يعاني المستشفى الرئيسي في سرت من نقص في الإمدادات الطبية والكهرباء والأكسجين، ما يجعل الرقود على طاولة الجراحة أول خطوة في طريق الرحيل عن الدنيا. وفي الوقت الذي تتواصل فيه العمليات القتالية ويتساقط الجرحى، فشل الصليب الأحمر في محاولتين لتوصيل الأوكسجين وإمدادات أخرى خوفا من رصاصة طائشة قد تؤدي إلى اشتعال قافلة الإغاثة.
وأكد مسعفون فارون من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في مدينة سرت أن الجرحى يموتون في غرف العمليات الجراحية بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولد الكهرباء بالمستشفى. وقال شخص يدعى الصادق كان يدير وحدة لغسيل الكلى بالمستشفى الرئيسي في سرت “يبدأ الأطباء العمليات الجراحية ثم تنقطع الكهرباء، لديهم بضعة لترات من الوقود للمولدات ثم تنطفئ الأنوار أثناء الجراحات”. وأضاف “رأيت صبيا عمره 14 عاما يموت على طاولة الجراحة لأن الكهرباء انقطعت أثناء الجراحة”.
واضطرت قافلة للجنة الدولية للصليب الأحمر، كانت تحاول نقل مؤن طبية إلى سرت الليبية إلى العودة أمس لأن الثوار فتحوا النيران على المدينة. وانطلقت القافلة من على جسر يبعد بضعة كيلومترات غربي سرت لكنها توقفت بعد نحو 100 متر لأن قوات الحكومة المؤقتة بدأت إطلاق النيران. وأطلق المقاتلون وابلا من قذائف المورتر والقذائف المدفعية والصاروخية والمدافع المضادة للطائرات بمجرد تحرك القافلة، التي اضطرت للعودة واتجهت غربا مبتعدة عن سرت.
وقال إسماعيل الصوصي من الثوار إن “تم تأمين الطريق ليدخل الصليب الأحمر الدولي لكن بمجرد دخولهم المدينة عادوا بسبب إطلاق الميليشيات الموالية للقذافي للنيران”. وأكد “لم نبدأ إطلاق النيران.. الميليشيات بدأته”. لكن فريقا من رويترز شاهد الواقعة قال إنه لم ير نيرانا من جهة الموالين للقذافي داخل سرت.
وقال هشام الخضراوي المسؤول بالصليب الأحمر “نحاول توصيل المساعدات الطبية والأكسجين لمستشفى في سرت. يساورنا قلق فعلي بشأن الوضع الطبي”. وأصبح المستشفى الآن يمثل بؤرة القلق في الأزمة الإنسانية بالمدينة، وقال محمد شناق اختصاصي الكيمياء الحيوية في المستشفى الذي فر صباح الأحد خلال توقف لإطلاق النار “إنها كارثة.. المرضى يموتون كل يوم بسبب نقص الأوكسجين”. وأضاف أن الصيدليات الخاصة في سرت سلمت ما لديها من أدوية إلى المستشفى الرئيسي بعد أن نفد مخزونه قبل أسبوع وكذلك الصيدليات الخاصة، لكنه يوشك على النفاد أيضا.
وقال مارسال إيزارد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف “نريد تسليم الأوكسجين الذي يفتقر إليه المستشفى الرئيسي.. لكن يجب أن يتم ذلك بحرص لان الأوكسجين حساس جدا.. أي رصاصة طائشة ستكون كارثة”. وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تعتزم العودة إلى سرت إذا سمحت الأوضاع الأمنية.
عدد اليوم
