الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جهود الإمارات تنجح في نقل المها العربي من فئة «المهددة بالانقراض» إلى «الوضع الحرج»

جهود الإمارات تنجح في نقل المها العربي من فئة «المهددة بالانقراض» إلى «الوضع الحرج»
27 يناير 2012
هالة الخياط (أبوظبي) - نجح مشروع إكثار وإعادة توطين المها العربي الذي تنفذه هيئة البيئة بأبوظبي في نقل تصنيف المها العربي من فئة الحيوانات المهددة بالانقراض إلى فئة “الوضع الحرج” وفقا للقائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، حيث تضم دولة الإمارات أربع آلاف رأس من المها العربي. وقالت رزان خليفة المبارك أمين عام هيئة البيئة في أبوظبي إن مبادرة إكثار المها العربي في دولة الإمارات وإعادتها إلى موائلها الطبيعية تعتبر من أنجح قصص المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض، حيث تعد هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي يتحسن فيها وضع حيوان مهدد بالانقراض في القائمة الحمراء بمقدار ثلاث فئات. وأشارت المبارك إلى أن المها العربي بدأت تنقرض من بيئتها الطبيعية عام 1972 نتيجة الصيد الجائر حيث كان يتم اصطيادها للحصول على لحمها وجلدها والخصائص العلاجية التي يتميز بها دمها، وأحيانا كانت تنقرض نظرا لتدهور موائلها الطبيعية. وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، من أوائل الذين تنبهوا في بداية الستينات إلى أن المها العربي أصبح مهددا بالانقراض فأصدر المغفور له توجيهاته لوضع برامج لحماية المها العربي وإكثارها في الأسر لحمايتها من الانقراض ولإعادة توطينها في الطبيعة. ونظمت هيئة البيئة في أبوظبي الأسبوع الماضي ورشة عمل جمعت العديد من الاختصاصيين لوضع خطة وطنية للحفاظ على المها العربي لرفعها رسميا إلى الأمانة العامة للمحافظة على المها العربي والذي سيقوم بدوره في رصد التقدم المحرز في كل دولة من الدول الأعضاء بشأن تنفيذ خطة العمل الخاصة بها. وقالت الدكتورة شيخة الظاهري نائب المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي في الهيئة لـ “الاتحاد” إن تنظيم الورشة جاء لإدراك الهيئة أهمية تنسيق الجهود وجمع كل المبادرات لتأمين مستقبل أفضل للمها العربي في الأسر والبرية. وتهدف ورشة العمل، وفقا للظاهري، إلى تبادل وجمع كل المعلومات المتاحة عن المها العربي في الإمارات العربية المتحدة، وفهم التهديدات والضغوط البيئية التي تواجه المها العربي على الصعيد الوطني، وتوحيد كل الجهود المبذولة من برامج الصون المختلفة في الأسر والبرية على المستوى الوطني في إطار خطة وطنية موحدة تمثل دولة الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى الخروج بخطة عمل وطنية مبنية على قاعدة علمية تقوم بتشجيع التبادل بين المجموعات وتعزيز التنوع الجيني، والتأكد من أن جميع الأهداف والمهام المتفق عليها في خطة وطنية يتم تنفيذها على نحو فعال. ويتواجد حيوان المها العربي في محمية أم الزمول بالمنطقة الغربية التي تبلغ إجمالي مساحتها 9 آلاف كيلومتر مربع، أي ما يساوي تقريباً نفس مساحة دولة لبنان، ويتواجد فيها أكثر من 155 رأساً من المها العربي يتم رصدها بنظام تحديد المواقع والتتبع عبر الأقمار الصناعية. وقالت رزان المبارك إن دولة الإمارات عام 2007 أطلقت مبادرة جديدة وبناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، لإعادة توطين المها العربي حيث بدأت هيئة البيئة في أبوظبي تنفيذ برنامج لإعادة توطين المها العربي تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي بفضل هذه البرامج عادت المئات من المها العربي إلى موائلها الطبيعية في مناطق انتشارها الطبيعي في المنطقة العربية. ويهدف البرنامج إلى إعادة توطين المها العربي من خلال إطلاقها داخل محميات واسعة ضمن المناطق التي كانت تعيش فيها في السابق وتكوين قطعان متنامية قادرة على الاعتماد على ذاتها والتجول بحرية في مواطنها الطبيعية في ظل إدارة فعالة وخطة حماية طويلة الأمد. ولفتت المبارك إلى أن مبادرة إنقاذ المها العربي واجهت عدة تحديات منها ضعف أول حيوانات تعرضوا للإكثار في الأسر، ومع ذلك تكيفت تلك الحيوانات مع البيئة وبدأت تتعايش وتتكاثر. وقالت إن دولة الإمارات العربية المتحدة تنفذ برنامجا للمحافظة على حيوان المها العربي يغطي منطقة الشرق الأوسط ويشمل البحرين، الأردن، المملكة العربية السعودية، الكويت، عُمان، قطر، سوريا واليمن. يشار إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة بدأت في إطار مشروع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ببرنامج إكثار وإعادة توطين المها العربي بوادي رم في الأردن، وتعمل الدولة في مشروعات مشابهة في سوريا والعراق، بهدف تعزيز مبادرات إكثار وإعادة توطين المها العربي في موائلها الطبيعية بالمنطقة. وتعتبر المها العربية من أكبر الثدييات الصحراوية التي تعيش في المنطقة العربية وتمثل جزءا مهماً من التراث العربي على مر التاريخ. وهي تسمى أيضاً بالبقر الوحشي وهي نوع كبير من الظباء يتراوح وزنها ما بين 80 و100 كيلوغرام ويصل ارتفاعها عند الكتف إلى نحو 1.5 متر. وتحمل الذكور والإناث منها قروناً طويلة ومقوسة قليلاً وحادة عند الأطراف تستخدمها كسلاح في مواجهة الأعداء. وعلى الرغم من أن هذا الحيوان يشتهر بقدرته العالية على التحمل إلا أنه لا يستطيع الجري سريعاً ما يجعله فريسة سهلة للصيد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©