الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل الروس معجبون ببوتين؟

7 مارس 2016 22:19
يتباهى مؤيدو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه يتمتع بمعدلات تأييد شعبي عالية جداً. ولكن ما الذي يعنيه ذلك في الحياة الواقعية؟ هذا هو ما أردتُ اكتشافه عندما رافقت مستطلعة آراء روسية في إحدى عطلات نهاية الأسبوع مؤخراً. فاستطلاعات الرأي هنا تُظهر أن الروس يدعمون بوتين بأغلبية ساحقة، ولكنها تُظهر أيضاً أنهم أكثر سلبية بكثير فيما يتعلق بالسياسيين والمسؤولين البيروقراطيين الذين هم دونه. وهو أمر أكدته خمس ساعات من دق الأبواب واستجواب السكان في مجمع سكني خاص بالطبقة المتوسطة على أطراف موسكو. وقد سعدتُ بالوقوف على هذا التباين في الحياة الواقعية. والواقع أنه كثيراً ما يسألني الناس حول ما إن كان دعم بوتين حقيقياً. وانطباعي الشخصي هو أنه كذلك بالفعل، غير أنه عندما يقول الناس هنا إنهم يدعمون بوتين، فإنهم لا يقصدون بالضبط ما قد يقصده أميركي مثلاً عندما يقول إنه يدعم الرئيس أوباما. فبعد مرور أكثر من ست عشرة سنة على حكمه، ينظر كثير من الروس إلى بوتين باعتباره فوق السياسة، شخصاً لا يمكن التصويت ضده من أجل شغل منصب رسمي. وبالتالي، فعندما تسأل شخصاً عما إن كان يشعر بالرضا عن بوتين، فإن ذلك أشبه بسؤالك إياه عما إن كان يشعر بالرضا عن روسيا. فمن يستطيع قول لا؟ وثمة شاب عمره عشرون عاماً قال لمستطلعة الآراء «ليوبوف كوستيريا» إنه راض تمام الرضا عن بوتين، ولكن عندما وجهت له سؤالًا يحتاج لجواب مفصل حول من هم السياسيون الروس الذين يدعمهم، لم يستطع أن يذكر لها اسماً واحداً. ذلك أنه يعتقد، على ما يبدو، أن بوتين فوق السياسة. هذا في حين قال آخرون إنهم مقتنعون ببوتين ولكنهم تمكنوا من إيجاد طرق أخرى للتعبير عن قلقهم بشأن الاتجاه الذي تسير فيه البلاد. ففي كل مرة، كان الناس يخبرون مستطلعة الآراء بأنهم قلقون بشأن الأمور المعيشية. وتحدث كثيرون عن ضنك عيشهم وتعسر أحوالهم خلال السنين الأخيرة: كيف أنهم لم يعودوا قادرين على أخذ إجازات، وعلى شراء الأدوية، وعلى توفير وسائل راحة صغيرة يتم التنازل عنها اضطراراً بسبب الارتفاع السريع للأسعار وتقلص الأجور. «إن هذا الوضع يذكّرنا بالثمانينيات»، تقول امرأة فتحت لنا باب بيتها وهي تدخن سيجارة، في إشارة إلى عقد ينظر إليه كثير من الروس باعتباره فترة عصيبة تميزت بالفوضى الاقتصادية، والفساد، والفرص الضائعة (يذكر هنا أن وكالة استطلاع الآراء، «المركز الروسي لبحوث الرأي العام» وهو مملوك للدولة، سمحت لي بمرافقة مستطلعة الآراء شريطة ألا أكشف عن هويات الأشخاص الذين تتحدث إليهم). وقالت امرأة إنها «معجبة ببوتين»، مضيفة «أمد الله في عمره وأدام عليه موفور الصحة والعافية، ولكنني قلقة بشأن المستقبل»، قلقة لأنه ليس له خلفاء واضحون، كما تقول. غير أن كثيرين لم يرغبوا في التحدث إلى مستطلعة الآراء البتة، حيث كان بعضهم يصيحون من وراء أبواب بيوتهم المغلقة بأنهم لا يريدون التحدث في السياسة. وبالتالي، فإنه ما من وسيلة لمعرفة ما إن كانت هذه المجموعة من الناس تختلف عن أولئك الذين وافقوا على التحدث مع مستطلعة الآراء. ولكن بعض منتقدي بوتين يقولون إن استطلاعات الرأي تبالغ في تقدير حجم الدعم الذي يحظى به الزعيم الروسي لأن أولئك الذين لا يحبونه يرفضون بكل بساطة المشاركة في استطلاعات الرأي. «إنني لست وطنية وربما لا تريدون التحدث إليَّ»، تقول امرأة في الثانية والثلاثين من عمرها عندما فتحت باب بيتها لنا بقميص أبيض وسروال أزرق. ولكن «كوستيريا» أخبرتها بأنها ستكون سعيدة بالتحدث إليها. فقالت المرأة: «إن الوضع الاقتصادي مزرٍ»، مضيفة أن «البنك المركزي هو الأسوأ على الإطلاق». وأردفت قائلة إنها قلقة من ارتفاع الأسعار، وإنها تعتقد أن الاقتصاد سيزداد سوءاً. كما قالت إنها لا تنوي المشاركة والإدلاء بصوتها في الانتخابات البرلمانية المقبلة، لأنها لا تعتقد أن ذلك سيُحدث فرقاً كبيراً. ولكن عندما سألتها «كوستيريا» عما إن كانت راضية عن بوتين، كان جوابها: نعم! ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©