الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

‎عودة العنف في مالي

5 أكتوبر 2013 22:11
بعد أيام فحسب من إعلان الحركة الوطنية لتحرير أزواد في مالي انسحابها من وقف لإطلاق النار أبرمته مع الحكومة المنتخبة حديثاً، تبادل جنود ماليون وأعضاء من الحركة المتمردة إطلاق النار في قلب مدينة كيدال بشمال شرق البلاد يوم الأحد الماضي في تصعيد خطير للعنف. وتبادل الجيش والحركة التي تمثل قبائل الطوارق الاتهامات بشأن البادئ بالهجوم. وهذه هي المرة الأولى التي يتقاتل فيها الجانبان بشكل صريح في مدينة مهمة منذ إعلان الحركة انسحابها من اتفاق السلام في واجادوجو، عاصمة بوركينافاسو. فقد ذكرت تقارير وقوع مناوشات في منطقة نائية بالقرب من الحدود المالية الموريتانية في الآونة الأخيرة ولكن إطلاق النار الذي وقع يوم الأحد نشب بالقرب من بنك بالقرب من سوق المدينة. وقال محمد سيسي وهو من سكان كيدال «سمعنا صوت زخات من الرصاص من بندقية آلية فعدنا هاربين إلى المنزل... كان تبادلاً لإطلاق النار بين الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي جاء أفرادها ليهاجموا الجنود الماليين الذين كانوا يحرسون البنك». وأضاف سيسي أنه بعد ذلك بساعات عاد هدوء نسبي على رغم تواتر سماع زخات الرصاص بعد ذلك. وقال عضو مؤسس في الحركة الوطنية لتحرير أزواد إن الجنود الماليين الذين كانوا يحرسون البنك هم من فتحوا النار أولاً على ثلاثة أعضاء من الحركة كانوا يمرون في الطريق. وأضاف «البلدة متوترة للغاية ونحن نستعد لحالة حرب... الأمر معقد ونحن نتابع تطور الأوضاع». ولكن العقيد دايارا كوني المتحدث باسم وزارة الدفاع المالية نفى أن يكون أفراد الجيش المالي هم من بادر بإطلاق النار، وقال إن أفراد الحركة هم من «بدأ بإطلاق النار على جنودنا». وكان مقاتلو الحركة قد وافقوا على البقاء في ثكناتهم في كيدال بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم في يونيو للسماح بإجراء انتخابات الرئاسة في تلك المنطقة النائية من مالي. ولكن الجماعة انسحبت من الاتفاق في الآونة الأخيرة بعد أن اتهمت الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا بعدم احترام شروط الاتفاق المسبق الذي نص على إجراء محادثات سلام في غضون شهرين من تولي الرئيس الجديد السلطة. وفاز «كيتا» بالانتخابات الرئاسية في أغسطس الماضي. وكان الطوارق وجماعات متطرفة تتبنى نهج «القاعدة» يفرضون سيطرتهم على شمال مالي بعد انقلاب عسكري وقع في مارس عام 2012 مما أشاع الفوضى في تلك الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، ثم تقهقر الطوارق العلمانيون من شمال البلاد في وقت لاحق. وبفضل تدخل عسكري بقيادة فرنسية طردت القوات الأجنبية التي ضمت في صفوفها قوات أفريقية بالمتشددين من مدن الإقليم في شمال البلاد في وقت سابق هذا العام. وفي وقت مبكر يوم الأحد أيضاً انفجرت عبوة ناسفة في كيدال بالقرب من مخزن سابق لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. وقال أوبير دو كويفركور المستشار الإعلامي الذي يعمل مع الجيش الفرنسي إن الحادثة وقعت بالقرب من مقر لحركة أزواد. وقال كويفركور«نعتقد أنه حادث عرضي سببه سوء التعامل مع عبوة مواد ناسفة ولكن الملابسات ليست واضحة... الأكيد أنه لم يقتل أو يصب أحدا بجروح من المدنيين أو أفراد الجيش الفرنسي أو قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كيدال». وفي يوم السبت الماضي قتل شخصان على الأقل وأصيب سبعة آخرون بجروح في تومبكتو بعد أن فجر انتحاريون سيارتهم بالقرب من مقر عسكري. ووقع الهجوم أيضاً بالقرب من مسجد جينقري بير الذي أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) ضمن قائمتها لمواقع التراث العالمي. وأدانت إيرينا بوكوفا المدير العام لليونسكو الهجوم الذي أضر كثيراً بالمسجد. وقالت بوكوفا «إن اليونسكو أكثر الآن تصميماً أكثر من أي وقت مضى على مواصلة أعمال إعادة ترميم التراث الثقافي لدولة مالي وحماية مخطوطاتها القديمة». وأثناء سيطرة الجماعات المتشددة على المدن في مالي، دمر أفراد من الجماعات الإسلامية المتشددة غالبية الأضرحة التاريخية في تومبكتو التي تقع على بعد 900 كيلومتر شمالي العاصمة باماكو. وكانت تومبكتو التي أسستها قبائل الطوارق في القرنين الحادي والثاني عشر للميلاد مركزاً ثقافياً إسلامياً ومدينة تجارية مزدهرة في زمن القوافل التجارية البرية. واشتهرت المدينة، بجانب كثرة أضرحة الأولياء فيها، بعشرات الآلاف من المخطوطات التي يعود بعضها إلى القرن الثاني عشر والبعض الآخر إلى ما قبل ذلك، وتمتلك معظمها كبرى عائلات المدينة وتعتبرها من الكنوز الثقافية. وأتلفت الجماعات المتشددة أثناء سيطرتها على المدينة بعضاً من هذه المخطوطات أيضاً. بابا أحمد باماكو - مالي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©