الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

رئيس "إنتل": معدلات انتشار الإنترنت في الإمارات منخفضة والطريق مازال طويلاً

رئيس "إنتل": معدلات انتشار الإنترنت في الإمارات منخفضة والطريق مازال طويلاً
21 يناير 2007 21:06
حوار - حسن القمحاوي: أكد سعادة الدكتور كريج باريت رئيس مجلس إدارة شركة ''إنتل'' العالمية أن اجتماعه مع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في زيارته للإمارات الشهر الماضي كان مثمراً ومفيداً، مشيدا باهتمام سموه الشديد بتطوير العملية التعليمية في الدولة، كاشفا النقاب عن أن لقاءاته مع معالي وزير التربية والتعليم وعدد من المسؤولين بالوزارة والجامعات وهيئة تنظيم الاتصالات تناولت كيفية تفعيل برامج التعليم الموجهة لجيل الشباب، واستخدام التكنولوجيا بطريقة تجعل العملية التعليمية أكثر متعة وإثارة، فضلا عن تقنيات الاتصالات اللاسلكية عريضة الحزمة· واعتبر باريت في حوار على هامش الزيارة خص به ''الاتحاد'' أن نسبة انتشار الحواسيب والإنترنت، وتوفر شبكات الاتصال عريضة الحزمة في الإمارات ما تزال منخفضة نسبياً مقارنة بالمعدلات العالمية، مشيرا إلى أن الطريق ما يزال طويلاً للوصول إلى معدلات انتشار للحواسيب والإنترنت تضاهي المستويات التي تتمتع بها بعض البلدان المتقدمة في العالم· إحساس الشركات الوطنية بالمسؤولية الاجتماعية يتزايد مقارنة بالصين وأعرب عن اعتقاده بأن هناك إحساساً من الشركات ومؤسسات الأعمال الإماراتية بأهمية المسؤولية الاجتماعية لها بعكس دول أخرى مثل الصين، قائلا: إذا نظرنا إلى الإمارات، فمن الواضح وجود النشاطات التي تعود بالنفع على المجتمع المحلي· بينما في دول أخرى، مثل الصين، حيث لم تنتشر بعد ثقافة المسؤولية الاجتماعية للشركات، فإن هذا المفهوم ما يزال غريباً بالنسبة إليهم، وبدأوا حديثاً في استكشاف الأمر· وقال إن شركة ''إنتل'' خصصت 50 مليون دولار للاستثمار في مشروعات تقنية ناشئة في الشرق الأوسط وتركيا، من خلال مبادرة ''العالم إلى الأمام'' التي تتبناها الشركة، معتقدا أن الأقسام الأربعة للمبادرة حققت نجاحات كبيرة، ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل على مستوى العالم· خلال زيارتكم لأبوظبي، مع من اجتمعتم من المسؤولين، وماذا كانت نتائج هذه الاجتماعات؟ التقيت بعض المسؤولين الحكوميين، وكان الاجتماع مع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مثمراً ومفيداً جداً· واجتمعت مع معالي وزير التربية والتعليم، وتحدثنا عن برامج التعليم الموجهة لجيل الشباب، وناقشنا كيفية استخدام التكنولوجيا بطريقة تجعل العملية التعليمية أكثر متعة وإثارة، وكيف يمكننا مساعدة المعلمين في أداء مهامهم ضمن الفصول الدراسية· والتقينا مع مسؤولين بوزارة التعليم العالي لمناقشة قضايا الأبحاث والجامعات، والقضايا التي تهمنا في هذا المجال، ونحن حريصون على إقامة نوع من التعاون مع الجامعات· وتحدثنا في اجتماع مع هيئة تنظيم الاتصالات بالدولة عن تقنيات الاتصالات اللاسلكية عريضة الحزمة· ؟ كيف تنظرون إلى واقع تقنية المعلومات والاتصالات في الإمارات، والجهود الحكومية المبذولة لنشر التكنولوجيا فيها؟ ؟؟ إذا نظرنا إلى دولة الإمارات أو إلى الشرق الأوسط بشكل عام، سنجد أن نسبة انتشار الحواسيب والإنترنت، وتوفر وانتشار شبكات الاتصال عريضة الحزمة ما تزال منخفضة نسبياً· وعلى الرغم من أن مبيعات الحواسيب تزداد بشكل كبير، و يتزايد استخدام الإنترنت، إلا أنها تبقى معدلات منخفضة جداً مقارنة بالمعدلات العالمية، وما يزال الطريق طويلاً للوصول إلى معدلات انتشار للحواسيب والإنترنت تضاهي المستويات التي تتمتع بها بعض البلدان المتقدمة في العالم· وأحد المجالات التي تستأثر باهتمامي هي مسألة التعليم، وخصوصاً تعليم جيل الشباب في المدارس، وهذا أحد أسباب زيارتي للإمارات، فالتعليم مسألة مهمة للغاية، وعندما تحدثت إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وجدت عنده اهتماماً شديداً بمسألة تطوير العملية التعليمية، وهو ما نركز عليه في ''إنتل''· ؟ لشركة ''إنتل'' العديد من مراكز الامتياز ومراكز الكفاءات منتشرة حول العالم، فما هي حصة دولة الإمارات والمنطقة من استثمارات الشركة في هذا المجال؟ ؟؟ لا أعرف النسب بالضبط، لكن لدينا مركز لكفاءات الطاقة هنا في أبوظبي، ومركز لكفاءات النفط والغاز في المملكة العربية السعودية ومركز لكفاءة القطاع المصرفي في بيروت بلبنان، وافتتحنا منذ عدة أيام مركزاً للابتكار في مدينة دبي للإنترنت، بالإضافة إلى مركز آخر للابتكار موجود في اسطنبول بتركيا· واستثمارات الشركة في المنطقة كثيرة ومتنوعة، ونحن ندعم الأبحاث التي تجري في الجامعات، ولنا إسهامات كبيرة في قطاع التعليم، حيث دربنا حوالي 200 ألف معلم في منطقة الشرق الأوسط وتركيا خلال العامين الماضيين· ولدينا مركز لتطوير الأجهزة والمعدات في القاهرة اسمه ''مركز تحديد المنصات''، مهمته تطوير وتصميم أجهزة مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات المجتمع العربي، وهم يعملون على مشروعات مثيرة ومميزة· ؟ هل لديكم مخططات لإقامة المزيد من هذه المراكز في المنطقة؟ ؟؟ لدينا دوماً الكثير من الخطط لكن لا نستطيع الإعلان عنها إلا عندما يحين وقتها· إلا أن ''إنتل'' خصصت 50 مليون دولار للاستثمار في مشروعات تقنية ناشئة في الشرق الأوسط وتركيا، ويعمل البرنامج بنشاط على دراسة وتقييم العديد من خطط هذه المشروعات الآن، كما ننوي زيادة استثماراتنا في هذا المجال· ؟ يقول بعض المحللين أن هذه النوعية من المبادرات تعمل على تحويل الأسواق العاملة فيها إلى أسواق مستهلكة للتكنولوجيا وليست منتجة لها، والهدف منها زيادة أرباح الشركات الواقفة وراءها فحسب· ما قولكم في ذلك؟ ؟؟ من المؤكد أن البعض سيقول هذا الكلام·· كنت في قرية صغيرة في جنوب إفريقيا قبل زيارتي للإمارات بعدة أيام، حيث نفذنا فيها عدة مشاريع ضمن إطار برنامج ''العالم إلى الأمام''، وتضمنت المشاريع تجهيز بعض المدارس بالحواسيب الشخصية ووصلها بالإنترنت عبر شبكة ''واي ماكس''، وتجهيز مركز اجتماعي ومركز للرعاية الصحية بالحواسيب ووصلات الإنترنت، والمعدات اللازمة للتطبيب عن بعد، وكل ذلك سيسهم في التنمية الاقتصادية لهذه القرية الصغيرة، وإذا نظرت إلى تأثير تلك المشروعات على سكان القرية، وخصوصاً جيل الشباب منهم، فإنك لن تفكر أبداً بالأبعاد التجارية، وستتأكد من أن هذا هو حقاً ما يتوجب عمله وتقديمه لهؤلاء الناس، وهو عين الصواب· ؟ في بعض البلدان، وفي منطقة الشرق الأوسط عموماً، نجد أن التكنولوجيا متوفرة، لكنها ليست في متناول الجميع، وإنما تقتصر على الفئة الغنية من المجتمع التي تستطيع دفع ثمنها· كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟ ؟؟ هذا هو السبب الذي جعل مبادرة إنتل ''العالم إلى الأمام'' تتضمن قسماً يعنى بتوفير إمكانات الوصول إلى التقنية أمام أكبر شريحة ممكنة من المجتمع· فتملّك الأجهزة والتقنيات هو إحدى طرق الوصول إلى التكنولوجيا، ولكنها ليست الطريقة الوحيدة، فالمدارس ونوادي الحاسوب والمراكز الاجتماعية المجهزة تقنياً تقدم وسائل أخرى للناس للوصول إلى التكنولوجيا· وفي الحقيقة، في كثير من بلدان العالم تجد أن معظم مستخدمي الإنترنت لا يملكون حواسيب شخصية، ففي البيرو مثلاً في أمريكا اللاتينية، يستخدم 15% من السكان الإنترنت، لكن نسبة من يمتلكون الحواسيب هناك لا تتجاوز 2 أو 3% من السكان فقط، والكثيرون يرتادون مقاهي الإنترنت· ومعنى ذلك أن هناك الكثير من طرق الوصول إلى التكنولوجيا، دون امتلاك تلك التكنولوجيا شخصياً· صحيح أن أسعار الحواسيب الشخصية في انخفاض مستمر، وتغدو في متناول المزيد من الناس مع الوقت، لكن أعتقد أنه من الضروري جداً توفير وسائل الوصول إلى التكنولوجيا أمام كافة أفراد المجتمع، بغض النظر إن كانوا يمتلكون حواسيب شخصية أم لا، وهذه الفكرة هي إحدى الركائز الأساسية في برنامجنا ''العالم إلى الأمام''· الشرق يتجه لتضييق الفجوة ردا على سؤال حول الفجوة الرقمية بين الغرب والشرق وجهود جسرها قال باريت: اذا نظرنا إلى حقيقة أن أسواق الشرق الأوسط هي من أسرع الأسواق نمواً في العالم، وتنمو بمعدلات نمو نسبية تتجاوز معدل نمو الأسواق الناضجة، فهذا يعني، في رأيي، أنها تسير باتجاه تضييق الفجوة الرقمية· واعتقد أن الحكومات أصبحت أكثر وعياً بأهمية المعلوماتية وضرورة جسر الفجوة الرقمية وهي تعمل على ذلك، كما أن الاتحاد العالمي لتقنيات المعلومات والاتصالات والتنمية التابع للأمم المتحدة يعمل على جسر الهوة الرقمية· ومن جانبنا فإن مبادراتنا وبرامجنا، مثل برنامج ''العالم إلى الأمام''، تسهم أيضاً في ذلك أيضا· وفي رأيي فإن مسؤولية جسر الهوة الرقمية لا يجب أن تكون على عاتق الحكومات وحدها، بل لا بد من تعاون القطاعين الحكومي والخاص في ذلك· وأعتقد أن العالم يحقق بعض النجاح في هذا المجال، وبالنسبة للشرق الأوسط فإن الوعي بأهمية التكنولوجيا يزداد باضطراد، لكن الطريق ما تزال طويلة جداً، لأن نسبة انتشار الحواسيب والإنترنت ما تزال منخفضة هنا مقارنة بالمعدلات العالمية· واعرب عن اعتقاده بأن مستقبل تلك التقنية سيكون رائعاً في المناطق التي لا تتوفر فيها بنية اتصالات قوية عريضة الحزمة، فهذه التقنية ربما هي الأقل تكلفة والأعلى جودة بين تقنيات الاتصالات عريضة الحزمة الأخرى· وأعتقد أن هذا هو سبب انتشارها الكبير نسبياً رغم حداثتها، إذ يوجد الآن ما يقرب من 200 مشروع تجريبي لشبكات ''الواي ماكس'' حول العالم، معظمها في الدول النامية التي لا تتوفر فيها بنية تحتية قوية للاتصالات· الاتصالات عريضة الحزمة ليست متوفرة على نطاق واسع في منطقة الشرق الأوسط، وفي الدول التي تتوفر فيها، مثل الإمارات، فإنها مكلفة جداً، لذلك من الضروري التنسيق والتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص، والعمل على زيادة المنافسة، لتخفيض الأسعار وجعلها في متناول شريحة واسعة من المجتمع· إنني شخصياً أرى مستقبلاً مشرقاً لتقنية ''الواي ماكس''· مراكز نوعية في أبوظبي ودبي ترتبط ''إنتل'' بعلاقات تعاون وثيقة مع العديد من المؤسسات في الإمارات من خلال العديد من المبادرات الرقمية وتدير الشركة العديد من المراكز في الدولة، وفي العام الماضي قامت الشركة بتوقيع مذكرة تفاهم مع منطقة أبوظبي التعليمية للتعاون في تنفيذ برنامجها ''التعليم'' في جميع مدارس أبوظبي· ويهدف البرنامج إلى توفير مهارات القرن الحادي والعشرين في التعليم وتحصيل العلم للمدرسين وأيضا إلى تطعيم المناهج بالتقنيات اللازمة للمعلومات والاتصالات وتدريب المدرسين والمحتوى ذو الصلة والقدرة على الاتصال· كما أطلقت مركز ''إنتل'' للابتكار في مدينة دبي للإنترنت، ضمن مكتب الشركة في مدينة دبي للإنترنت كأول مراكزها للابتكار في منطقة الخليج· وللمركز مجموعة موضوعات محددة تتناسب مع الخبرات والفرص الموجودة في المنطقة· ويخدم عدة أهداف من بينها أن يصبح حافزاً لتطوير التقنيات الجديدة وغير المألوفة في إنتل وأن يكون ملتقى للترويج للمبادرات الصناعية، ومركزاً لعرض الحلول المعلوماتية، بالإضافة إلى عمله كبيئة لإجراء الدورات التدريبية المبتكرة والحلقات التعليمية· وسيعرض المركز فوائد توظيف التقنيات الحديثة في عدد من المجالات، من بينها الصحة الرقمية والتعليم الرقمي والمدن الرقمية والمنزل الرقمي والمؤسسات الرقمية وبحوث تقنية المعلومات· إضافة إلى مركز كفاءات الطاقة بكلية التقنية العليا في أبوظبي، حيث تعمل تقنيات الحوسبة القوية على التنبؤ بمواقع وسلوك أحواض النفط وغيره من المواد الهيدروكربونية، ومتابعتها وإنشاء نماذج محاكاة عنها· فضلا عن مساعدة علماء فيزياء النفط وعلماء الأرض ومهندسي أحواض النفط على تحديد مواقع المواد الهيدروكربونية واستخراجها، ويعد مركز أبوظبي الأول من بين عدة منشآت مخصصة للقضايا والتطبيقات الخاصة بصناعة الطاقة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©