السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بيت العود بأبوظبي يشهد تخرّج عازفيْن من اليمن والسودان

بيت العود بأبوظبي يشهد تخرّج عازفيْن من اليمن والسودان
25 يناير 2013 20:41
تشكل الموسيقى مجالاً من أرقى الفنون في تاريخ الشعوب التي تعتز بحضارتها وتراثها الثقافي، وبيت العود العربي في أبوظبي لم يعد معهداً موسيقياً محدوداً يقتصر على طلبة الإمارات، بل اتسع حتى احتضن مواهب من دول الخليج العربي وامتد عطاؤه إلى بلدان عربية أخرى. وقد شهد المعهد مساء أمس الأول الخميس، تخرج العازفين محمد سعيد دحي من اليمن ومازن الباقر من السودان، ومهارة هذين العازفين أهلتهما للحصول على درجة التميز في علوم وفنون مدارس العود المتنوعة على يد الأستاذ أحمد حميد وإشراف ومتابعة نصير شمة مدير بيت العود، الذي أنشأته هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ويعد من أهم المعاهد الموسيقية في العالم العربي. فاطمة عطفة (أبوظبي) - بدأ الحفل بكلمة رحب فيها مدير المعهد بالأساتذة، وليد فايد من مصر، صادق جعفر من العراق، نشوان طلال - أعضاء لجنة التحكيم، والدكتور حبيب غلوم مدير إدارة الأنشطة في وزارة الثقافة، إلى جانب جمهور الحضور، وبعدها أخذ العازفان مكانهما ليقدما في مستهل الحفل مقطوعة مشتركة، ثم واصل كل منهما عزف المقطوعات المقررة له في برنامج التخرج. «باب توما» كانت «باب توما» أولى المقطوعات الموسيقية التي عزفها محمد سعيد دحي، وهي من تأليف نصير شمة، وتلاها بعزف خمس مقطوعات متنوعة لكل من خالد محمد علي، سلطان عبد العزيز، جميل بشير، واختتم الفنان برنامجه برباعية الخيام مع رياض السنباطي. واستهل العازف مازن الباقر برنامجه بمقطوعة من التراث السوداني، ثم تابع بقية الفقرات المقررة في برنامج التخرج فعزف ثلاث مقطوعات من تأليف نصير شمة، تخللها ثلاث مقطوعات أخرى لكل من شريف محيي الدين حيدر، سيد مكاوي، سعدي شلاي. وكان ختام الحفل مقطوعة جديدة لنصير شمة بعنوان «لونكا ليل» قدمها العازفان بأداء مشترك وسط ترحيب وإعجاب جمهور بيت العود. بيت للعود بماليزيا من الأخبار الجديدة والسارة في هذه السهرة الموسيقية افتتاح بيت للعود في ماليزيا، هذا ما أعلنه الموسيقار العراقي نصير شمة في كلمته، وأضاف أن الهدف الذي نشأ من أجله بيت العود في أبوظبي هو أن يكون مركزا موسيقيا يغطي مساحة الخليج العربي كله، لكن مجال المركز امتد إلى بلدان عربية أخرى حتى وصل إلى جنوب شرق آسيا. وأشار شمة إلى أن غياب العود من الأغنية الحديثة، هو سبب الإسفاف الذي أصيبت به الأغنية العربية وجعل هذه الآلة الشرقية الراقية تنأى عن المشاركة في موسيقى الأغنية العربية. موضحاً فخره واعتزازه بأن يكون في أبوظبي مثل هذا المعهد الذي يحتفي بالعود، هذه الآلة التراثية العريقة، وأن يكون مركز رعاية وانطلاق للمواهب الشابة من أبناء الإمارات في هذا الفن الأصيل الراقي لموسيقى العود. أبوظبي أرض الأحلام وفي لقاء مع العازف محمد سعيد دحي من اليمن، وهو طالب في كلية العلوم قسم الجيولوجيا اختصاص بترول ومياه، حدثنا عن هوايته الفنية قائلا: «لقد بدأت معي في عام 1996 وكانت عن طريق المصادفة، حيث إن أخي خريج المعهد العالي للموسيقى في مصر، وفي يوم من الأيام جلب معه العود للمنزل وتركه فتعلقت بالعود منذ ذلك اليوم، حيث إن حب الفن أصيل في العائلة فقد كان جدي صاحب صوت جميل وهو مغن معروف في ساحل حضرموت وكان يجيد فن الدان الحضرمي. وأنا أتابع الدراسة هنا باهتمام كبير، خصوصا بعد تخرجي، وعندي أمل بأن أكون مدرسا في بيت العود. طبعا لا يوجد شيء سهل في الحياة، وأنا عندما عرفت أنهم فتحوا بيت العود في أبوظبي عام 2007 بادرت إلى التسجيل والدراسة، وطوال هذه الفترة وأنا أتابع التدريب معهم، وأنا مسرور بتأهلي للتخرج اليوم وسيكون نجاحي وتخرجي فرحة جميلة لي ولأهلي الحاضرين في هذا الحفل. وبكل الفخر والمحبة أشعر أن أبوظبي هي أرض الأحلام، وأنا حققت حلمي في أبوظبي». السلم الخماسي كان اللقاء الجميل الآخر مع العازف مازن محمد الباقر من السودان الذي سيتخرج من كلية الطب هذا العام، وقد أخبرنا عن محبته لآلة العود والموسيقى الشرقية منذ الصغر، وأضاف قائلا: «العود آلة غير محدودة وممكن أن يعزف عليه كافة الألوان وبالذات في السلم الخماسي، وهو سلم سوداني. وقد لعب العود دورا هاما في مرحلة أساسية جدا في تلحين أعظم الأغاني من التراث السوداني وكان للعود مكانة كبيرة في الموسيقى السودانية. طبعا القصة مختلفة قليلا عن العراق، فالمعروف أن بغداد إحدى مدارس العود المشهورة وإلى جانبها المدرسة الشرقية في مصر، بالإضافة إلى المدرسة التركية، وهذه هي مدارس العود المعروفة. ومن المؤكد أنه لدينا في السودان مدرسة بسلالمنا وتماريننا ومناهجنا الخاصة بآلة العود، لكن لكل مدرسة خصائص تميزها عن المدارس الأخرى. فالمدرسة السودانية تختلف عن تلك المدارس لأن السلم الموسيقي المستخدم فيها هو السلم الخماسي، وهو مختلف تماما عن السلم السباعي المستخدم في مصر أو العراق أو تركيا، وكذلك تختلف الإيقاعات السودانية عن الإيقاعات الأخرى. «إشراق» فرقة سودانية يقول العازف السوداني مازن محمد الباقر: بالنسبة لي أسست أول فرقة وطنية متخصصة بالموسيقى الشرقية في السودان، أسستها بعنوان «إشراق». وأنا حاولت أن أستفيد من دراستي للموسيقى الشرقية وأطور بها وأن أضع لونا جديدا ولمسات خاصة بها، بالإضافة إلى أنه لدي مؤلفات كثيرة على الصعيد الشرقي، والآن أنا بصدد تقديم ألبوم جديد من مؤلفاتي. موضحاً أن الموسيقى ترهف الأحاسيس وترتقي بالذائقة الفنية، وأنا أظن أنه يجب على الجميع دراستها، وأنه يجب أن يكون في كل منزل آلة موسيقية»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©