إيران ترفض الوساطة التركية مع أميركا وتدين الرأسمالية

رفض الرئيس الإيراني أمس فكرة الوساطة التركية الرامية الى تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد أن أدان في افتتاح القمة العاشرة لمنظمة التعاون الاقتصادي (إيكو) بطهران ''الرأسمالية الجائرة''، مؤكداً أنها على وشك الانهيار· في حين دعا الرئيس التركي عبد الله جول ونظيره الأفغاني حامد كرزاي الدول الأعضاء في المنظمة الى التعاون والمساعدة في محاربة ''الإرهاب''· وقال محمود أحمدي نجاد للصحفيين عقب المحادثات في طهران مع القادة الإقليميين بما فيها القيادة التركية ''لا حاجة للوساطة''، وأضاف أن ''موقفنا واضح لو كانت هناك عدالة واحترام، فلن تكون هناك قضية في العالم''· وفي كلمته الافتتاحية للقمة اتهم نجاد الولايات المتحدة وغيرها من القوى العالمية بإقامة نظام اقتصادي ''جائر'' أدى الى الأزمة الاقتصادية الحالية· وأعرب عن أسفه لأن ''على شعوب العالم أن تدفع ثمن سياسات بعض الدول غير المجدية''· وأضاف أن ''الولايات المتحدة وبعض حلفائها في قلب الأزمة الاقتصادية، وبعد انهيار الاقتصاد الاشتراكي المغلق فإن الاقتصاد الرأسمالي أيضاً على حافة الانهيار، لقد فشل الاقتصاد الحر والسوق الحرة''· ودعا الى التصدي ''لخطر النظام الدولي بإحلال وضع اقتصادي آمن لبلداننا'' عن طريق تطوير المبادلات بين أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي، كما دعا الى إنشاء مصرف مشترك لدول المنظمة· واقترح أيضاً استخدام ''عملة واحدة'' في التجارة بين أعضاء المنظمة· من ناحيته أكد الرئيس التركي عبد الله جول أمس أنه يتعين على الدول الأعضاء في منظمة (إيكو) المساعدة في محاربة الإرهاب· وقال إنه بإمكان التكتل التعاون للمساعدة في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مضيفاً أن الإرهاب في المنطقة يلعب دوراً كبيراً في صناعة السياسة في تركيا، وأن أنقرة لن تدخر وسعاً لتعزيز الاستقرار الإقليمي· ودعا الى خفض التعريفات الجمركية بين الدول الأعضاء في المنطقة في محاولة لتحرير التجارة بين تلك الدول· إلى ذلك حض الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في كلمته دول المنظمة على مساعدة أفغانستان على مكافحة تهريب المخدرات· وقال ''علي أن أقر بالواقع المرير بأن بلادي في صلب إنتاج الأفيون في العالم''· وأوضح أن الشعب الأفغاني هو ''الضحية الحقيقية للارهاب''، مشيراً الى وجود ''رابط مباشر بين تهريب المخدرات والإرهاب''· وأضاف ''نتمنى تلقي مساعدة دول منظمة التعاون الاقتصادي لمكافحته''· كما حث الرئيس الباكستاني دول المنظمة على مساعدة أفغانستان في مواجهة الإرهاب، وقال إن ''المنظمة عليها مسؤولية خاصة تجاه أفغانستان، دعونا نكرس جهودنا للدفع القوي'' بهذا الاتجاه، مضيفاً أن إسلام آباد نفسها ''تبني علاقات عميقة من الثقة والتفاهم'' مع كابول· وفي ختامها دعا أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي في بيان اختتم القمة العاشرة الى إعادة إعمار افغانستان التي دمرها العنف وكذلك قطاع غزة على وجه السرعة· وجاء في البيان أن ''المنظمة تحث أعضاءها على تسريع عملية إعادة الإعمار في افغانستان، وتتعاطف مع سكان غزة'' في أعقاب الحرب الاسرائيلية التي امتدت ثلاثة أسابيع على القطاع الفقير· وركزت القمة التي أسستها إيران وباكستان وتركيا في 1985 واستمرت يوماً واحداً على الأزمة المالية العالمية وتأثيرها على المنطقة· وحضرها إضافة إلى كرزاي وجول الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورؤساء أذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان واوزبكستان· وشارك فيها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس العراقي جلال طالباني ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع بصفة ضيوف شرف· في غضون ذلك أكد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي للرئيس التركي الزائر عبد الله جول أن ''الولايات المتحدة ماضية على دربها السابق ولا توجد بوادر تشير إلى أن الأميركيين سيصلحون أخطاء الماضي''· وأضاف أن ''الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء فظيعة في أفغانستان والعراق وأخرى في قطاع غزة''، ما يؤكد رفض إيران لجهود الوساطة التركية·