الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أبغض الحلال يهدد استقرار المجتمع

24 يناير 2007 01:39
رأس الخيمة ـ مريم الشميلي: تظل مشكلة الطلاق هاجسا يقلق المجتمع ويؤرق الآباء والأمهات طالما كانت الحياة الزوجية غير مستقرة، وقد بذلت الجهات المعنية جهودا مكثفة لمحاصرة هذه الظاهرة التي باتت تهدد الاستقرارالأسري· ورغم أن نسب الطلاق في الدولة تظل دون مستواها في العديد من الدول الأخرى إلا أن الجهات المسؤولة لا تألوا جهدا في سبيل استقرار الأسرة الإماراتية في ظل متغيرات اجتماعية واقتصادية تكاد تعصف بهذا الاستقرار· في رأس الخيمة أنشأت دائرة المحاكم لجنة للتوجيه الأسري وظيفتها إصلاح ذات البين من خلال موجهين أسريين بين الأزواج واستطاعت هذه اللجنة انهاء خلافات بين الأزواج قبل أن يصلا إلى أبغض الحلال حيث استطاعت هذه اللجنة تسجيل أكثر من 54 سببا للطلاق أوالخلاف الأسري· الأخصائية الاجتماعية في التوجيه الأسري بمحكمة القضاء برأس الخيمة شيخة البريكي قالت إن اللجنة مكونة من أشخاص مختصين يسعون لإصلاح ذات البين بين الزوجين بهدف التخفيف من حدة ارتفاع نسبة الطلاق بالإمارة لهذا أنشئت لجنة التوجيه الأسري في 16/1/2006 الماضي ومنذ تأسيس المركز استقبل القسم أكثر من 385حالة ماقبل الطلاق وحالات مابعد الطلاق· وأضافت شيخة البريكي: إن أسباب الخلافات التي ترد إلى اللجنة الأسرية بلغت 54 سببا ، تركزت أغلبها على النفقة والمصاريف ووصلت عدد الحالات إلى 87 حالة وتبين الدراسات والإحصائيات التي قامت بها اللجنة أن أكثر الأسباب طرفها الرجل· ومن الأسباب الأخرى التي أدت إلى الطلاق الضرب، السكر، السحر، انعدام التفاهم حضانة الأبناء الخيانة الزوجية الشك الهجر وغيرها · وأفادت أن الجنة ساهمت بحل العديد من الخلافات بنسبة 34بالمائة أي مايعادل 123 حالة من أصل 365خلال 11 شهرا وتحويل 126 حالة للقضاء بنسبة 34 بالمائة أما 116 حالة لاتزال قيد الدراسة والتداول بنسبة 32 بالمائة· الأزمات د·جواد فطاير رئيس قسم الاجتماع جامعة الإمارات العربية المتحدة استشاري اضطرابات سلوكية قال:إن مشكلة الطلاق هي انعكاس للأزمات التي تشكل جزئيات حساسة من واقع المجتمع التي تتعلق بمؤسسة الأسرة وعلاقة الزوجين أيضا لها أبعاد ذاتية ونفسية لدى الشخصين غير أن لها نطاقا خارجيا والذي يلعب بدورة جزءا كبيرا في حياتهما وعندما تصل الحياة الزوجية إلى مسألة الطلاق فهذا يدل أن كمية التعاطي والأخذ بين الزوجين قليلة وغير محتملة فيلجأ للطلاق لكي يلقيا مسؤولية العناء من عاتقهما وبالتالي يعيش الإنسان وفق بيئة اجتماعية يؤثر ويتأثر بها، والواقع الاجتماعي يضغط عليه ويخلق تناقضات كثيرة لأنه عاش ضمن عادات وتقاليد معينة ويرى في الجانب الأخر من طرف الحياة أكثر جاذبية أغراء خصوصا في دولة الإمارات وكل تلك العوامل تلعب دورا في التشتيت الشخصي بين العلاقتين· ويرجع فطاير السبب في ارتفاع نسبة الطلاق بدولة الإمارات إلى أن هناك خللا في المؤسسات الاجتماعية والمركبات النفسية مع شريك الحياة وفي حالة فقدان هذا الشيء نبحث هنا عن الأسباب الهيكلية وفي ضوء التغيرات التي حدثت بدولة الإمارات عما كانت عليه سابقا فالناس اليوم تلجأ للطلاق لاعتبارات خاصة كاعتبار الزواج علاقة غير فعالة ، بعكس السابق كان الأبناء يربون على تحمل المسؤولية والصعاب وإرجاع المسائل إلى أهل الشورى والحكمة ، أما اليوم من أول مشكلة أوضعف لا تكون هناك إسعافات أولية للموضوع بل يكون الحل المباشر والسريع هو الطلاق ، مع أن هناك حلولا عديدة كأن يمكن أن يلجأ الزوجان لها مثل الذهب إلى أخصائي لعلاج المشكلة خصوصا أن الشباب اليوم في أزمة كبيرة وهي مظاهر الحياة التي تسلب قلوبهم وعقولهم وإن موضوع الزواج والطلاق أمر يبدو وينتهي وقتما شاؤوا ولكن الأمر الغير متخيل أن الزواج علاقات متجانسة وأمور لاتحتمل الطيش والمجازفة · ضربة حظ محمد سعيد الشميلي متزوج يقول السبب الرئيسي في رأيي في ارتفاع نسبة الطلاق التقدير الخاطئ من قبل الشباب لماهية الارتباط وتعريفه والسبب الآخر عدم وجود التوافق الفكري المتجانس بين الطرفين والسبب الثالث تدخل الأهل بأمور الزوجين· وأحيانا ينظر الشباب إلى أن الزواج ضربة حظ ممكن أن ينجح وممكن أن يفشل وأصبح الطلاق اليوم أمرا عاديا خصوصا مع حالة الطيش التي يعيشها البعض الآن والتسهيلات التي أصبحت بين أيديهم ، وفي بعض الأحيان نرى شباب مراهقين متزوجين نحن لانقف أمام الشباب في مسألة الزواج بل نشجعهم ولكن ضمن ضوابط وقوانين لابد من احترامها وتقديرها خصوصا أنه يرتبط في هذه اللحظة بحياة إنسان أخر وتحمل مسؤولية جديدة· المرأة الضحية: منى أحمد مطلقة وأم لطفلين تقول المجتمع يرى دائما أن المرأة هي المسوؤلة الأولى في مسألة الطلاق باعتبارها الجانب الأضعف ويعتمدون على المثل القائل انها قليلة عقل ودين متغاضين عن الأسباب الحقيقية والدليل على ذلك أنني تزوجت من رجل لم يتحمل مسؤولية الزواج الحقيقي ويتعامل مع الزواج على أنه نزوة تنتهي بانتهاء رغباته وأراني ألوان العذاب وقلة الاحترام وتقدير الذات في بالبداية حاولت جاهدة الاصلاح واللجوء للجان التوجيه الأسري ولكن الأمور في النهاية خرجت عن المستطاع فكان الخيار الأصعب الطلاق· غياب الضوابط: سعيد الشحي قال : الشباب اليوم يتزوج دون ضوابط نفسية وذاتية ويريدون الزواج من أجل التفاخر وأحيانا لتستير عيوبهم ، تصوروا أن الزواج تجربة من تجارب الحياة، قديما في عرف آبائنا وأجدادنا مسألة الزواج مسألة جد خطيرة ولاتحتمل التهاون والاستهتار ولا يطلق أحد الزوجين إلا بعد محاولات وجهود مكثفة· والحمد لله نحن نعيش في دولة ذللت كل الصعاب أمام الشباب من أجل معاونتهم وليس العكس· واقترح أن تكون هناك لجان لمتابعة المتزوجين الجدد لتقديم النصائح ومتابعة المشاكل التي تواجه هذه الفئة وتكون تحت نظر المختصين لفترة من الزمن·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©