السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جنود منشقون يروون الأهوال في أقبية سرية لنظام الأسد

22 سبتمبر 2012
حلب (أ ف ب) - يروي نصار، الجندي المنشق عن الجيش السوري، معاناته على مدى شهرين ونصف الشهر في السجون السورية، حيث شاهد بعض السجناء يقضون تحت التعذيب وتمت معاملته “كحيوان”، كما يقول، لسبب وحيد، وهو أن مخططه للفرار كشف قبل وضعه قيد التنفيذ. وتمكن الشاب (27 عاماً) من الخروج من الاعتقال بعد سيطرة المقاتلين المعارضين على سجن سري في ثكنة هنانو بمدينة حلب الشهر الجاري، بعد أن تعرض لتعذيب يومي وسط القذارة والحر داخل السجن. ويقول “كنا 14 سجيناً في الزنزانة، حيث كنت موجوداً، أصيب بعضهم بالمرض، وعانى الآخرون طفحاً جلدياً لم نر مثله من قبل”. ويضيف الشاب ذو اللحية الصهباء المشذبة بعناية “توفي البعض تحت التعذيب، وعاد آخرون إلى الزنزانة والكدمات تغطي أجسادهم. كانت جلسات التعذيب تبدأ الساعة 11,00 ليلاً وتنتهي الرابعة فجراً”. وافق نصار على التحدث إلى فرانس برس في منزل بإحدى قرى محافظة حلب، حيث لا تزال تدور مواجهات بين المقاتلين المعارضين وجنود القوات النظامية، إلا أنه رفض إعطاء اسم عائلته خوفاً من تعرض أقاربه الموجودين في مسقط رأسه دمشق، لأعمال انتقام. ولا يستطيع نصار ملاقاة عائلته بسبب الحواجز العسكرية التي تنتشر عبر البلاد التي تشهد مواجهات منذ أكثر من 18 شهراً. ومثل نصار، اعتقل طلال (21 عاماً) المتحدر أيضاً من دمشق، لدى محاولته الهرب من الثكنة، حيث كان يخدم. ونقل إلى أقرب مطار عسكري، ومنه بالمروحية إلى ثكنة هنانو، حيث أمضى 17 يوماً. كان طلال يفكر منذ وقت طويل بالانشقاق عن الجيش النظامي، لكن العمليات التي شارك فيها في محافظة حلب سرعت في اتخاذه قراراً نهائياً. ويقول الشاب المرتدي ملابس رياضية زرقاء وبيضاء إن “الجيش النظامي أحرق منازل ودمر قرية بكاملها. في هذه اللحظة، قلت لنفسي لا يمكنني البقاء يوماً إضافياً. كنت وباقي الجنود نتحادث بهذا الأمر طويلاً، واعتبرنا أن بقاءنا يعني أننا متواطئون مع النظام”. ويوضح طلال أنه لم يكن يحق للجنود مشاهدة التلفزيون أو استخدام الهاتف الجوال، كما لم يمنح طوال عام كامل مأذونية لرؤية عائلته. ويقول “ممنوع أن يكون لأحد وجهة نظر مختلفة عن النظام”. ومنذ بدء التظاهرات السلمية المطالبة بسقوطه في مارس 2011 والتي تحولت نزاعاً مسلحاً مع استخدام العنف في قمعها، يتهم النظام “جماعات إرهابية مسلحة” بنشر الفوضى في سوريا. لكن هذا الخطاب لم يقنع عيسى الجندي الذي انشق عن الجيش لأن أقوال الضباط المسؤولين عنه لم تكن تتلاءم مع ما يجري على الأرض. ويقول عيسى “كانوا يتحدثون إلينا عن إرهابيين، لكننا كنا نرى أطفالاً في مواجهتنا. في بداية الثورة، ارسلونا لضرب المتظاهرين”. ولم يتمكن عيسى المتحدر من دير الزور من التحدث إلى عائلته منذ أصبح حراً بعد 5 أشهر في الاحتجاز، لكنه وافق على رواية قصته أملاً في أن يعرف أهله أنه على قيد الحياة. وخرج المنشقون الثلاثة إلى الحرية في 7 سبتمبر، يوم هاجم مئات من المقاتلين المعارضين ثكنة هنانو شرق حلب التي تعتبر استراتيجية نظراً إلى ترسانتها العسكرية المهمة، وتمكنوا من تحرير 350 سجيناً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©