الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات شريك مهم في دعم الأمن والسلم الدوليين

الإمارات شريك مهم في دعم الأمن والسلم الدوليين
21 أكتوبر 2014 10:30
أحمد عبدالعزيز (أبوظبي) - أكد السفير سورين داكاور الأمين العام المساعد بحلف «الناتو» لشؤون التحديات الأمنية الناشئة، أهمية دور الإمارات في دعم الأمن والسلم الدوليين علاوة على جهودها البارزة في مكافحة الإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط، مشيداً بمبادرة الدولة للتحرك الدولي لمواجهة خطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» في المنطقة، مشدداً على أن حلف الناتو يدعم الائتلاف الدولي الذي يوجه ضربات هذا التنظيم الإرهابي. وقال السفير داكاور في حوار خاص مع «الاتحاد» على هامش محاضرة تم تنظيمها في مقر جامعة نيويورك أبوظبي بالسعديات: «إن دولة الإمارات لها جهود عديدة وبارزة في مكافحة الأخطار التي تنجم عن الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من التوترات في بقع عديدة». ووصف دور الدولة في دعم الأمن والسلم الدوليين بـ«المهم»، مستندا إلى الشراكة القوية بين الحلف وبين الدولة التي تمتد على مدار عشر سنوات مضت، أظهرت فيها الدولة عمق الرؤية الاستراتيجية لمواجهة الأخطار المحتملة. وأضاف، أن العلاقة بدأت مع الإمارات منذ مبادرة اسطنبول والتي ضمت دولاً عديدة في المنطقة منها الكويت والبحرين وقطر، وركزت على الحوار على الصعيد السياسي، مشيراً إلى أن خبرته السابقة حيث شغل وظيفته في مجلس شمال الأطلنطي والتي تطلبت منه القيام بالعديد من الزيارات لدولة الإمارات ولدول عدة في المنطقة في إطار هذه المبادرة. وأشار إلى أن التعاون مع الإمارات تعدى الحوارات واللقاءات، وشمل العمليات مع قوات حفظ السلام في أفغانستان والتي عرفت باسم «آيساف» والتي بدأت منذ سنوات وفي ليبيا في 2012 والتي كانت محل تقدير من حلف «الناتو». ولفت إلى أن التعاون مع الإمارات على صعيد العمليات جاء بعد مزيد من التفاهم بين الحلف ودولة الإمارات وذلك من خلال العديد من جلسات التحاور وتبادل المناقشات السياسية بين المسؤولين من الجانبين ما خلق حالة من التوافقية والتي انعكست إيجابا على صعيد العمل على توفير الأمن والسلم الدوليين. وأوضح أن حلف «الناتو» واصل مؤخرا تأكيده ودعمه لهذه التعاون مع الإمارات خلال القمة الأخيرة في ويلز والتي تم إطلاق مبادرة «القدرة الدفاعية» وتهدف إلى تدعيم وبناء القدرات من التعليم وتقنيات الدفاع الحديثة والتدريب. الائتلاف الدولي أكد السفير داكاور أهمية اجتماعات وزراء الدفاع في ويلز التي ضمت الحلفاء والشركاء ومنهم دولة الإمارات، ما وفر فرصة أخرى للحوار والتفهم للقضايا الراهنة على الصعيد العالمي والفرص المستقبلية لزيادة هذا التعاون في مجال الدفاع. وشدد على أن حلف الناتو يدعم «بقوة» جهود وتحركات الائتلاف الدولي لمواجهة خطر «داعش» حيث إن هذا الائتلاف قد نجح في جمع عدد من الحلفاء ودول مختلفة في المنطقة لمواجهة هذا الخطر. وأضاف أن الحلف يستخدم الحوار السياسي لتبادل تقييم الأوضاع والتهديدات الإرهابية علاوة على بناء القدرات ودعم التدريب والتعليم وجمع كل هذه العوامل بين شركائنا لمزيد من التفهمات لفرض الأمن وحفظ السلم في منطقة الشرق الأوسط وفي كل مكان يحتاج إلى الأمن والسلم. وأشار إلى أن الوقت قصير جدا للحكم على ضربات الائتلاف الدولي لمحاربة «داعش» إلا أن الأمر الجدير بالاهتمام هو السرعة في التحرك والبدء في التنسيق لمواجهة هذا الخطر الإرهابي، لافتا إلى أن هذه جهود دولة الإمارات في هذا الشأن «إيجابية جدا» و«بناءة». الإرهاب الإلكتروني حذر الأمين العام المساعد بحلف «الناتو» لشؤون التحديات الأمنية الناشئة، من الأخطار التي تنجم عن الهجمات التي يمكن أن ينفذها أو تخطط لها عناصر بمنظمات إرهابية لإحداث أضرار بالبنية التكنولوجية بالدول في العالم، لاسيما الدول في منطقة الشرق الأوسط. وقال: «إن جميع الدول والهيئات والمنظمات الدولية والكيانات الاقتصادية، واعتقد أن الجميع يحتاج إلى وضع آليات للدفاع الإلكتروني والعمل المشترك لتطوير أساليب التأمين للشبكات وحماية المعلومات والبيانات الحيوية، وذلك من خلال بناء القدرات وإعداد كوادر مؤهلة على بناء أنظمة تأمين الشبكات الإلكترونية». وأضاف، أنه أصبح أمراً حتمياً التركيز في بناء القدرات لكوادر الأمن الإلكتروني، مشيراً إلى أن حلف الناتو اطلق احد المبادرات، مؤخرا، في هذا الصدد وتتمثل في إطلاق برنامج «العلم للأمن والسلم» الذي يتم دعوة الدول الحلفاء والشركاء ويتم دعوة الكيانات المختلفة لاستعراض الإمكانات المتاحة في مجال الأمن الإلكتروني. وأضاف، أن أحد أوجه المخاطر الإلكترونية يكمن في التواصل الاجتماعي يحمل العديد من الأوجه السلبية، إلا أنه وعلى الجانب الآخر هناك إيجابيات يمكن استغلالها، وتعد إضافة للمجتمعات، ومنها استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في تعريف الشعوب بالإرهاب ومن يرتكبه من خلال عرض المواد الإعلامية من صور وفيديوهات تؤكد ارتكاب هذه الجرائم، الأمر الذي يؤدي إلى حشد الشعوب والقدرة على نشر الوعي بالأخطار التي يمكن أن تهددهم. وأشار إلى أن كيفية استخدام التواصل الاجتماعي هو ما يغير نتائج تأثيرها أي لابد من الاستخدام الصحيح لهذه الوسائل وذلك لأن تعمل الدول والحكومات على تفادي سوء استخدام هذه السبل التقنية التي يمكن أن تكون أداة لتحقيق تقدم في مجالات عديدة. ولفت إلى أن هناك العديد ممن يستخدمون التواصل الاجتماعي في بث أخبار كاذبة وادعاءات من شأنها تحقيق بعض الأغراض السيئة، إلا أن على صانعي السياسات التنبه إلى هذه الطرق وبناء ردود أفعال مناسبة لهذه الحملات المغرضة وإظهار الحقائق. وأوضح أن هناك تنامي في سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مشددا على أهمية الانتباه إلى هذه الظاهرة وضرورة التعامل معها بإيجابية وتوضيح الحقائق للشعوب. وعن مواجهة الهجمات الإلكترونية، قال السفير داكاور: «هناك علاقة بين وسائل تأمين شبكات المعلومات في الحياة العسكرية وبين الأخطار التي تنجم عن التهديدات الإلكترونية وهذه العلاقة متمثلة في كيفية المواجهة لمخاطر الهجوم الإلكتروني والعمل على استقرار شبكة المعلومات على الإنترنت». وأضاف، أن حلف الناتو أدرك أهمية الدفاعات الإلكترونية وأسس لهذا الغرض العديد من المبادرات لتدريب الكوادر، وتبادل الخبرات، ووضع سيناريوهات لمواجهة المخاطر المحتملة والأزمات وكيفية التحرك خلالها وتبادل المعلومات. وأشار إلى أن الناتو لديه حوالي 52 موقعاً عسكرياً وهذه المواقع مرتبطة بشبكات إلكترونية، وحمايتها مبنية على توفير دفاعات قوية للشبكات الإلكترونية، لافتاً إلى أن هذه الوحدات لابد من حمايتها، وتوفير الأمن اللازم لها. واختتم السفير داكاور حديثه عن جهود حلف الناتو في حماية شبكات المعلومات الإلكترونية، إذ قام بعقد شراكات مع العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تم من خلالها وضع خطوات وإرشادات توجيهية للأمن الإلكتروني وتحليل المخاطر الإلكترونية، ورفع قدرة المقاومة لهذه المخاطر المحتملة أو في حال وقوع هجمات فعلية. وأضاف أنه تم إطلاق مبادرتين، بهدف تنمية مهارات الكوادر وبناء القدرات وتقوية العلاقة بين الدول الأعضاء في الحلف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©