الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هونج كونج.. مناظرة سياسية عاصفة!

26 أكتوبر 2014 00:35
بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح الانتخابي، تحولت المواجهة السياسية في هونج كونج يوم الثلاثاء من الشوارع إلى قاعة جامعية حيث واجه الطلبة زعماء الاحتجاجات المطالبة بالحرية، مسؤولي الحكومة في مناظرة مفتوحة. وتميزت المناظرة التي أذيعت في وقت الذروة بخطب مطولة ولكنها لم تتمخض إلا عن تقديم القليل من التنازلات من كلا الجانبين. ومنذ البداية تميزت المناظرة السياسية التي حظيت بأكبر قدر من المتابعة بطبيعة فريدة وغريبة. ففي أحد الجانبين، هناك خمسة من أقوى زعماء الحكومة في هونج كونج يرتدون ملابس أصحاب الأعمال. وفي الجانب الآخر، هناك خمسة من طلاب الجامعة يرتدون الجينز وقمصاناً طبع عليه شعار «الحرية الآن»! والجلسة التي استمرت ساعتين وسادها جدل فلسفي وقانوني عميق في بعض الأحيان جاءت كمتنفس لمدينة تترنح تحت وقع احتجاجات حولت منطقة تعد من أعلى عقارات العالم سعراً إلى ساحة مواجهات عنيفة. وتمت مراقبة الجدل وتحليل فحوى كل عبارة بدقة. ولكن المداخلات أبرزت فحسب اتساع الفجوة بين الجانبين. فقد ظلت الحكومة ترفض إجراء أية تعديلات انتخابية وظل الطلاب يدافعون عن الحقوق الديمقراطية ولم يتم التوصل إلى أي تسوية مجدية. وقد يبدو عبثياً أن يتقرر مستقبل المدينة، بعد شهور من الاضطرابات بناء على ما يعتبر في الأساس جدلاً مما يُنظم في المدارس العليا بين فريقين غير متوقعين.وقد ساق الطلبة حججاً مفصلة بشأن القانون والإجراءات، بالإضافة إلى حديث عاطفي عن الضمير وخطب عن طبيعة الديمقراطية. وقال الزعيم الطلابي ليستر شام، إن «بعض الناس يقولون إننا نحن الطلاب قد اختارنا القدر... وأنتم أيضا أيها المسؤولون... هل سيذكركم التاريخ باعتباركم من حرمتم هونج كونج من الديمقراطية؟». واعترفت «كاري لام» ثاني أكبر مسؤول في السلطة التنفيذية في هونج كونج بأن الاحتجاجات كانت واسعة النطاق ولها تأثيرات بعيدة المدى. ولكنها انتقدت الطلاب بشدة لما وصفته بالمثالية غير الواقعية. والمأزق في جوهره يتعلق بمطالبة المحتجين بالسماح لسكان هونج كونج باختيار زعمائهم بدلاً من فرز الحزب الشيوعي في الصين للمرشحين.واتبع ممثلو الطلاب الخمسة استراتيجية واضحة وقسموا النقاش فيما يبنهم وقدموا شكواهم واحدة بعد الأخرى. وألقوا في البداية كلمة جدالية شاملة ثم تلا ذلك هجوم بعد آخر على مشروعية القواعد الانتخابية التي وضعتها بكين. ورد ممثلو هونج كونج بشجاعة في محاولة لتجنب أن يظهروا بمظهر الخائف. ولكن نبرتهم كان فيها تبنٍّ للطلاب من حين إلى آخر وإشادة بما بذلوه من جهد في فهم القانون الدستوري وما أحيوه في نفوسهم من ذكريات أيام الدراسة.والتنازل الوحيد من جانب الحكومة تمثل في قول «لام»، إن زعماء هونج كونج مستعدون لإرسال تقرير تكميلي إلى بكين يعرض وجهات النظر التي أفرزتها الاحتجاجات. وعبر تقرير في وقت سابق عن حال الرأي العام سلمته حكومة هونج كونج لبكين عن الدعم لعملية الفرز الصيني للمرشحين.وعلى مدار أسابيع ثار غضب الاحتجاجات من أجل مثل هذا التقرير التكميلي، أملاً في وضع أساس للإصلاح الانتخابي. وبعد المناظرة عبّر زعماء الطلاب عن إحباطهم من غموض «لام» بشأن كيفية إعداد التقرير وقالوا إنه من غير الواضح التأثير الذي قد يحدثه هذا التقرير، ووصف ممثلو الحكومة النقاش بأنه كان خطوة إيجابية وأنهم استمعوا بصبر وإعجاب لحجج الطلاب. بدورهم وصف الطلاب المناظرة بأنها مخيبة للآمال وحثوا المحتجين على الصمود. وفي الصين القارية التي دأبت فيها الرقابة على حجب التغطية الصحفية للاحتجاجات أذاعت بعض وسائل الإعلام التي تديرها الدولة المناظرة على الهواء، ولكنها ركزت في الأساس على الحجج التي طرحها الفريق الحكومي وليس الطلاب. ومثلت المناظرة فرصة أيضاً للمحتجين كي يحاولوا الفوز برضا السكان الذين أزعجهم إغلاق الشوارع في مدينة شديدة التنظيم في العادة. * محللان سياسيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©