الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شابة مواطنة تنسج من خيالها قصة علمية حول «سكري الأطفال»

شابة مواطنة تنسج من خيالها قصة علمية حول «سكري الأطفال»
9 أكتوبر 2011 15:02
عائشة الحجري شابة مواطنة لم تتجاوز الثالثة والعشرين من عمرها، تخرجت حديثا في كلية الآداب والعلوم بجامعة زايد، حيث تخصصت في العلوم الصحية والتغذية، ونظراً لأنها تمتلك موهبة في الرسم، فقد مزجت بينه وموضوع ذي صلة بدراستها، ألا وهو مرض السكري عند الأطفال، وذلك عبر تأليفها قصة علمية تتضمن حقائق حول مرض السكري، رسمت شخصياتها بنفسها ومن وحي خيالها لتقدم عملاً فنياً مبتكراً يستفاد منه في توعية طلبة المدارس بمخاطر المرض وكيفية الوقاية منه. لم يكن لدى عائشة الحجري أي ميول لدراسة تخصص العلوم الصحية والتغذية، ففي السنوات الأولى في الجامعة كانت تفضل أن تختار دراسة المحاسبة أو إدارة الأعمال، لأنهما سيضمنان لها الوظيفة بعد التخرج، لكن بعد تصفحها كتيب الجامعة، والمرور على كل التخصصات وتحدثها مع الطالبات اللواتي درسن هذا التخصص أحببته، وعلمت أنها ستستفيد منه من ناحية تغيير السلوك الغذائي لحياتها نحو الأفضل، بالإضافة إلى أنها منذ أن كانت صغيرة كانت تتمنى أن تكون وظيفتها ذات علاقة بمساعدة الآخرين. تأثر بالقصص عن بدايات موهبتها في الرسم ومدى تأثرها بالقصص منذ صغرها، تقول الحجري «بدأت هذه الموهبة قبل دخولي للجامعة، فأنا منذ صغري أحب متابعة الرسوم اليابانية (الأنمي) وقراءة القصص المصورة (manga)، حيث كنت أستوحي منها الشخصيات الكرتونية التي أرسمها، إلى جانب تعبيري بالرسم عن مواقف مضحكة مررت بها في حياتي وأوزعها على زميلاتي من باب الفكاهة، وقد كنت أستخدم الألوان المائية والزيتية، وأقلام الفحم والطباشير والألوان الخشبية، وعبر دراستي في الجامعة بدأت أرسم مواضيع متعلقة بدارستي، كأن أحاول تسهيل الحفظ على نفسي بالاستعانة بالرسم». وتضيف «بما أنني أمارس الرسم عموماً على اللوحات والورق إلا أن ظهور تقنيات حديثة في الرسم، مثل الرسم على الكمبيوتر، جعلني أتجه نحوها بصفتها تقنيات تجعل الرسم أسهل، مثل استخدام لوح الرسم (tablet)، حيث شرعت مؤخراً في تعلم هذا النوع من الرسم دون الاستغناء عن الطرق التقليدية في الرسم، وقد أضفت إلى ذلك برنامج الفوتوشوب الذي بدأت بتعلمه لما لمست له من أثر في منح رسوماتي لمسة جميلة ومميزة». ومزجت الحجري بين موهبتها في الرسم ومشروع تخرجها من الجامعة، حيث ألفت ورسمت قصة تتعلق بمرض السكري أسمتها «وراء مرض السكري». في السياق ذاته، تقول «أتتني هذه الفكرة خلال دراستي لإحدى المواد، فأنا غالباً ما كنت أبحث عن أسهل طريقة لحفظ المعلومات، لذا بدأت برسم أي موضوع أجده صعباً أو معقداً، مثال على ذلك مراحل هضم الكربوهيدرات في الجسم، فقد كنت أرسم جسم الإنسان وثم أركز نقاط هضم الكربوهيدرات بألوان مختلفة، فقلت لنفسي لم لا أستفيد من موهبتي في عمل مشروع للتخرج، وفعلا قمت بتأليف قصة علمية ورسم شخصياتها، وشرحت من خلالها دور الهرمونات في تنظيم مستوى السكر في الدم، بالإضافة إلى شرح مبسط لمرض السكري النوع الأول والثاني». البعد عن التعقيد توضح الحجري أنها استهدفت من خلال قصتها الطالبات في المرحلة الإعدادية والأول الثانوي، حيث أرادت أن توصل لهن مفهوم مرض السكري والهرمونات بشكل أسهل وبعيداً عن التعقيد وداخل إطار فكاهي يجذبهن للموضوع العلمي، ما يسهل عليهن حفظه، مشيرة إلى أنها اختبرت ذلك بنفسها عبر زيارتها لإحدى المدارس وتقسيمها لطالبات هذه الصفوف إلى مجموعتين: المجموعة الأولى استلمت القصة، والمجموعة الثانية استلمت مقالاً عادياً يتحدث عن الهرمونات ومرض السكري، وبعد فترة زمنية معنية قامت بجمع القصة والمقال ووزعت امتحاناً بسيطاً لتقييم فهمن، فاتضح لها أن الطالبات اللواتي حصلن على القصة حصدن درجات أعلى ممن أخذن المقال العادي. وتستعرض الحجري طبيعة مرض السكري قبل أن تعرج على قصتها لتكون الصورة واضحة حول الفكرة التي أرادت تجسيدها على لسان شخصياتها المبتكرة. فتقول «السكري عند الأطفال أو ما يعرف بالنوع الأول هو عبارة عن عدم قدرة الطفل على تنظيم مستويات السكر في الدم نتيجة دمار الخلايا البنكرياسية المنتجة لهرمون الأنسولين (خلايا بيتا)، والذي بدوره يعمل على تخفيض مستوى السكر في الدم بعد ارتفاعه، والذي يكون غالباً بعد تناول أي وجبة. والمسؤول عن تدمير الخلايا البنكرياسية هو جهاز المناعة، لذا مرض السكري النوع الأول يعرف (autoimmune diseases) بمعنى أن جهاز المناعة يقوم بالهجوم على أعضاء الجسم نفسه بدل من أن يهاجم الأجسام الغريبة، ولا يوجد سبب واضح وراء حدوث مثل هذه الطفرة، لكن هناك عوامل قد تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض مثل عوامل بيئية (فيروس أو تسمم)، أو عوامل جينية، وتكون حقن الأنسولين العلاج الملائم في حالة مرض السكري النوع الأول بحيث يعتمد عليها تماماً». شخصيات الحكاية في الجزء الأول من القصة ركزت الحجري، على هرموني الأنسولين والجلوكاجون، اللذين لهما الهدف نفسه وهو تنظيم مستوى السكر في الدم، لذا جعلتهما أخوين في القصة. إلى ذلك، تقول «طبعا كأي أخوين في أي عائلة فهناك أوقات يتشاجران فيها، أيضاً الأنسولين والجلوكاجون برغم من أن هدفهما واحد إلا أن وظائفهما الأساسية تختلف، فالأنسولين يخفض مستوى السكر في الدم على عكس الجلوكاجون الذي يقوم برفع مستوى السكر في الدم. وهناك شخصيات أخرى في القصة، مثل التفاحة وهي الشخصية المعلمة التي تشرح تفاصيل القصة من بدايتها إلى النهاية، والشخصية الثانية الجلوكوز أو السكر أثناء وجوده في الدم وشخصية ثانوية في آخر القصة وهي الدهون». وتلفت الحجري إلى أن السيناريو الذي ألفته للقصة كان باللغة العامية المحلية المحكية وباللغة الإنجليزية أيضا، بالإضافة إلى أنها استوحت رسومات شخصيات القصة من رسوم متحركة يابانية كانت تتابعها، أما بالنسبة لمعلومات الحوار فمعظمها معلومات علمية من الكتاب الجامعي، أما طريقة الحوار بين الشخصيات فقد استوحته من تجربتها الشخصية. وتقول الحجري إن سبب تخصيص قصتها للسكري عند الأطفال يرجع لأسلوبها في رواية القصة، وكذلك تأليفها، حيث كانا يجذبان الأطفال أكثر نظراً لحبها الكبير لهم وللتعامل معهم، ولأنها أم وتخاف على ابنها من هذا المرض، خصوصاً أنها تعرف استهداف هذا المرض للأطفال لذا لا بد من توعيتهم وإخبارهم بمفهوم مرض السكري، خصوصاً إذا كانوا مصابين حتى نبعد عنهم الخوف والقلق على حياتهم ونضيف بهجة في نفوسهم، فمن خلال تجربتها الخاصة مع أخيها الصغير، الذي أصابه مرض السكري منذ 5 سنوات، أدركت أن إصابة فرد بمرض السكري يشكل صدمة كبيرة لبقية أفراد العائلة وللفرد المصاب نفسه، بالإضافة إلى أن مرض السكري من الأمراض الشائعة في المجتمع الإماراتي، ونسبة المصابين به تزداد سنة بعد أخرى. مراحل الإنجاز تذكر الحجري المراحل التي مرت بها قصتها حتى رأت النور، موضحة أنها ليست المرة الأولى التي تؤلف فيها قصة، لكنها المرة الأولى التي تنشر لها قصة. وتقول «المرحلة الأولى كانت مرحلة ابتكار الشخصيات وهي مرحلة مسلية بالنسبة لي، لأن معظمها كان يتمحور حول الرسم، تلتها مرحلة تصميم القصة واستخدام برنامج فوتوشوب وتلوينها، وأعتقد أن هذه أصعب مرحلة لعدم وجود خبرة سابقة لدي في استخدام الفوتوشوب، لكنني تغلبت على ذلك عبر مشاهدة دروس عنه على اليوتيوب، وفي المرحلة الثالثة استخرجت معلومات عن مرض السكري سواء من الكتب الجامعية أو من الإنترنت، وفي المرحلة الرابعة كتبت الحوار وصممت الغلاف، ومن ثم طبعت القصة في إحدى شركات الطباعة لمائة نسخة وذلك بمساعدة والدي». وتكاد تجزم الحجري بأن فكرة قصتها فريدة من نوعها، سواء من ناحية الأسلوب والتحدث باللهجة العامية عن مرض السكري، مؤكدة أنها لم تحاول البحث عن أي قصة قد تكون لها سمات مشتركة مع القصة التي قامت بتأليفها في غضون شهرين. وحول عدم استعانتها برسم شخصيات كرتونية مشهورة في قصتها، تقول إنها ترفض إدخال شخصيات أجنبية في القصص التي تؤلفها، وتفضل رسم شخصيات تستوحيها من شخصيتها ومن أفكارها الخاصة، واصفة أن ابتكارها للشخصيات الجديدة أمر مسل، وفيه تحد، وأفضل من إدخال أفكار وتصاميم لأشخاص آخرين، بالإضافة إلى حاجتها إلى شخصيات مبسطة لا تكون خارجة عن المضمون. نوعية الطعام حول مدى تأثير نوعية الطعام الذي يتناوله الطفل السليم بإصابته بمرض السكري، تقول الحجري إنه لا يوجد أسباب أو أغذية تسهم في الإصابة بالسكري من النوع الأول. أما بالنسبة للنوع الثاني فقد تبين أن له علاقة كبيرة بالسمنة والدهون المتراكمة في منطقة الخصر وهي عادة ما تحدث في الأشخاص الأكبر سناً، ولكن هذا لا يعد مانعاً من أن الأطفال قد يصابون بالنوع الثاني، لذا يفضل اتباع النظام الغذائي الصحي لتجنب الإصابة به. وتضيف «سيكون من الأفضل لو وجدت في كل المدارس أخصائيات تغذية يتابعن النظام الغذائي للطفل أو للطالب حين وجوده في المدرسة. أيضاً ستسهم الأخصائية في تثقيف الطلاب والأمهات حول النظام الغذائي السليم، وذلك من خلال الاجتماع بهم مرة في الأسبوع أو في الشهر». وترسل الحجري رسالة لكل أم لديها طفل سليم أو مصاب بالسكري مفادها أنه «من الصعب تغيير مسار طفلك الغذائي وجعله يتبع نظاما غذائياً صحياً، لكن من أجل سلامته ومن أجل الحفاظ على صحته يجب التحلي بالصبر ومتابعته سواء كان في المنزل أو خارجه، اعطي المجال لطفلك لمساعدتك في إعداد الأطعمة الصحية في المنزل، وابدئي باستبدال الأطباق غير الصحية بأطباق صحية تفتح الشهية الطفل. كما أن اتباع النظام الغذاء الصحي لن يكون كاملاً من دون ممارسة الرياضة، وذلك بتوفير الألعاب والدراجات الهوائية للطفل». وحول طموحات الحجري في التأليف، تؤكد أنها لن تتوقف، خصوصاً، بعد نجاح قصتها العلمية، إذ تؤكد أنها ستؤلف قصة عن مرض سرطان الثدي لدى النساء والأمراض المرتبطة بالكبد قريباً.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©