مشهد الخضرة الذي يلف أبوظبي يبعث في النفس الراحة والسكينة، فما أجمل أن تتزين الطرق بالأشجار، التي تساهم في تخفيف الحرارة، وتنظيف الهواء من أكسيد الكربون.
المنظر الذي يزعجنا أن ترى تلك الأشجار تغتال واحدة بعد أخرى مع كل إصلاح أو إنشاء شارع جديد، فأين تلك الأشجار في شوارع أبوظبي، وجولة قصيرة في أبوظبي تجعلنا نشعر بأن الزحف الإسمنتي في اجتاح الخضرة، وكلنا خوف من أن يستمر الزحف العمراني على حساب الخضرة في بلدنا الإمارات التي تحولت بفضل جهود الراحل المغفور له بإذنه تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والقيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ولأننا اعتدنا أن نستمتع بالبساط الأخضر في بدنا خصوصاً في أبوظبي، نتمنى أن يتوقف الزحف العمراني على البساط الأخضر، وأن نرى لكل بناية حديقة تحيط بها، وكل مبنى سواء أكان مشفى، أو مبنى سكنياً، أو تجارياً، وأن نحافظ على بساطنا الأخضر، وأن تزيد رقعته، لا أن تلتهم الأبراج والبنايات الأشجار والخضار، وإن كنا نفخر بتقدمنا العمراني، فإننا نفخر بأننا من البلدان التي حولت الصحراء إلى واحة خضراء.
بعض الدول المتقدمة تحتفل بأشجارها المعمرة، كما تحتفل بالمشاهير الذين لهم تاريخ وأياد بيضاء في سجل تلك الدول، باحتفالات رسمية، لما للشجرة من قيمة كبيرة في حياة الأفراد وفي أبوظبي كنوز من الخضرة يجب المحافظة عليها، بل وتأريخها، وتسجيلها، يكفي أن بعضها يكفينا حر الشمس اللاهبة.
راشد حسين - أبوظبي
عدد اليوم
