الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تحول الفحم إلى ذهب أسود

27 يناير 2007 00:40
إعداد- مريم أحمد: بدأت الصين- الدولة الغنية بالفحم والحريصة على الحدِّ من اعتمادها المتزايد على النفط المستورد- في تعزيز وتشجيع عملية تسييل الفحم، وتتوقع هيئة الصين الوطنية للتنمية والإصلاح أن تساهم مشاريع الطاقة البديلة كعملية تسييل الفحم من في توفير 38 مليون طن من الاستهلاك النفطي السنوي خلال فترة الخطة الخمسية بدأت من عام ،2006 وتستمر حتى ،2010 وهذا يساوي تقريبا 10 في المائة من إجمالي الاحتياجات النفطية الصينية في العام ،2010 والهدف من ذلك يتمثل في إيجاد طرق لاستخدام فعّال واستغلال رابح لاحتياطي البلاد الوافر من الفحم الكبريتي غير الصالح لعمليات الحرق في محطات الطاقة، وفي الوقت نفسه الحد من اعتماد الصين المتزايد على النفط الخام المستورد من الخارج· وبعد مرور عشرة أعوام فقط على تحولها إلى دولة مستوردة للنفط، بلغ اعتماد الصين على النفط المستورد حوالي 40 في المائة في عام ،2004 واستمر الوضع على ما هو عليه في العام الذي يليه، ·2005 علاوة على ذلك، يتوقع أن يبلغ إنتاج الصين المحلي من النفط مرحلة الاستقرار، بينما يتزايد الطلب على النفط الخام، ويذكر أن النفط حاليا يوفر حوالي 20 في المائة من إجمالي استهلاك الطاقة في الصين· وفي المقابل، تملك الصين ثالث أكبر احتياطي للفحم في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا، حيث يبلغ احتياطي الولايات المتحدة من الفحم حوالي 267,312 مليون طن، بينما يبلغ الاحتياطي الروسي من الفحم حوالي 173,074 مليون طن، ومن بعدهما الصين التي تملك حوالي 126,215 مليون طن من احتياطي الفحم، ويعد الفحم مصدر الطاقة الأول في الصين، ويقابل حوالي 70 في المائة من احتياجات الطاقة الصينية، أما العشرة بالمائة المتبقية من احتياجات الصين لمصادر الطاقة، فيوفرها الغاز الطبيعي، وعمليات توليد الطاقة الكهربائية من الماء· وكانت الصين قد بدأت بتوجيه اهتمامها نحو تقنية تسييل الفحم في بدايات الثمانينات من القرن الماضي، عندما بدأت باستيراد النفط، وبعد إدراك الحكومة الصينية أن أيام الاكتفاء الذاتي قد أصبحت معدودة، واتجهت الدراسات والبحوث الصينية لتطوير تقنية تحويل الميثانول الى أولفين، وفي الوقت نفسه، بدأت الصين، وبالتحديد في مقاطعة شانكسي الشمالية الغنية بالفحم، بالنظر الى الميثانول ممزوجا بالبنزين على أنهما يكوِّنان معا وقودا فعالا لوسائل النقل، وفي العام ،1993 أصبحت الصين من الدول الرئيسة المستوردة للنفط، وبعد مرور عامين أعلنت الحكومة الصينية عن تجاوز تقنية تحويل الميثانول الى أولفين مرحلة التجارب المعملية بنجاح، ومن ثم تبعتها التجارب الصناعية· وفي عام ،2005 قامت الهيئة الوطنية الصينية للتنمية والإصلاح، بوضع استراتيجية تطوير للطاقة طويلة الأجل، ونجحت في تحقيق ذلك عندما وقعت مجموعة شينهُوا، وهي أكبر منتج للفحم في الصين، على عقد انجاز مشروع بناء مصنع لتسييل الفحم في منطقة مونغوليا الداخلية الشمالية، وكان المشروع يهدف الى الوصول الى انتاج حوالي خمسة ملايين طن من مكافئ النفط سنويا، أي بمعدل مائة ألف برميل يوميا· وكانت المرحلة الأولى من المشروع تطمح الى إنتاج سنوي يساوي مليون طن من مكافئ النفط بحلول عام ،2007 أما المرحلة الثانية من المشروع، فتتمثل في رفع سقف الإنتاج الى المقدرة الإنتاجية المتفق عليها، وهي خمسة ملايين طن من مكافئ النفط سنويا، وقد تم تحديد موعد إكمال المرحلة الثانية بحلول عام ،2010 مما يعني أن مصنع ''شنهُوا: Shenhua- I'' سيكون أول مصنع لتسييل الفحم في العالم في حال انجاز المراحل جميعها بنجاح· وفي بداية العام الماضي، منحت الهيئة الوطنية الصينية للتنمية والإصلاح، موافقتها على اثنين آخرين من منتجي الفحم الصينيين للبدء في تنفيذ مشاريع تسييل الفحم، حيث تمثلت خطة مصنع مجموعة لُوان في مقاطعة شانكسي الشمالية في الوصول الى طاقة إنتاجية سنوية لا تقل عن 160 ألف طن من مكافئ النفط بحلول عام ،2008 كما أعلنت الشركة عن نيتها لتطوير قدرتها الإنتاجية لتصل الى 5,2 مليون طن من المكافئ النفطي بحلول عام ·2016 أما مصنع إسالة الفحم الثالث فهو متمثل في مشروع مجموعة يان كُوانغ الطموح في شمال غرب مقاطعة شانكسي الصينية، بطاقة إنتاجية سنوية متوقعة تصل الى 10 ملايين طن من المكافئ النفطي بحلول ،2020 وستقوم مجموعة يان كوانغ بإنتاج ما يعادل 200 ألف برميل يوميا من منتجات النفط، وبرغبة الحكومة الصينية واستعدادها لتوفير جميع المصادر اللازمة لإجراء بحوث تطوير عملية التسييل الفحمية، فإن هذه التقنية لاشك ستشهد تطورا سريعا وملحوظا· وفي حين لا توجد سوى ثلاثة مشاريع لتسييل الفحم تمت المصادقة عليها رسميا من قبل الهيئة الوطنية الصينية للتنمية والإصلاح، أشارت صحيفة تشاينا ديلي الصينية في تقرير نشرته مطلع العام الجاري أن هناك 30 مشروعا غيرها لا تزال في طور التخطيط والتنفيذ، أوأنها في مرحلة دراسة جدوى، وجميع تلك المشاريع تمثل استثمارا يُقدّر ب 120 مليار يوان (ما يعادل 15 مليار دولار أميركي)، بطاقة إنتاجية سنوية مشتركة تبلغ حوالي 16 مليون طن، أي ما يقارب 320 ألف برميل يوميا من المكافئ النفطي· علاوة على ذلك، أعلنت مجموعة شنهُوا، أكبر منتج للفحم في الصين، مؤخرا عن خططها المستقبلية التي تقضي بتطوير طاقتها الإنتاجية السنوية التي تبلغ حوالي مليون طن بنهاية عام ،2007 ورفعها لتصل الى 5 ملايين طن في ،2010 و15 مليون طن في عام ،2015 قبل أن تصل طاقتها الإنتاجية الى 30 مليون طن بحلول عام ،2020 وحسب ما ورد في وسائل الإعلام الصينية، أشار زانغ يوزو، مدير شركة شنهوا، الى أن الشركة بصدد إنفاق مبلغ يصل الى 200 مليار يوان على مشاريع تسييل الفحم خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©