في الوقت الذي كانت فيه النسخة السادسة من دورات كأس الخليج العربي لكرة القدم تستعد لاسدال الستار وتتويج الابطال فوجئ الجميع ممن كانوا يعيشون نشوة العرس الخليجي في العاصمة الاماراتية ابوظبي آنذاك بقرار انسحاب العراق من الدورة قبل اربعة ايام من حفل الختام على الرغم من صدارة المنتخب العراقي برصيد عشر نقاط وحاجته لنقطة واحدة فقط من لقائه الختامي مع الكويت لكي يتوج بطلا ويحتفظ باللقب للمرة الثانية على التوالي·
القرار صدر عن الرئيس العراقي صدام حسين وتسلمه د· أمير اسماعيل رئيس الوفد العراقي في تلك الدورة في الحادي والثلاثين من مارس من عام 1982 ولم تجدٍ كل المحاولات لإثناء العراق عن قراره حتى تلك التي جاءت من أعلى المستويات·
كان فحوى الرسالة التي بعث بها الرئيس صدام حسين الى د· حقي تأمر بالانسحاب من الدورة لصالح المنتخب الكويتي بحيث تتم عملية الانسحاب بشكل ودي من دون ان تؤثر على مجريات الدورة· هذا القرار احدث ارباكا في الدورة على كافة المستويات خصوصا انه جاء في المرحلة ما قبل الاخيرة حيث الجميع كان يترقب لقاء القمة بين العراق والكويت ليكون مسك الختام فإذا بالأوراق تتبعثر في ظل هذا الانسحاب الذي يتطلب شطب جميع نتائج الفريق العراقي·
هذا ما تم فعلا بعد ان فشلت كل المحاولات لإعادة المنتخب العراقي الى اجواء البطولة ولم يجد رؤساء الوفود سوى احترام قرار الرئيس العراقي·
وعلى صعيد المشاركة البحرينية فإن المنتخب البحريني الذي شارك في هذه النسخة يعتبر من افضل المنتخبات البحرينية من حيث الكفاءة الفنية والمهارية ومن حيث الإعداد والتحضير البدني بفضل خطة الإعداد المبكرة التي وصفها اتحاد الكرة آنذاك برئاسة الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة مستفيدين من الدروس التي تمخضت عنها النسخة الخامسة بالعراق فلقد تعاقد الاتحاد البحريني لكرة القدم مع طاقم برازيلي متكامل يقوده المدير الفني ''سباستياو'' الذي وضع برنامجا مطولا لإعداد المنتخب تخلله معسكرات خارجية ولقاءات تجريبية جعلت المشاركة البحرينية ايجابية ليعود الفريق من جديد الى منصات التتويج محتلا المركز الثاني خلف الكويت مكررا بذلك ما سبق وان حققه في النسخة الأولى التي اقيمت في البحرين مع فارق المتغيرات الزمنية من امكانيات مادية وبشرية·
محمد لوري
عدد اليوم
