محمد حامد (دبي)
يحظى كلاسيكو الريال والبارسا باهتمام عالمي لافت طوال تاريخه، ولكن الصراع الملتهب بين رونالدو، وميسي الذي بدأ أول فصوله موسم 2009 - 2010 مع قدوم «الدون» من الدوري الإنجليزي، جعل المواجهة بين العملاقين تتخذ أبعاداً أكثر إثارة وجاذبية، وعلى الرغم من تفوق ميسي على مستوى عدد الأهداف في الكلاسيكو، وعدد ألقاب الليجا، وكذلك إجمالي الأهداف مع البارسا في الليجا، إلا أن ذلك يعود إلى امتداد فترات ظهوره في الدوري الإسباني إلى 10 مواسم، في حين تمكن رونالدو من التفوق على ميسي على مستوى «المعدل التهديفي» في الليجا، والبالغ 1.1 هدف في المباراة، في حين لا يتجاوز معدل ليو 0.8 هدف في المواجهة الواحدة، وحقق رونالدو إنجازات وأرقاما شخصية لافتة بعد 5 مواسم فقط في الدوري الإسباني، حيث يخوض موسمه الـ 6 حالياً. الأرقام تشير أن رونالدو هو الوحيد في تاريخ نجوم الليجا، الذي يصل معدله التهديفي إلى أكثر من هدف في المباراة، والأرقام تؤكد أيضاً أن ميسي يقف على بعد هدف واحد من معادلة رقم الهداف التاريخي لليجا تيلمو زارا، والذي أحرز 251 هدفاً، وهو رقم ظل صامداً منذ 60 عاماً، وقد يسجل ميسي ثنائية في الكلاسيكو ليشعل الجدل حول تكريمه في معقل العملاق المدريدي باعتباره الهداف التاريخي للدوري، وقد منح الفيفا شارة الموافقة على قانونية هذا الإجراء الذي يقتضي إيقاف المباراة.
وقبل المواجهة بساعات دخل آندي ووكر محلل «سكاي سبورتس» في مناظرة مع راي بارلور نجم أرسنال السابق، حيث يؤكد الأول أن رونالدو هو الأفضل في العالم حالياً، بينما يؤكد الثاني أن ميسي ظل بلا منافس على عرش اللاعب الأفضل لمدة 5 أو 6 سنوات.
في رصده لقدرات رونالدو قال ووكر: «انتفض رونالدو في آخر 12 إلى 18 شهراً، ليجعلنا نتشكك في أن ميسي هو اللاعب الأفضل، وكانت ردة فعل رونالدو في الفترة المشار إليها أكثر من رائعة، وفي الفترات الأخيرة أصبح يتربع على عرش النجومية منفرداً، يكفي النظر إلى الطاقة العاطفية الهائلة التي ظهرت عليه خلال تتويجه بلقب أفضل لاعب في العالم، ومما لا شك فيه أنه نجح في تحقيق حلم الملايين من عشاق الريال بالحصول على لقب دوري الأبطال للمرة العاشرة».
وتابع ووكر: «لا يوجد لاعب مؤثر في فريقه مثل تأثير رونالدو مع الريال، صحيح أن ميسي يتمتع بموهبة خاصة، ولكنه لا يسجل إلا بقدمه اليسرى، في حين يستخدم رونالدو قدميه اليمنى واليسرى ورأسه في التسجيل، ميسي له سحر خاص، ولكن هيبة رونالدو في الملعب تبدو أكثر تأثيراً، يكفي أنه يصدر الرعب للمدافعين بقدراته التهديفية والبدنية». أما بارلور فقال عن ميسي: «في آخر 5 أو 6 سنوات لم يكن هناك منافس حقيقي لميسي، كل ما يحتاجة هو نصف متر لكي يتمكن من توجيه الكرة بالطريقة التي يريدها، هذه المساحة الصغيرة تكفي لكي يدمر المنافسين، وهناك نقطة تفوق تصب في مصلحة اللاعب الأرجنتيني حينما نضعه في مقارنة مع رونالدو، وهي أنه أكثر مهارة وقدرة على المراوغة، كما أنه أفضل على مستوى صناعة الأهداف وليس تسجيلها فحسب».
وتابع بارلور: «لكي ندرك الفارق بين رونالدو وميسي، يجب أن نتابع طريقة تسجيل كل منهما للأهداف، هناك 70% من أهداف رونالدو عن طريق التسديد القوي، سواء كان قريباً أو بعيداً عن المرمى، ولكن ميسي يحرص على توجيه الكرة بالطريقة التي يريدها».
«سي آر 7»:
لن ألعب ضد ميسي!
أكد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو صاحب البداية التهديفية الأفضل في تاريخ الليجا بـ15 هدفاً في 7 مباريات، أنه سيكون هو ورفاقه في مواجهة برشلونة، وليس ميسي، وجاء ذلك رداً على سؤال حول مدى ترقبه للتحدي الذي ينتظره في الكلاسيكو أمام غريمه الأزلي ميسي، وتابع رونالدو: « لن ألعب ضد ميسي، المباراة ضد فريق برشلونة».
وتتعلق آمال عشاق الريال بالنجم البرتغالي الذي يتألق في المباريات الكبيرة، فقد أحرز 13 هدفاً في 21 مباراة بالكلاسيكو، ليصبح السابع في قائمة «توب 10» هدافي الكلاسكيو، كما أنه في أفضل مستوياته حالياً، بأهدافه الـ 20 التي سجلها في 13 مباراة مع الريال في مختلف بطولات الموسم، منها 13 هدفاً يحتل بها صدارة هدافي الليجا حتى الآن، ويفتخر عشاق النجم البرتغالي بأنه تفوق على ميسي في المعدل التهديفي بالليجا، والبالغ 1.1 هدف في المباراة، فقد سجل 192 هدفاً في 172 مباراة. وفي إطار المقارنة بين «الدون» و «ليو» فقد حصل الأول على لقب هداف الليجا عامي 2011 و 2014، وهو إنجاز كبير أن يصبح هدافاً للدوري الاسباني في مناسبتين خلال 5 مواسم فقط .
أما على المستوى التكتيكي، فقد منح أنشيلوتي المزيد من الحرية في التحرك لرونالدو، كمهاجم صريح، مما يؤكد رغبته في مطاردة الأرقام التهديفية، ولم يستمر رونالدو طويلاً في موقع رأس الحربة بل عاد إلى مركزه المفضل «الجناح الأيسر».
«الساحر»:
الفوز أهم من عرش زارا
كعادته لم يتردد ليونيل ميسي نجم البارسا في تقديم مصلحة الفريق على مجده الشخصي، مشيراً إلى أن عرش الهداف التاريخي لليجا لا يشغله، بل إن هدفه الأهم في مواجهة الكلاسيكو مساعدة البارسا لتحقيق الفوز، وأضاف: «ذاهبون إلى البرنابيو لتقديم أفضل ما لدينا من أجل تحقيق الفوز، صحيح أن المباراة ليست حاسمة بأي وجه من الوجوه، فنحن في بداية الموسم، وهناك متسع من الوقت والمباريات، ولكن يظل هدفنا هو الفوز على الريال في البرنابيو». ولدى سؤاله عن أهمية التتويج بلقب الهداف التاريخي لليجا في مباراة خاصة مثل الكلاسيكو، ما يمنحه ذكرى خاصة، قال: «المهم هو الفوز على ريال مدريد، وليس كسر رقم زارا». يذكر أن «ميسي 2014 – 2015» يقوم بمهام مختلفة نسبياً عن تلك التي كان يقوم بها في المواسم السابقة، فقد تحول إلى دور اللاعب الأكثر توازناً، حيث يجمع بين مهمتي الهداف وصانع الأهداف، وفي الوقت الذي يتفرغ رونالدو لمهمة هز الشباك، أصبح «ليو» يقوم بهذا الدور المزدوج مما جعله يحرز 9 أهداف ويصنع 9 في جميع المباريات مع البارسا خلال الموسم الجاري، سجل منها 7 وصنع 7 في الليجا، ووفقاً لإحصائيات رابطة الدوري الإسباني يحتل ميسي عرش اللاعبين الأكثر فعالية للموسم الحالي، فقد صنع 28 فرصة لرفاقه في صفوف البارسا، متفوقاً على كوكي لاعب أتلتيكو مدريد، وتوني كروس لاعب وسط الريال.
عدد اليوم
