الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سفراء غربيون: الإمارات نموذج للتسامح ومركز للتواصل الحضاري

سفراء غربيون: الإمارات نموذج للتسامح ومركز للتواصل الحضاري
14 أكتوبر 2011 09:11
(دبي) - أكد سفراء ودبلوماسيون غربيون، أن دولة الإمارات تمثل مركزاً للتواصل الحضاري العالمي ونموذجاً يحتذى به في مجال التسامح الديني والتعايش بين مختلف الثقافات. وأشاروا إلى أن ما تتميز به الإمارات من احتوائها لجنسيات وثقافات مختلفة، وتمتع الجميع بحقوقه كاملة، مشددين في الوقت نفسه على ضرورة الحوار بين الثقافات في العالم. وقال السفراء الذي شاركوا أمس الخميس في جلسات الملتقى الثالث للقيم المجتمعية، إن “أبوظبي ستساعد في تحقيق الحوار الحضاري العالمي، لما تحتويه في الوقت الحالي من مؤسسات تعليمية وثقافية تكرس التنوع الفكري وتمد جسور التواصل بين الغرب والعالم الإسلامي، مثل جامعة السوربون ومتحف اللوفر ومدينة مصدر والمنشآت والأحداث الثقافية الأخرى”. ودعا السفراء والمتحدثون الرئيسيون في الملتقى، إلى الاستفادة من تجربة الإمارات في مجال التقريب بين الحضارات والتعايش السلمي وتعايش الجنسيات المختلفة. وشددوا على ضرورة أن يؤسس الحوار بين الحضارات والثقافات على قاعدة الاحترام المتبادل بين المنتسبين لهذه الثقافات والمنتمين لهذه الحضارات جميعاً. وكان معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، قد افتتح أمس ملتقى “القيم المجتمعية” بمنطقة الممزر بدبي، ونشاطات الملتقى الثالث للقيم المجتمعية، تحت شعار “حوار الحضارات”، وسط حضور كبير من شباب الدولة. ويقام الملتقى برعاية سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، وناقش قضايا التواصل بين الحضارات وثقافات الشعوب والشبكات الاجتماعية وأثرها في التواصل الحضاري. وتحرص الوزارة على تنظيم ملتقى القيم المجتمعية للعام الثالث على التوالي، تجسيداً لرؤية القيادة الرشيدة نحو الاهتمام بمفهوم الحوار بين الأفراد والمجتمعات كوسيلة للتواصل والتفاهم. ويعبر الملتقى عن استراتيجية الوزارة (2011 - 2013)، ومحققاً لهدفها الاستراتيجي في المحافظة على الهوية الوطنية وتعزيز مقوماتها، باعتبارها ركيزة تعزز التواصل بين مختلف شرائح المجتمع من جهة، وبين مجتمعنا وبقية المجتمعات في العالم من جهة أخرى، إضافة إلى رفع مستوى الوعي الثقافي والمجتمعي، وإثراء التواصل الحضاري. وتفقد معالي عبد الرحمن العويس، بصحبة نخبة من المتحدثين والسفراء، معرضاً للصور، شارك أصحابها بها في مسابقة التصوير الفوتوغرافي التي تنظمها الوزارة، إضافة إلى معرض إصدارات الوزارة من الكتب والمؤلفات. كما كرم معالي الوزير المتحدثين من السفراء والخبراء، ومنحهم دروع الملتقى الثالث للتنمية المجتمعية. وتضمن الملتقى العديد من النشاطات التي شارك فيها عدد كبير طلاب المدارس الثانوية والجامعات بالدولة، فضلاً عن عدد من الشخصيات والخبراء في تنمية المجتمع وحوار الحضارات، بجانب عدد كبير الشخصيات العامة. وتهدف الأنشطة المصاحبة للملتقى، إلى رفع مستوى الوعي الثقافي المجتمعي من خلال الحوار مع الآخر والتعرف إلى الثقافات وأسلوب التفكير للشعوب الأخرى وأهمية التعارف والتواصل والاحتكاك بين الحضارات المختلفة، وتوسيع وتعميق ثقافة الحوار لدى فئة الشباب في مختلف الجوانب على الصعيدين المحلي والعالمي. واستقطب ملتقى القيم المجتمعية الثالث بندوة الثقافة والعلوم في دبي أسماء بارزة في مختلف المجالات، من خلال ثلاث جلسات، بدأت بالجلسة الأولى والتي كانت بعنوان “التواصل بين الحضارات”، وشارك فيها آلان أزواو سفير الجمهورية الفرنسية وآنيك فان كالستر سفير المملكة البلجيكية وإيرجان كاليكينوف وزير مفوض سفارة جمهورية كازاخستان والدكتورة حصة العتيبة سفير الإمارات في المملكة الإسبانية ودولة الفاتيكان، وأدار الجلسة السفير خليفة شاهين. وتحدث المحاضرون عن أهمية التواصل بين الحضارات وفتح حوار لاستعراض ومعرفة فكر الآخريين وأثرة في تنمية المجتمع. النموذج الإماراتي وقالت الدكتورة حصة عبدالله العتيبة سفيرة الدولة في إسبانيا، إن “دولة الإمارات من أفضل نماذج التواصل الحضاري، حيث تستضيف على أرضها جنسيات وثقافات عدة”. وأكدت العتيبة أن توجيهات القيادة الحكيمة لمؤسسات الدولة هي لدعم الأجيال الجديدة من شباب الإمارات في تواصل الحضارات واتباع نموذج الأجداد في الأندلس، والذين أعطوا صورة صحيحة عن الحضارة الإسلامية في الأندلس، حيث حافظ المسلمون على معالم ومنشآت الدولة الجديدة وعاملوا أهل الذمة معاملة حسنة، ودخلت من خلالهم آلاف الكلمات العربية إلى اللغة الإسبانية. قيم التسامح وقال آلان أزواو السفير الفرنسي بالدولة، إن “الصداقة القائمة بين فرنسا ودولة الإمارات تعود إلى أولى سنوات استقلال بلدكم، والتي تم نسجها بطريقة مميزة، في الوقت الذي لم يكن لفرنسا فيه نفوذ تاريخي على هذه المنطقة. وتطرق إلى أن مؤسس الإمارات، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومن ثم خلفه، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قد نسجا روابط مبنية على الثقة وعلاقات تعاون وثيقة جداً مع مختلف رؤساء الجمهورية الفرنسية. وأكد أنه قد تعززت هذه الروابط أكثر فأكثر منذ انتخاب الرئيس نيكولا ساركوزي. وقال السفير الفرنسي إن “هذا التعاون ثمين للغاية في نظرنا، إذ نتشارك القيم التي تحملها الإمارات في المنطقة وعلى الساحة الدولية، وهي قيم السلام والتسامح والانفتاح على العالم والترويج للفنون وللمعارف والتنوع الثقافي”. وأضاف أزواو “بلدانا ينتميان كل واحد على طريقته إلى تاريخ طويل وحضارات عريقة، ولكن، دون التخلي عن هذا الماضي الثري، لبلدينا أيضاً طموح مشترك للمساهمة في بناء عالم الغد، عالم حديث ومنفتح ومبتكر”. وذكر أزواو أن البشرية تمرّ اليوم بمرحلة حساسة من تاريخها، حيث الحوار بين شعوبها لم يعد مجرّد إمكانية بل هو خيار استراتيجي ضروري لمواجهة التحديات الأساسية التي يجابهها المجتمع الدولي. ونوه السفير الفرنسي بأن مشاطرة المعارف هو الأساس لانسجام عالم معقّد، عالم يحترم فيه التنوع وتضع فيه كل حضارة ثراءها التاريخي وإنجازاتها الفكرية لصالح تنمية الإنسان والمجتمع. التبادل الثقافي وقالت آنيك فان كاليستر السفير البلجيكي “إن بلجيكا أيدت دائماً نهج التبادل الثقافي بين الحضارات، كما هي الحال بالنسبة لدولة الإمارات، حيث افتتح منذ أيام قليلة مهرجان E ROPALIA وهو المهرجان العالمي للفنون في دورته الثانية والعشرون، الهدف الرئيسي من هذا المهرجان الشهير هو الاحتفال بالتراث الثقافي لإحدى الدول المدعوة”. وأضافت كاليستر “قد أولينا الاهتمام هذه السنة لدولـة البرازيل من خلال برنامج واسع يتضمن الموسيقى، الأفلام، الرقص، الأدب والفنون الجميلة، وذلك في كل أنحاء بلجيكا لأشهر عدة”. تلا ذلك، الجلسة الثانية الخاصة بثقافات الشعوب وأثر التنوع الثقافي بين الشعوب، وتضمنت المتحدثين، علي عبيد الهاملي رئيس قطاع الأخبار بمؤسسة دبي للإعلام، والشيخ الدكتور أحمد الكبيسي رئيس قسم الشريعة بجامعة الإمارات، والدكتورة فاطمة الصايغ من جامعة الإمارات، وأدارها المقدم خبير إبراهيم الدبل من شرطة دبي. وجــاءت الجلسة الثالثة بعنوان “الشبكات الاجـــتماعية وأثرها في التواصل الحضاري”، وحــاضر فيها محمد ناصر الغانم مدير هيئة تنظـــيم الاتصالات وياسر النسور خبير التطـــوير المؤسسي بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وأدارها الدكـــتور محمد مراد عبد الله مدير دعم اتخــاذ القـرار بشرطة دبي. دور مستقبلي كبير للحوار الحضاري أكدت آنيك فان كاليستر السفير البلجيكي، أن الاحترام هو أساس كل حوار ومن دون قبول الاختلافات في الهوية لا يمكن التوصل إلى اتفاق جيد، مشددة على أنه “يجب أن يكون هناك احترام للقيم الثقافية والمصالح الاقتصادية والسياسية للآخرين”. وقالت كاليستر “ليس ذلك بالمهمة السهلة دائماً، حيث إن القيم والمصالح يمكن أن تختلف ومن الصعب أحياناً التوفيق بينها، ومع ذلك فالنقاش المبني على الاحترام فقط هو ما يؤدي إلى الوفاق، والى حل يرضي الأطراف كافة”.ودعت السفير البلجيكي إلى أن يتم عقد التفاهم والحوار على كل مستويات المجتمع، مشيرة إلى أن الحوار والتواصل يجب أن يحدثان على مستوى القاعدة في الشوارع وفي المرافق الثقافية المختلفة في المجتمع. وذكرت أن الحوار بين الثقافات والتواصل بين الحضارات لهما ماضٍ ، ولهما حاضر، ومن دون شك لهما مستقبل واعـد، مشيرة إلى الحوار بين الحضارات ليس بالشيء الجديد أو الحديث. الحوار والانفتاح مدخلان للتنمية والازدهار قال آلان أزواو السفير الفرنسي بالدولة إن “الإمارات وفرنسا تدعمان حوار الثقافات بكل وضوح، من خلال التعاون القائم بينهما على المستوى الثقافي، فمثلاً جامعة السوربون أبوظبي تستقبل اليوم أكثر من 700 طالب، ثلثهم شباب من الإمارات، فتيان وفتيات. وأشار إلى أن متحف اللوفر أبوظبي العالمي سيجعل المراحل الزمنية والحضارات تتحاور فيما بينها. وأكد أن الحوار بين الحضارات أمر لا بد منه، للتوصل إلى رؤية هذا العالم مثالاً للانفتاح والابتكار اللذين يشكّلان مدخلاً للتنمية الاجتماعية والازدهار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©