الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أين الحقيقة؟

27 يناير 2007 00:17
في داخل كل إنسان حقيقة مكبوتة لا يعرفها سواه ولا يصدر أحكامها إلا مع تلك الترددات التي تصاحب الحالة التي تعتريه أو يعيشها· فالحقيقة تبقى غائبة اذا ما طرقت فالحكمة والتفكير السليم للخروج من داخل صاحبها فهي تكمن في نفوسنا·· سواء أكانت الحقائق موثقة بإحكام أم لم توقع من قبل العقول· فبداخل الحقيقة تكمن تلك الإثارة أو الشيء المراد ألا يتضح لآخرين والخوف المصاحب للذات نفسها· بعض الحقائق قد يواريها الخجل أو الجبن وتتسبب في صدمة عنيفة قد تهدر كيانه أو كرامته أو قد تلغي شخصيته من الجذور بعد تلاوة الإفصاح عنها طبعاً· وبعض الحقائق نجدها تفضح الإنسان وتسلخه من جلده وتأتي العقوبات عليه من حيث لا يدري·· أو على حسب الحقيقة التي أخفاها عن الآخرين·· حيث ان الحقيقة المقصودة هنا الذنب أو الجريمة في حق أحد أو إنارة شيء معين لشخص ما· شخصية الفرد مطمورة في نفسه وفي كيانه الإنساني وهو الوحيد الذي يستطيع ان يفضحها سواء أكانت لغة العيون أم تلعثم في الحديث مع من يرغب في ايجادها والبحث عنها فيه· أما إذا بحثنا عن الحقيقة فقد تخفيها الأقنعة التي اعتادت ان تخفي نفسها بشيء من الغموض ربما كان هذا لصالحه في أمر قد لا يرغب ان يكون في صالح الوطن أو اسرار دولة أو حكومة ما· وعن الوجوه المقنعة لو بحثنا أو حاولنا ان نفتش عن هذه الحقيقة التي يخفيها هذا القناع عنا أو الشخص ذاته فإننا نجزم بأننا لن نجد شيئاً ولكن بعض الأمور قد نجد حلاً إما بالسياسة أو بطريقة توصلنا الى حوار فيه بعض الاسئلة التي تصل الى مبتغانا، حينها نجد الخيط الذي يوصلنا اليها حتما· اليوم بالذات جلست أفكر في هذا الموضوع وراودني شعور ان اكتب عنه ولا أعلم لم طرأ لي هذا الشعور؟! ولكن هو موضوع يحتاج الى فلسفة ربما·· أو الى دراية أو تفكير عميق لنحلل ذاتنا في شخصية الحقيقة التي فينا·· ربما أيضاً أردت ان أبحث عن حقيقة غائبة في حاضرنا ونخفيها أو يخفيها العالم العربي بصمت أو خوف كما اعتقد وربما قد تغيب عنا فهي غائبة فعلاً ولكن قد نحاول البحث عنها وأعلم اننا لن نجدها··! إلا أنني أيضاً بالرغم من فلسفتي الزائدة هنا ارتكب حماقة السؤال مرة أخرى لكم·· أين تكمن الحقيقة··؟ هل سنجدها في قلوب ضمرت الحقد للبعض وتنبأت أن يكون لها فقط السيادة؟·· أم سنجدها في جحود الأبناء اليوم؟·· أم هي في عالمنا العربي والإسلامي والذي أصبح عجينة في أيادي اليهود؟·· أم في عالم النساء الغريب ورجال الدين أو في أزواجنا وزوجاتنا؟·· أم هي الحقيقة في عالم فعلاً غريب وأصبح غريباً علينا أو ربما في ذاتنا الإنسانية والتي تخاف اليوم من إثبات الحقيقة في الحياة؟ موزة عوض- العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©