السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أوباما: أميركا تنهي حرب أفغانستان بمسؤولية

أوباما: أميركا تنهي حرب أفغانستان بمسؤولية
8 أكتوبر 2011 00:45
حيا الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس “تضحية” الجنود الذين حاربوا في افغانستان منذ اندلاع هذه الحرب قبل عشر سنوات، مؤكدا أن الولايات المتحدة تنهي عملياتها القتالية في أفغانستان والعراق “بطريقة مسؤولة”. فيما أقر الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بأن حكومته وقوات حلف الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة أخفقا في توفير الأمن للأفغان، وذلك في مقابلة مع “بي بي سي” في الذكرى العاشرة لبدء الحرب في البلد المضطرب. وقال في مقتطفات مقابلة بثتها “بي بي سي” “لقد أخفقنا بشكل كبير في توفير الأمن للشعب الأفغاني، وهذا أكبر عيب من عيوب حكومتنا وشركائها الدوليين”. وأضاف “ما يجب أن نفعله هو أن نوفر بيئة أمنية أفضل للمواطنين الأفغان وأن المجتمع الدولي والحكومة الأفغانية فشلوا بالتأكيد في القيام بذلك”. وقال كرزاي الذي تولى الرئاسة عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لبلاده في أواخر 2001 إن تمرد طالبان لا يمكن هزيمته إلا إذا تم القضاء على مخابئ الحركة المتمردة في باكستان. وأضاف إن “مشكلة المخابئ في باكستان لن تزول إلا إذا تعاونت حكومة باكستان مع أفغانستان، وتعاون المجتمع الدولي بطريقة مفيدة وفعالة من أجل إزالتها”. وقال اوباما في بيان “قبل عشر سنوات من اليوم وردا على اعتداءات 11 سبتمبر دخل بلدنا في حرب ضد القاعدة ونظام طالبان حاميها في أفغانستان”. وأضاف “ميشال (زوجته) وأنا ننضم إلى كل الأميركيين في تحية أكثر من نصف مليون رجل وامرأة خدموا بشجاعة في أفغانستان لكي يبقى بلدنا في أمان”. وتابع اوباما “نحن نحيي ذكرى نحو 1800 وطني أميركي والكثير من شركائنا في التحالف (الدولي) ومن الأفغان الذين ضحوا بأنفسهم في أفغانستان من أجل أمننا وحريتنا المشتركة”. وقال “بعد عقد صعب فإننا نضع حاليا بطريقة مسؤولة حدا لحربين اليوم (في أفغانستان والعراق) من موقع قوة”. وأكد الرئيس الأميركي “إننا الآن أقرب لهزيمة القاعدة وشبكتها القاتلة من أي وقت مضى” بعد مقتل زعيمها أسامة بن لادن في هجوم شنته وحدة كوماندوس أميركية في باكستان مطلع مايو الماضي، وأضاف “رغم الصعوبات الجسيمة التي ما زالت قائمة في أفغانستان، فإننا أخرجنا طالبان من معاقلهم الرئيسية وقوات الأمن الأفغانية تتعزز والأفغان أصبحت لديهم فرص جديدة لتحديد مستقبلهم”. وأحيت أفغانستان أمس الذكرى العاشرة للاجتياح الذي شنه الائتلاف الدولي للبلاد وأطاح بنظام طالبان، لتبدأ بعد ذلك حرب مستمرة منذ عشر سنوات أسفرت عن مقتل الآلاف وكلفت مئات مليارات الدولارات. وفي غضون أسابيع انهار نظام طالبان تحت ضربات عملية “الحرية الدائمة” التي شنها التحالف. وفر مقاتلوه، وخرج الأفغان من منازلهم للاحتفال بانهيار واحد من أكثر الأنظمة قمعا في العصر الحديث. ويخشى بعض الخبراء من أن تسير أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية المقرر في نهاية 2014 نحو حرب أهلية تشبه تلك التي دارت في الأعوام من 1992 حتى 1996 والتي أدت إلى مقتل وتشريد الآلاف. وبعد أن حولت الولايات المتحدة أنظارها إلى العراق وأرسلت عشرات آلاف القوات إلى هناك وخصصت مليارات الدولارات للإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين, بدأت حركة طالبان في التحول من مجموعة من المتمردين إلى مليشيا منضبطة قوية. وبعد عشر سنوات، يرى مسؤولون أميركيون أن التسوية السياسية مع الشعب الذي تعرض للقصف الأميركي هي الحل لإنهاء واحدة من أطول الحروب في تاريخ الولايات المتحدة والتي أصبحت أطول من المغامرة السوفياتية الفاشلة في أفغانستان والتي استمرت عشر سنوات. وألقى ستانلي ماكريستال الذي شغل منصب قائد القوات في أفغانستان إلى حين إقالته عام 2010، كلمة عشية الذكرى قال فيها إن المهمة التي يقوم بها حلف الأطلسي “قطعت أكثر بقليل من نصف الطريق” لتحقيق أهدافها العسكرية. وقال “لم نكن نعرف بما فيه الكفاية، ولا زلنا لا نعرف الكفاية” مضيفا أن الولايات المتحدة وحلفاءها “لديهم فكرة مبسطة بشكل مخيف” عن التاريخ القريب. وفي أفغانستان مرت الذكرى دون أية احتفالات رسمية سواء من الحكومة أو من حلف الأطلسي، بينما كان هذا اليوم بالنسبة للجنود المائة والأربعين ألفا على الجبهة يوما عاديا. وفي كابول قال مسؤولون إنهم يعززون الإجراءات الأمنية تحسبا لأية هجمات لطالبان كتلك التي هزت العاصمة كابول مؤخرا. وتحدث العديد من الأفغان الذي رحبوا بالمكاسب الكبيرة التي تحققت في مجالي محو الأمية والصحة خلال السنوات العشر الماضية، عما عنته الحرب لبلادهم والتأثيرات المحتملة للانسحاب التدريجي المقرر أن تستكمله القوات الأجنبية بحلول عام 2014. وحفيظ الله احمدي (33 عاما) الذي يتقن اللغة الإنكليزية، هو أحد المستفيدين من نهاية “عصر طالبان المظلم”، ويعمل مترجما. وقال حفيظ الله “عندما جاءت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى أفغانستان انتهت الحرب وعمليات القتل، وأصبح الناس قادرين على الحصول على كل ما يريدوه، بينما لم يكونوا يستطيعون ذلك في عهد طالبان”. إلا أن الذكرى العاشرة لبدء الحرب تبرز العداء للقوات الغربية والغضب من وقوع آلاف الضحايا المدنيين ومن الفساد في حكومة الرئيس حميد كرزاي المدعمة من الولايات المتحدة وحلفائها. وقال خان آغا (30 عاما) وهو بائع متجول “سنكون مسرورين بانسحاب الأميركيين .. وكل شيء سيعود إلى طبيعته”. وأضاف أن “الولايات المتحدة وحلفاءها لم يفعلوا خيرا عندما غزوا البلاد. ورغم كل الصعوبات، كنا ننعم بالأمن في عهد طالبان”.
المصدر: كابول، واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©