الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليو ميسي: مبروك لـ«الاتحاد» 45 سنة

21 أكتوبر 2014 14:57
أكرم يوسف في الثاني والعشرين من أكتوبر عام 1969، بعد يومين فقط من صدور العدد الأول لجريدة «الاتحاد»، كان العالم كله لا يتحدث إلا عن لاعب واحد فقط، التصقت به كل الألقاب وعبارات الإعجاب اسمه اديسون أرانتيس دونا سيمنتو، وصفوه بالملك، والجوهرة السوداء، والساحر الأسمر، في ذلك الوقت كان بيليه النجم الأول، وفي هذا اليوم كان يقف على بعد 5 أهداف فقط من الهدف رقم ألف في مسيرته الكروية، وقاد فريقه سانتوس للفوز على كوريتبا بثلاثة أهداف لهدف، أحرز منها بيليه الهدف الأول والثاني، ليرفع رصيده إلى 997 هدفاً، وفي المباريات الأربع التالية لم يتمكن من تحقيق الهدف التاريخي، إلا في الثاني عشر من نوفمبر من العام نفسه، عندما سجل هدفه الألف من ركلة جزاء في مرمى سانتا كروز ريسيفي، وتوقفت المباراة لتحتفل الجماهير بالملك. واليوم وجريدة «الاتحاد» تحتفل بعيدها رقم 45، والعالم مسكون بظاهرة اسمها ليو ميسي، والجميع يترقب اللحظة التاريخية التي يحطم فيها رقم تيلمو زارا أفضل هداف في تاريخ الدوري الإسباني، ميسي أحرز 249 هدفاً، وزارا أحرز 251 هدفاً، وبات السؤال الصعب يتردد في كل مكان، هل يفعلها في البرنابيو، ويعانق المجد من أطرافه في «كلاسيكو الأرض». ميسي ظاهرة هذا الزمان، قد يحطم الرقم في «البرنابيو» أو أمام سيلتا فيجو أو الميريا في الجولة 11 أو في أي وقت آخر، ولكن مجموع أهدافه لم يقترب بعد من نصف الأهداف التي سجلها بيليه في هذا الشهر نفسه قبل 45 سنة. وفي كل الأحوال يبقى ليو ميسي بأهداف أو من دونها أجمل اختراع في ملاعب كرة القدم، فهو لاعب استثنائي، يبحث دائماً عن الأشياء غير التقليدية، ظهر في وقت العالم يبحث فيه عن «اللاعب الهيرو»، البطل الذي يجلس فوق عرش الكرة. ما فعله مارادونا مع نابولي أو مع المنتخب الأرجنتيني، زاد من صعوبة مهمة كل من يأتي بعده، وباتت كل موهبة تظهر في أي مكان بالعالم يطلق عليها «مارادونا الجديد»، إلى أن صعد ليونيل ميسي فوق خشبة المسرح ليؤدى دور البطولة بكل براعة وإتقان، وبات رجل العرض الأول، يخطف الأضواء، ويوزع السحر والإبداع على الجميع. فالعرض الذي يقدمه ليو ميسي يستحق ثمن تذكرة دخول الملعب، كما قالت صحيفة لافانغارديا الإسبانية ذات مرة في أحد أيام صيف 2007. لاعب يحب أن تكون الكرة معه، والعالم يحب ألا تفارق الكرة قدميه، لنرى ماذا يضع لنا تحت القبعة، وماذا يدخر لنا في الفقرة المقبلة، فهو ساحر لا تعرف ماذا سيفعل عندما يبدأ العرض، مرة يحطم رقم الألماني جيرد موللر، ويسجل 91 هدفاً في عام واحد، ومرة أخري يحطم رقم سيزار رودريجيز، وينصب نفسه كأفضل هداف في تاريخ برشلونة، ومرة ثالثة يسجل من منتصف الملعب، ويراوغ خمسة لاعبين في 12 ثانية، كما فعل أمام خيتافي . قيمة ميسي ليست فقط في التسجيل، ولا في عدد الأهداف، ولكن في الطريقة التي يسجل بها، فهو أمام المرمى «يحوم كالفراشة ويلسع كالنحلة»، كما كان يفعل أسطورة الملاكمة محمد علي كلاي، عندما يريد القضاء على خصومه، فهو في الأمتار الأخيرة أمام المرمى يندفع بسرعة يوسان بولت، ويراوغ بكل رشاقة من دون أن تبعد الكرة عن قدميه، وفي الوقت نفسه يملك كل زوايا الرؤية للتسديد أو التمرير أو التسجيل. الطريق إلى ميسي ميسي دائما ما يصطحبك في كل مباراة إلى مناطق جديدة فوق خريطة الإبداع، مناطق لم يكتشفها أحد قبله، وهذا هو سر العبقرية التي لامست قلوب الجميع، حتى جماهير ريال مدريد أو البرازيل تحمل له الكثير من الحب والتقدير والاحترام ليس فقط لموهبته، ولكن أيضاً لتواضعه وأخلاقه وسلوكياته. وفي تلك المناسبة التاريخية التي تحتفل فيها «الاتحاد» بمرور 45 عاماً على تأسيس الجريدة، فكرنا في تقديم «انفراد صحفي» يتناسب مع حجم المناسبة، لقارئ يستحق منا ما هو أكثر من ذلك، وكان اسم ليونيل ميسي في الصدارة. بالتأكيد المهمة ليست سهلة؟ والوقت الذي يفصل بيننا وبين احتفالية «الاتحاد» قصير جداً. أذن لماذا لا نحاول ؟ أكثر من طريق للوصول إلى أعظم لاعب في العالم، وعلينا أن نطرق كل الأبواب البداية بالمدير الإعلامي لنادي برشلونة الذي أجاب سريعاً :«لاعب بهذا الحجم غير متاح لإجراء حوار (ONE TO ONE) مع أي صحفي، حتى لوسائل الإعلام الإسبانية». بالتأكيد اسم ميسي في كل مكان يسيل اللعاب، وكل وسائل الإعلام في العالم تسعى للقائه، ولو وحتى في مؤتمر صحفي أو طاولة مستديرة، بها عشرة صحفيين من دول مختلفة، ويومياً تصل عشرات الطلبات للقسم الإعلامي لنادي برشلونة لتحديد موعد لإجراء لقاء معه. وبالطبع نحن ندرك ذلك جيداً، لديه تعاقدات مع أكثر من 16 شركة، كما قال لنا أحد المقربين منه، منها شركات لخطوط الطيران، والهواتف المتحركة، والملابس الرياضية، والمياه الغازية، وشفرات الحلاقة، وقائمة طويلة من الأعمال الخيرية، هذا بالإضافة إلى التدريبات والمباريات ما بين برشلونة والمنتخب الأرجنتيني، وأمام هذا الجدول المزدحم قد لا يجد الوقت ليعيش حياته الخاصة مع أسرته. حياة ميسي تحتاج إلى من يديرها بكل دقة ونظام، فاسمه «ماركة عالمية» تدر له دخلاً سنوياً، يصل إلى 23 مليون دولار من بين67 مليون دولار، إجمالي دخله السنوي من برشلونة والرعاة. اثنان يتحكمان بمنظومة اللاعب الأعظم في العالم، لكل واحد منهما دور مؤثر، يحددان له أدق التفاصيل في حياته، متى يتكلم، متى يأكل، متى يستريح. الأول والده خورخي الذي اهتم بموهبته، وقاتل من أجل أن تخرج إلى النور، وحمل حقائبه وأسرته، وانتقل من بيونس إيرس إلى برشلونة، بحثاً عن مكان تحت الشمس، وواجه الكثير من المشكلات والصعوبات، ليعالج ابنه، «ضعيف البنية»، من مشكلات النمو عام 1998، وبعد أن كان طوله قبل تناول الدواء 1. 27 متر، وصل إلى 1. 69 متر. أما الشخص الثاني في حياة ليو ميسي، شقيقه الأكبر رودريجو، وهو لاعب كرة سابق لأندية نيولز لولد بويز، ونادي كوردوبا، وتوقع الجميع مستقبلاً كبيراً له، إلا أنه لاعب كسول، أصيب في حاث دراجة، وابتعد عن الملاعب. وليو عكس شقيقه، كان يملك الكثير من الإرادة والحماس، فهو معجون بالتحدي الإرادة والحماس والإصرار، لا يحب الخسارة، ويرفض أن يتنازل عن أرض اكتسبها أو مجد حققه، يغضب عندما يخسر، ويبكي بمفرده في غرفة الملابس كالأطفال، حاولنا في كل الاتجاهات مع ساحر الكرة الأول، وكانت النتيجة قميص برشلونة يحمل توقيعه، ورسالة حب وتقدير وتهنئة لجريدة «الاتحاد» في عيدها رقم 45، بالتأكيد طموحاتنا أكبر من القميص. شكراً ليونيل ميسي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©