الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شرطة دبي تحذر من مبيد حشري ينتج مادة قاتلة

10 أكتوبر 2011 10:09
دبي (الاتحاد) - كشفت شرطة دبي، عن وقوع 20 حالة تسمم، أسفرت عن 5 وفيات منذ بداية العام الجاري، جراء استخدام مبيدات حشرية غير مصرح بها، وتباع بشكل عشوائي في محال البقالة دون رقابة. وحذرت شرطة دبي من المبيد الحشري المعروف علمياً باسم فوسفيد الألمونيوم، والذي يأخذ أسماء تجارية عدة وفقاً لبلد المنشأ منها سيلفوس، ويونايتد فوسفورس، وفوستوكين، وغيرها، لافتة إلى أنه تسبب في قتل عدد من الأشخاص لإطلاقه غاز الفوسفين الذي يتفاعل مع الرطوبة وينتج مادة سامة قاتلة. وأوضحت الشرطة أن هذا الغاز لا يوجد له ترياق لعلاج حالات التسمم الناتجة عن استنشاقه، وخطورته تكمن في سرعة انتشاره دون وعي من الموجودين في المكان، حيث ينتشر في الأجواء ويؤدي إلى كارثة بعد استنشاقه. وقال المقدم أحمد مطر المهيري مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة بالوكالة إن عدداً من القضايا التي انتقل إليها خبراء السموم في الشقق والفلل التي تم رشها بالمبيدات للقضاء على الحشرات أظهرت استخدام مواد غير مسموح بها، فيما كشفت بقية القضايا عن وجود جهل لدى البعض بأضرار المبيدات. ولفت إلى أن العديد من محال البقالة تبيع مبيدات غير مطابقة للمواصفات ذات تركيزات قوية تتسبب في حالات تسمم، قد تؤدي إلى حالات وفاة، خاصة بين الجيران، لأن الشقق التي تم رشها بالمبيد لم يصب أصحابها أحياناً، بل الجيران نتيجة تسرب هذه المبيدات عبر فتحات التهوية، وفتحات أجهزة التكييف للشقق المجاورة. وحذر المهيري من استخدام المبيدات التي تستخدم في مكافحة الآفات الزراعية، وبعض المبيدات مجهولة المصدر التي تباع بعشوائية، منوها بأن بعض هذه المبيدات تباع في الشوارع مع باعة جائلين، وبأسعار رخيصة، موضحاً أن منها مبيدات زراعية يحظر استخدامها في المنازل، لافتاً إلى وجود جهل كبير بين بعض مستخدمي هذه المبيدات، وكذلك العمال الذين يقومون برشها. وطالب المقدم المهيري بضرورة وجود وحدة لفحص السموم تعمل على مدار الساعة بالمستشفيات للقيام بعملية تحليل سريعة لعينات من الأشخاص المصابين للتسمم، وحظر بيع هذه المواد في محال البقالة لضمان عدم تسربها إلى المواد الغذائية. وأشار إلى أن بعض حالات التسمم الناتجة عن المبيدات الحشرية لا تشخص طبياً التشخيص الصحيح، وبالتالي يتم إخراج المصاب من المستشفي بعد علاجه من بعض الأعراض، إلا أنه يتوفى بعد ذلك، لافتاً إلى أن هناك نحو 5 حالات وفاة وقعت هذا العام نتجت عن رش المبيدات الحشرية من بين إجمالي الحالات التي تم الانتقال إليها. وأكد أن دور الأدلة الجنائية عند ورود أي بلاغ بحالة تسمم من هذا النوع هو انتقال خبراء من قسم السموم، ومناوب من قسم مكافحة الحشرات ببلدية دبي لرفع عينات من تلك المواد وتحليلها، وإصدار تقرير بما تحتويه والضرر الناتج عنها، مع إحالة المصاب أو المتوفى إلى الطب الشرعي، وأخذ عينات من الهواء الموجود داخل المكان في حالة عدم وجود آثار لمواد مرشوشة، لأن غالباً المتضررين من هذه المواد هم الجيران، وليسوا أصحاب الشقق أو المنازل التي تم رشها. وبين المهيري أن العديد من حالات الوفاة وقعت لأشخاص يقيمون بجوار الشقة التي تم رشها بمبيدات غير مصرح بها بفعل تسرب الغاز الناتج عن هذه المبيدات عبر توصيلات أجهزة التكييف وفتحات التهوية، مشيراً إلى حالة قام فيها أصحاب الشقة بإغلاق جميع فتحات التهوية حتى يكون المفعول أقوى، في وقت أداروا جهاز التكييف، الأمر الذي نتج عنه توزيع الغاز المنبعث من المبيدات الحشرية على الشقق المجاورة التي كاد أصحابها يلقون حتفهم. وأوضح أنه في قضية ثانية فارق أحد الأشخاص الحياة وعثر على جثته بداخل شقته وحولها عدد كبير من الصراصير النافقة بعد أن كان استغرق في النوم بداخلها عقب استعانته بشركة لرش مادة لقتل الصراصير. من جانبه، أوضح المقدم الخبير خالد السميطي بالإدارة العامة للأدلة الجنائية، وعلم الجريمة قسم الكيمياء الجنائية أن المبيد الحشري والمعروف علمياً باسم فوسفيد الألمونيوم يأخذ أسماء تجارية عدة وفقاً لبلد المنشأ منها سيلفوس، ويونايتد فوسفورس، وفوستوكين، وغيرها، حيث تسبب في قتل عدد من الأشخاص لإطلاقه غاز الفوسفين الذي يتفاعل مع الرطوبة وينتج مادة سامة قاتلة. وأشار السميطي إلى أن هذا الغاز لا يوجد له ترياق لعلاج حالات التسمم الناتجة عن استنشاقه، وخطورته تكمن في سرعة انتشاره دون وعي من الموجودين في المكان، حيث ينتشر في الأجواء غاز الفوسفين ويؤدي إلى كارثة بعد استنشاقه، مضيفاً أن هذا الغاز عديم الرائحة، إلا أن الشركات المصنعة أضافت له روائح كريهة للدلالة علي انتشاره مفعوله القوي. وقال السميطي إن هذا الغاز يستخدم عادة في تبخير الحبوب ومكافحة الآفات الزراعية، وفي المستودعات وصوامع الغلال لحمايتها من الآفات، ولا يتم استخدامه إلا بعد إجراءات احترازية ووقائية صارمة وتحت إشراف مختصين مدربين، لافتاً إلى أن انتشاره يبدأ بعد ساعتين إلى أربع ساعات من رشه، مبيناً أنه يتفاعل مع المعادن، والنحاس، والفضة، ويسبب تآكلها، موجهاً بضرورة إبعاده عن أي صناديق تحوي أغذية سواء للإنسان أو الحيوان. وأوضح أن أعراض التسمم بهذا الغاز تتمثل في شعور المصاب بإعياء ونعاس خفيف، وغثيان وألم في المعدة، ورغبة في التقيؤ وإسهال وعطش، ودوار وفتور، حرقان في المعدة، مع زيادة اضطرابات القلب وضيق بالنفس، كما يحدث للمصاب نوبة اختناق وغيبوبة يفقد على إثرها الوعي، لافتاً إلى أن المصاب يتوجه إلى المستشفى ويتم إسعافه من قبل الطبيب المناوب على أنه مصاب بحالة تسمم عادية، ثم يفارق الحياة بعد ذلك. ولفت السميطي إلى أن امرأة أوروبية عندما اشتمت رائحة المبيد قادمة من شقة الجيران قامت بجلب العبوات الفارغة إلى الإدارة، نظراً لظهور علامات التسمم على ابنيها وتم اتخاذ الإجراء اللازم وإنقاذهما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©