القاهرة (الاتحاد)
تعد القصيدة التي غنتها سيدة الغناء العربي أم كلثوم في حفل بحديقة الأزبكية بالقاهرة في الرابع من ديسمبر 1958، من أروع ما قامت بغنائه من قصائد درامية متكاملة العناصر الفنية، ويؤكد بعض النقاد أنه لم ولن يأتي يوماً شاعر يصور الجحيم والنعيم في الشك، كما صور في هذه القصيدة.
نقطة تحول
وكانت الأغنية بمثابة نقطة تحول مهمة في مسيرة أم كلثوم مع القصائد، وكانت المرة الأولى التي تغني فيها لشاعر عربي حديث، بعدما قطعت مشواراً مع الشعراء القدامى، وهي قصيدة من اثنتين غنتهما أم كلثوم لعبد الله الفيصل، حيث غنت له لاحقاً عام 1971 قصيدة «من أجل عينيك».
واللافت أن القصيدة كانت تحمل عنوان «عواطف حائرة» قبل أن يتم تغيير اسمها إلى «ثورة الشك»، وهو الاسم الذي تم الاستقرار عليه من بين أسماء عدة، على اعتبار أنه أقوى وأكثر تعبيراً ودقة، وهي من الأغنيات النادرة التي ألقت كلماتها أم كلثوم بصوتها.
وكانت أم كلثوم تعتز كثيراً بهذه القصيدة، وتوقفت عندها ذات مرة في أحد أحاديثها الإذاعية قائلة: القصائد التي أغنيها نوعان، نوع يستغرق الإعداد له فترة وجيزة، ونوع يستغرق فترة طويلة، ومن هذا النوع «ثورة الشك» التي استغرق إعدادها عامين.
اسم مستعار
ونشرت القصيدة في الديوان الأول للفيصل، وعنوانه «من وحي الحرمان» الذي صدر عام 1953، ولم يضع اسمه عليه حتى لا يكون سبباً في رواجه بين القراء، واختار اسماً مستعاراً له هو «محروم»، ولم يذكر اسمه إلا في نهاية مقدمته الشخصية للديوان في الصفحة 19.
وكان النجاح اللافت لـ « ثورة الشك» سبباً في لفت أنظار العديد من أهل المغني إلى قصائد الفيصل، حيث غنى له بعد ذلك العديد من المطربين والمطربات، ومنهم عبدالحليم حافظ، وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة، وطلال مداح، ومحمد عبده، وعبدالكريم عبدالقادر، وعزيزة جلال، وعبادي الجوهر.
أغنية: ثورة الشك غناء: أم كلثوم، كلمات: الأمير عبدالله الفيصل، ألحان: رياض السنباطي من كلمات الأغنية:
أكاد أشك في نفسي لأني أكاد أشك فيك،
وأنت مني يقول الناس إنك خنت عهدي
- ولم تحفظ هوايا ولم تصني.
عدد اليوم
