تلك الإيجابيات في كل تقرير والثناء عليها أمام الموظف المسؤول، ما يشعره بالراحة ويعينه على تصحيح الأخطاء والاستمرار بالإيجابيات التي قام بها ويدفع الآخرين إلى تبنيها، مشددا على أهمية انتقاء محلل الجودة والضمان للألفاظ التي يستخدمها مع الجهات التي يفتش عليها، بحيث يكون وديا وأخويا وصارما في الوقت ذاته فلا يشعرون بأنه سيف مصلت على رقابهم بل غايته مصلحة العمل والعاملين فيه. طبيعة المشاريع عن طبيعة المشاريع التي عمل عليها، يقول آل عيسى «تسلمت عدة مشاريع منذ بداية عملي في البلدية أولها مشروع يحاكي المشروع الذي كنت أعمل عليه في هيئة كهرباء ومياه دبي، ألا وهو مشروع الأنظمة الإدارية المتكاملة حيث بدأت به مع فريق مكون من 9 موظفين، أخذنا نسير في المشروع على مراحل بدأناها بتجهيز الوثائق والمتطلبات والمخططات الانسيابية والنماذج التشغيلية التي في ضوئها منحنا كقطاع أصول وبنية تحتية الاعتماد الدولي في نظام إدارة الجودة، وفي الوقت نفسه تشكل فريق آخر تولى قيادته موظف آخر، حيث عملنا معاً في خط متواز لنظام إدارة البيئة ونظام الصحة والسلامة المهنية بغية الحصول على اعتماد دولي فيهما». ويضيف «بعد أن حصل هذا الفريق على هذين الاعتمادين انتقلنا كفريقين إلى المرحلة الأصعب وهي تحقيق التكاملية بين الأنظمة الثلاثة، وهنا برزت التحديات والصعوبات التي تغلبنا عليها بتضافر الجهود وحصلنا على إقرار بهذا التكامل، ونتيجة نجاحنا في هذا المشروع تبنت البلدية ممثلة بالقطاع الاستراتيجي المشروع نفسه وقامت بتطبيقه في القطاعات الأخرى التابعة للبلدية، وتم اختياري لأكون عضوا فاعلا في لجنة مشروع الأنظمة الإدارية المتكاملة على مستوى البلدية والتي تقوم باختيار وتقييم الشركة الاستشارية التي تقوم بتطبيق الأنظمة الإدارية، في جميع قطاعات البلدية وفقا للمعايير والمواصفات العالمية». ولم يقتصر عمل آل عيسى على هذا المشروع إذ توالت المشاريع، في هذا الإطار، يقول آل عيسى إنه ترأس مشروعين آخرين، وقام بتدريب الموظفين عليهما منذ عمله كمحلل الجودة والضمان في البلدية، وهما مشروع تقييم رضى المتعاملين الداخلي وتحليل نتائجه وقد تمكن محلل الجودة والضمان من رفع التوصيات التي تسهم في تحقيق ورفع مستوى هذا الرضى، والمشروع الثاني يتعلق بتحليل شكاوى المتعاملين وبلاغاتهم وذلك باستخدام معادلات إحصائية حديثة. الخطوة الأولى يعود آل عيسى ليروي حكايته مع دراسة الهندسة وإكمال دراساته العليا في تخصص آخر ألا وهو إدارة الجودة، ويقول «حبي لمادة الأحياء في فترة المدرسة كان يدفعني للتفكير بدراسة الطب وعندما حصلت على الثانوية العامة واستشارتي لمن هم أكبر مني سنا وخبرة، أشاروا علي بدراسة الهندسة باعتبارها ستفتح لي أبوابا عدة للعمل بعد التخرج، وما جعلني أستجيب لنصيحتهم أنني كنت في صغري أمتلك فضولا غريبا يدفعني إلى عدم إلقاء ألعابي التالفة في سلة المهملات، بل أعمد إلى تفكيكها والتعرف على أجزائها الداخلية وطريقة عملها، فالتحقت بكلية التقنية العليا للطلاب بدبي ودرست الهندسة الإلكترونية وحصلت على دبلوم عال فيها». وحول مشاوره الوظيفي، يقول آل عيسى «بعد أن تخرجت في الكلية اتجهت للعمل في مجال الاتصالات الفضائية، حيث عينت مساعد مهندس شبكات في شركة الثريا للاتصالات الفضائية في مبنى العمليات في إمارة الشارقة، ولم ألبث في هذه المهنة أكثر من 6 شهور حتى تم نقلي إلى المكتب الرئيسي بأبوظبي بقسم اتفاقيات التجوال الدولي، وسبب لي انتقالي لهذا القسم نقلة نوعية في حياتي وفتح لي مجالات لم تكن في الحسبان، حيث إن العمل في هذا القسم يتطلب مهارات هندسية وإدارية معا، ونظرا لافتقاري للمهارات الإدارية عدت للدراسة المسائية في كليات التقنية العليا للطلاب بأبوظبي لأحصل على بكالوريوس في الإدارة الهندسية، وكنت أعمل في قسم الاتفاقيات صباحا وأدرس في الكلية مساء هكذا حتى تخرجت في هذا التخصص عام 2005». وبينما كان آل عيسى على أبواب التخرج في كلية الإدارة الهندسية كان يبحث عن مهنة أخرى تحقق له الاستقرار أكثر من مهنته السابقة، والتي كانت تتطلب منه السفر بشكل يتعارض مع دراسته وامتحاناته، فوجد وظيفة في بنك بأبوظبي، وتزامن عمله الجديد مع تخرجه في الإدارة الهندسية، ولأنه شاب طموح شرع مباشرة بإكمال درجة الماجستير، والمفاجأة الكبرى أنه لم يكمله في الإدارة الهندسية بل في تخصص آخر يدعى إدارة الجودة. سبب الاختيار عن سبب اختياره لدراسة تخصص إدارة الجودة، يوضح علي آل عيسى، محلل الجودة والضمان «أثناء دراستي للإدارة الهندسية درست مساقا يعنى بإدارة الجودة فأحببته كثيرا لدرجة أنني نويت أن أكمل فيه الماجستير والدكتوراه، وفعلا قمت بالتسجيل في جامعة ولونجونج الأسترالية في دبي، ووفقت بإنهاء الماجستير في إدارة الجودة عام 2007، أما بالنسبة لعملي في البنك فاستمر طيلة فترة دراستي للماجستير، ومن أبرز إنجازاتي في تلك الوظيفة أنني استحدثت نماذج إلكترونية لتقييم تقارير التدقيق الداخلية». ويشير آل عيسى إلى أنه بعد أن حصل على ماجستير في إدارة الجودة أصر على العمل في تخصصه نفسه، ونتيجة لعدم وجود شاغر لذلك في بنك الخليج حينها، انتقل للعمل في بنك آخر حيث عين ضابطا أول في قسم الجودة، وبدأ يطبق ما درسه في الميدان ويكون خبرة ميدانية دسمة، ونتيجة للأزمة الاقتصادية المالية العالمية في تلك الآونة شعر آل عيسى بضرورة انتقاله من القطاع الخاص إلى القطاع الحكومي سعيا وراء تحصيل أمان وظيفي أكبر، فعمل في هيئة كهرباء ومياه دبي بوظيفة تنفيذي أول للأنظمة الإدارية المتكاملة، والتي يقصد بها نظام إدارة الجودة، ونظام إدارة البيئة، ونظام الصحة والسلامة المهنية. ويضيف «كانت هذه الأنظمة الثلاثة تطبق بشكل منفصل وبدأت عالميا تطبق بشكل متكامل عام 2006، بينما شرعت هيئة كهرباء ومياه دبي بتطبيقها بشكل متكامل عام 2008 وكانت من الهيئات السباقة إلى ذلك، الأمر الذي أكسبني خبرة كبيرة بوصفي الموظف الذي تسلم هذا المشروع منذ بدايته». وبعد مرور عام من عمل آل عيسى في هيئة كهرباء ومياه دبي انتقل حاملا خبراته ومهاراته العملية وشهاداته العلمية الثلاث إلى بلدية مدينة العين، حيث عين بوظيفة محلل الجودة والضمان في قطاع الأصول والبنية التحتية منذ عام 2009.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©