السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نهيان بن مبارك: لدينا كافة المقومات لمواجهة تحديات الأزمة المالية العالمية بنجاح

نهيان بن مبارك: لدينا كافة المقومات لمواجهة تحديات الأزمة المالية العالمية بنجاح
12 مارس 2009 00:04
توقع خبراء اقتصاديون أن يبدأ الاقتصاد العالمي في التعافي تدريجياً خلال النصف الثاني من العام الحالي، موضحين أن منطقة الشرق الأوسط، خاصة بلدان مجلس التعاون الخليجي ستكون الأسرع في التعافي مع تمكنها من تحقيق معدلات نمو إيجابية هذا العام بخلاف مناطق أخرى عديدة ستشهد معدلات نمو سلبية· وأكد خبراء مشاركون في ''المنتدى العالمي لخريجي وارتون''، الذي افتتحه أمس معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس كليات التقنية العليا وتنظمه كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا، في دبي أن منطقة الشرق الأوسط تتطلع إلى حدوث تحول إيجابي في مناخ الاقتصاد العالمي وأن تلعب دورا فاعلا في هذا المجال، خاصة أن المستقبل يتطلب تغييرات هيكلية في ممارسات الاقتصاد العالمي السائدة· وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن المستقبل يتطلب تغييرات هيكلية كبيرة في سياسات وممارسات الاقتصاد العالمي السائدة، مشيراً إلى أنه يجب أن يصاحب هذه التغييرات تطبيق سياسات اجتماعية ملائمة، وترسيخ مبادئ الشفافية والمعايير الأخلاقية، وإتاحة المجال لمشاركة أوسع للأفراد والمؤسسات في كافة الأنشطة الاقتصادية''· وأوضح أن القدرة على الابتكار وفتح آفاق جديدة للمعرفة ومد جسور التواصل عبر الحدود، تعتبر ركيزة أساسية لبناء مستقبل ناجح ومواجهة تحديات الأزمة المالية الراهنة، داعيا إلى ضرورة التركيز على القضايا المهمة والمسائل الجوهرية لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية· وقال معاليه ''إننا في الإمارات متحمسون ومتفائلون بآفاق وفرص التعاون الاقتصادي على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ونتطلع قدماً إلى تحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات الاقتصادية في الأعوام المقبلة''· وتطرق معاليه إلى الدور المحوري الذي تلعبه دولة الإمارات في القضايا الإقليمية والعالمية، على صعيد الأمن والتجارة والاستثمار، فضلاً عن إسهاماتها في مجال الطاقة العالمية، وأضاف: ''إننا لا ندخر جهداً في سبيل تحقيق التكامل الاقتصادي لدول مجلس التعاون الخليجي، والعمل على إعداد قادة الغد الذين سيقودون المسيرة مستقبلاً''· وقال معاليه إن اختيار الإمارات لعقد هذا المؤتمر الذي يقام لأول مرة في الشرق الأوسط هو اعتراف بأهمية الإمارات في أسواق العالم والاقتصاد العالمي، حيث خطت الإمارات خطوات مدروسة على صعيد مشاريع التطور والتنمية بفضل قيادتها الرشيدة · وأكد أن توقيت هذا المؤتمر يأتي في مفترق طرق حيث يشهد الاقتصاد العالمي تحولات كثيرة بسبب معطيات الأزمة المالية العالمية، مشيرا الى أن الإمارات ومنطقة الخليج تلعب دورا محوريا ومؤثرا في اقتصاديات العالم، حيث تمثل منطقة محورية في الشرق الأوسط للتجارة وأصحاب الأعمال وكذلك السياح والمسافرين· وشدد على أن الإمارات تحت قيادتها الرشيدة مصممة على النمو والالتزام بالشفافية فالهدف هو أن تصبح مركزا إقليميا في الاقتصاد العالمي وان تلعب الإمارات دورا فاعلا ورئيسا في القضايا الإقليمية، اذ من المؤكد ان اقتصادنا المحلي سوف يستمر في النمو بمعدلات صحية من خلال الاستثمار بعمق في مشاريع البنية التحتية والعقار والصناعة· وقال ''لدى الإمارات علاقة وطيدة بأسواق آسيا وأفريقيا وجنوب أوروبا ومنطقة الهند كما تتمتع بدرجة عالية من الاستقرار الأمني وكذلك ارتفاع مستوى جودة المعيشة ومعدلات نمو مستقرة في الاقتصاد حيث تمتلك الإمارات سياسة واضحة فيما يتعلق بالتنوع الاقتصادي''· ولفت معاليه إلى أن المؤسسات الحكومية والوطنية في الإمارات، اتخذت العديد من الخطوات الضرورية للتعامل مع الأزمة المالية العالمية الراهنة، وتابع قائلاً: ''تتوفر لدينا كافة المقومات التي تتيح لنا مواجهة هذه التحديات غير المسبوقة بنجاح كبير، واغتنام الفرص المتاحة خلال هذه الأزمة للخروج منها بقوة أكبر وعزيمة أقوى''· وأشار معاليه إلى الدور الفاعل الذي تلعبه دولة الإمارات في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في عموم منطقة الشرق الأوسط، وأضاف: ''تحظى دولة الإمارات اليوم بتقدير واحترام كبيرين بفضل سياساتها الاجتماعية والبيئية الحكيمة، ولطالما أكدنا على أهمية تحقيق السلم والاستقرار في المنطقة، ودور ذلك في تعزيز التعاون الدولي والازدهار الاقتصادي وترسيخ الثقة في السوق''· من جانبه، أوضح توماس روبرتسون عميد ''كلية وارتون''، أن الأزمة المالية تشكل فرصة لتغيير الرؤية حول التحديات الاقتصادية العالمية، والنهوض منها أقوى من ذي قبل، وأضاف: ''لا شك أن كل تباطؤ في الأداء الاقتصادي يعقبه نشاط وازدهار، وما موجة الركود هذه إلا فرصة للابتكار والتحرك نحو اتجاهات جديدة''· فيما توقع أستاذ العلوم المالية في كلية وارتون ومؤلف كتاب الأسهم على المدى البعيد البروفيسور جيريمي سيجيل، أن يتحسن الاقتصاد العالمي خلال النصف الثاني من عام ،2009 موضحاً أن أحد أبرز أسباب الركود الذي يشهده العالم حالياً، يعود إلى قيام المؤسسات المالية بشراء وحيازة وضمان كميات كبيرة من أصول الرهن العقاري الخطرة عبر القروض· وقال سيجيل: خلال تسعينات القرن الماضي التي شاعت فيها الاكتتابات الأولية لشركات الإنترنت، لم تحتفظ الشركات الضامنة للاكتتاب بتلك الأسهم وتحررت منها بسرعة، في حين قررت المؤسسات المالية الإبقاء على السندات المدعومة برهونات عقارية، بوصفها أصولاً جيدة، فارتكبت بذلك خطأً قاتلاً · وبحسب سيجيل، فإن حجم الضرر الذي لحق بالاقتصاد الأميركي أقل مما تعرض له في أوائل الثمانينيات، عندما وصلت معدلات البطالة والتضخم ومعدلات الفائدة إلى مستويات أعلى بكثير مما هي عليه اليوم، كما أن الأسهم، المقيّمة من خلال معدلات السعر إلى الأرباح، قد هبطت إلى حد يمكن أن يجتذب ما يكفي من المستثمرين لانطلاق مرحلة التعافي الاقتصادي قبل نهاية عام ·2009 وأضاف سيجيل: أعتقد أنه بحلول النصف الثاني من العام الحالي، قد تتحسن الظروف بوتيرة أسرع مما هو متوقع · وقال محمد الشايع، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لـ''شركة محمد حمود الشايع''، ورئيس اللجنة المنظمة للمنتدى وأحد خريجي وارتون: ''إن شعار المنتدى 'مفترق طرق نحو تغيير اقتصادي عالمي'، يجسد تطلعنا إلى التحرك باتجاه نحو نظام اقتصادي جديد· وقد أبرزت الأزمة المالية العالمية الحاجة الماسة إلى المزيد من علاقات التعاون والشراكة· ويغطي هذا المنتدى كافة الجوانب الاقتصادية، ويوفر منصة مثالية تتيح لنا إلقاء نظرة شاملة على تداعيات الأزمة، والفرص والحلول التي يمكن اتخاذها لمواجهتها''·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©