الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«تشكيل على فن الخرائط».. استكشاف لعوالم الجغرافيا والتاريخ

«تشكيل على فن الخرائط».. استكشاف لعوالم الجغرافيا والتاريخ
31 يناير 2014 01:08
فاطمة عطفة (أبوظبي)- «تشكيل على فن الخرائط» معرض جماعي تحتضنه جامعة زايد حالياً ويقدم فيه خمسة عشر فناناً تشكيلياً، بالإضافة إلى عدد من الهيئة التدريسية وعشرة من طالبات الجامعة، أربعين عملا فنيا تندرج ضمن فن رسم الخرائط. في المعرض المقام في «جاليري الفنون»، بمقر الجامعة بمدينة خليفة بأبوظبي ويستمر حتى التاسع عشر من الشهر المقبل. تعرض نماذج صور من وسائط متعددة، يجمع بينها عمل واحد من وسائط إعلامية مختلفة، مثل الرسم التوضيحي ورسم الخرائط، مع فنون التصوير التشكيلي والفوتوغرافي، وتتنوع هيئته التي يعرَض بها ما بين اللوحة والعمل التركيبي والفيديو والفنون الإلكترونية وغيرها. وتتركز فكرة المعرض حول أهمية الخرائط التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من سردية تاريخ الإنسان في الاستكشاف والتطوير والتكنولوجيا، إذ لا تقتصر وظيفتها على حساب المسافات والحدود الجغرافية فقط، وإنما تتعدى ذلك لترسم سجلاً للتاريخ، بما فيه من وقائع حدثت أو أخرى متخيَلة ومتوقعة. ويعود ميلاد هذا المعرض إلى عام 2006، حين التقت فنانتان متخصصتان في فن الطباعة، من المشاركين فيه، في مؤتمر دولي بالولايات المتحدة وعرضت كل منهما في معرض أقيم على هامشه أعمالاً فنية، تَبَين أنها تنطلق من مقاربة مشتركة هي الاستلهام من فن الخرائط وتوظيفه في إنتاج إبداع جديد ومبتَكَر. هاتان الفنانتان هما الكندية كارين أوريموس مساعد عميد كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد والأميركية كاترين ديبوت الأستاذ المشارك بجامعة مونتكلير ستيت في نيوجيرسي بالولايات المتحدة، ومنذ ذلك الحين انطلقت الفنانتان لتبحثا في العالم عمن قد يشاركهما أو يتشابه معهما في هذه المقاربة، ثم تطور الأمر أخيراً إلى تنظيم هذا المعرض، وأقيمت نسخته الأولى في العام الماضي بمدينة «ملبورن» الأسترالية، وها هي النسخة الثانية تقام في جامعة زايد بأبوظبي، بينما ستنطلق النسخة الثالثة في الولايات المتحدة في العام المقبل، ومن ثم سيقوم المعرض بجولات أخرى حول العالم. «الثيمة» التي يعالجها المعرض هي رسم مدارات التقاطع والتضاد ذات الصلة بفنون رسم الخرائط، من خلال استكشاف الارتباطات والإحالات التي توحي بها عملية رسم خريطة، كالقفز من مكان ما للوصول (تصوريا) إلى مكان آخر، وعبور الحدود الفاصلة بين الأماكن والبلدان ومن ثم توليد أقاليم «تصورية» مغايرة لأقاليم الواقع، ولتحقيق ذلك، يخرج المعرض من حدود علم الخرائط، بما هو دراسة ومزاولة رسم الخرائط، إلى آفاق أوسع يتمازج خلالها هذا العلم مع العلوم الطبيعية وعلم الجمال والتقنية. ويقول الدكتور ستيفن تارانتال عميد كلية الفنون والصناعات الإبداعية: «في يقيني أن هناك ألفة عبقرية بين رسامي الخرائط الأوائل وفناني الطباعة الحاليين، ولذا ليس مستغرباً أن نرى فنانتي طباعة من منطقتين مختلفتين من العالم قد التقتا وتعاونتا على تأسيس فكرة هذا المعرض وتحقيقها». وقد عزف الفنانون المشاركون تشكيلياً على هذه الفكرة بمقامات مختلفة، حيث نرى، على سبيل المثال، الفنانة جانيت بيلوتو تتصور من خلال مشروعها «تيارات» القائم على فن الفيديو الخرائط القديمة لمدينة مكسيكو سيتي التي يعصف بها الغبار، بينما يناغمها صوت يؤدي قصائد الشاعرة المكسيكية القديمة «خوانا إنيس دي لاكروز» ويلاحق معالم المكان بلغة بصرية. والفنان أ.ج. بوتشينو يستنسخ الرسومات القديمة المحفوظة في الذاكرة الجماعية ويبين كيف أنها تشكل الهويات الثقافية، من خلال توثيقها بالميكروفيلم أو عن طريق الإنترنت. والفنانات كاترين ديبوت، أليسيا كاندياني، ديبورا كورنيل يرسمن خرائط الجسم البشري من مناظير مختلفة. والفنان بول كالدويل مشغول بهاجس التكنولوجيات الجديدة التي تهيمن وتؤثر على المشهد الحضاري الحالي للإنسانية. والفنانة أليسون هيلدريث تغوص في أعماق الخرائط التي توثق انقسامات المدن التي تعرضت للانقسام، وشقتها الفواصل والحدود سواء بفعل الطبيعة أو بصنع الإنسان. والفنانة ناز شاروخ تجري محاورات بصرية عبر مجموعتها «مَلْوَن الفنان» (أو «الباليتة» التي يستخدمها الرسام)، والتي جمعت مفرداتها الصغيرة من أشياء التقطتها من الطبيعة أثناء رحلاتها وأسفارها، لتعبر من خلالها عن تصورها الخاص عن الزمان والمكان. أما الطالبات من جامعة زايد، فقد قمن بإنتاج أعمالهن خلال دراستهن لفن الخرائط ضمن مقرر الطباعة، وتنبئ الأعمال عن مواهب إبداعية واعدة ومتفردة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©