الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هجوم عسكري مرتقب ضد أنصار الأحمر في صنعاء

هجوم عسكري مرتقب ضد أنصار الأحمر في صنعاء
4 أكتوبر 2011 13:26
أمرت السلطات اليمنية أمس بإخلاء كافة المؤسسات الحكومية، بما فيها المدارس والمراكز الطبية الأهلية، الواقعة في منطقة الحصبة، شمال غرب العاصمة صنعاء، ما أثار مخاوف من شن القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، هجوما عسكريا ضد أتباع الزعيم القبلي النافذ، صادق الأحمر، الذين يسيطرون على تلك المنطقة المكتظة بالسكان، منذ أواخر مايو الماضي. وتزامنت التوجيهات الحكومية مع مغادرة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، جمال بن عمر، العاصمة صنعاء، بعد أسبوعين من مفاوضات متواصلة مع الأطراف اليمنية المتصارعة، دون أن تفضي إلى أي نتائج ملموسة بشأن نقل السلطة في اليمن، ما دفع بدول غربية إلى التهديد بممارسة ضغوط أكبر على الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، لإجباره على التنحي، من خلال مشروع قرار مقترح في مجلس الأمن الدولي. وقال موظفون حكوميون وعمال لـ”الاتحاد” إن “توجيهات صدرت من جهات عليا بإخلاء المؤسسات الحكومية والمدارس والمراكز الطبية في منطقة الحصبة”، الخاضعة لسيطرة شيخ قبيلة حاشد، صادق الأحمر، الذي انضم، أواخر مارس الماضي، إلى الحركة الاحتجاجية الشبابية المطالبة بإنهاء حكم الرئيس صالح، المستمر منذ أكثر من 33 عاما. وقال حسن الأنسي، وهو موظف في مؤسسة المياه والصرف الصحي: “أبلغونا بأن توجيهات صدرت من رئاسة الجمهورية بإخلاء مبنى المؤسسة وعدم الحضور للدوام حتى إشعار آخر”، مشيرا إلى أن الموظفين العاملين هذا المقر الحكومي “لم يكملوا دوامهم” أمس “وغادروا في الساعة العاشرة صباحا”. وأفاد أنور السبائي، وهو حارس مدني في مدرسة أهلية بمنطقة الحصبة: “تم إبلاغنا من جهات عليا بإخلاء المدرسة فورا”، لافتا إلى أن “الطلاب كانوا قد بدأوا بالدراسة بعد توقف دام أكثر من عشرة أيام”، على خلفية أعمال العنف التي شهدتها صنعاء أواخر الشهر الماضي. ويسيطر أتباع الأحمر، المدججون بأسلحة رشاشة وصواريخ محمولة، على المربع السكني المحيط بمنزل الأحمر، ابرز الزعامات القبلية في اليمن، والذي خاض مواجهات عنيفة مع القوات الحكومية، اندلعت في 24 مايو الماضي واستمرت عشرة أيام، خلفت مئات القتلى والجرحى من الجانبين. وأبدى سكان محليون مخاوفهم من اندلاع حرب عسكرية جديدة في منطقة الحصبة، خصوصا في ظل استمرار التعزيزات العسكرية لأتباع الأحمر والقوات الحكومية والمسلحين القبليين المناصرين لها. وكان صالح قال، لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، الأسبوع الماضي، إنه لن يتخلى عن السلطة، في ظل وجود القائد العسكري المنشق اللواء علي محسن الأحمر، والشيخ صادق الأحمر “في مراكزهم أو في مصدر القرار”. وقال محمد الطوقي، الذي يسكن بجوار مبنى وزارة الداخلية، القريب من منزل الشيخ الأحمر، لـ “الاتحاد” إن أتباع الأحمر اقتحموا، الليلة قبل الماضية، ستة منازل بالقرب من حديقة “الثورة” العامة، التي يتمركز فيها رجال قبائل موالون للرئيس صالح. وأضاف: “حاول أتباع الأحمر التمركز على أسطح المنازل الستة، إلا أن العشرات من الأهالي المسلحين تمكنوا وبعد من مفاوضات مع المسلحين القبليين، من إخلاء أربعة منازل”، مشيرا إلى “استنفار كبير” في منطقة الحصبة، من قبل المسلحين المواليين والمناهضين، إضافة إلى القوات الحكومية، المرابطة داخل مبنى وزارة الداخلية ومعسكر شرطة النجدة، المجاور للوزارة. من جانبه، قلل مسؤول في المكتب الإعلامي للشيخ الأحمر، في حديث لـ”الاتحاد”، من أهمية التوجيهات بإخلاء المؤسسات الحكومية، مضفيا “ليست المرة الأولى التي يتم فيها التوجيه بإخلائها”، رافضا إضافة المزيد من التفاصيل حول أي استعدادات بين صفوف أتباع الأحمر للتصدي للهجوم عسكري محتمل. ويطالب مواطنون يمنيون “محايدون” السلطات الحكومية بـ”إعادة هيبة الدولة إلى منطقة الحصبة”، أو “رحيل” الرئيس صالح”، الذي عاد، أواخر الشهر الماضي، من السعودية التي قضى فيها أكثر من ثلاثة شهور، للعلاج من إصابته البالغة في هجوم غامض استهدف مجمعه الرئاسي، جنوب العاصمة، مطلع يونيو الماضي. إلى ذلك، أعلنت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية “سبأ”، مغادرة المبعوث الدولي جمال بن عمر العاصمة صنعاء بعد زيارة دامت أسبوعين، أجرى خلال مفاوضات مضنية مع الأطراف السياسية المتصارعة في البلد، المضطرب من اندلاع الاحتجاجات الشبابية المطالبة بإسقاط النظام الحاكم، منتصف يناير الماضي. وقالت إن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون “سيعود إلى اليمن في وقت لاحق”. وحمل بن عمر حزب المؤتمر الشعبي الحاكم، وائتلاف “اللقاء المشترك” المعارض، “مسؤولية التوصل لحل سياسي” لإنهاء الأزمة اليمنية المتفاقمة، على خلفية استمرار الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام الحاكم. وقال: “يجب على القادة اليمنيين ألا يخفقوا في تحمل هذه المسؤولية القيادية”، لافتا إلى أن “لصبر اليمنيين حدودا”، وأن على القادة السياسيين “كسر هذا الجمود ووضع اليمن على الطريق نحو الانتقال السلمي والإصلاح والتعافي”، حسب وكالة الأنباء اليمنية. وأكد أن الأمم المتحدة “ستواصل الانخراط مع كافة الأطراف في هذا المنعطف الخطير في تاريخ اليمن”، مشيدا بقدرة المواطنين اليمنيين على تحمل “النقص في الإمدادات”، والتعايش بالرغم من استمرار أعمال العنف في بلدهم. من جانب آخر ، قال دبلوماسيون إن الدول الغربية تأمل في تكثيف الضغط على الرئيس اليمني للتنحي عن السلطة من خلال مشروع قرار مقترح في مجلس الأمن الدولي. وقال دبلوماسي غربي كبير في صنعاء “قرر المجتمع الدولي إننا بحاجة إلى زيادة الضغط الآن”. وأضاف: “لم يتخذ أي قرار بعد حول شكل القرار الذي ربما نسعى إليه...لكننا في حاجة إلى تخطي مرحلة البيانات في الوقت الراهن”. وابلغ عدة دبلوماسيين غربيين في نيويورك وكالة (رويترز) للأنباء بأن الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين يضعون الخطوط العريضة لمشروع قرار محتمل يدعو اليمن للتمسك بخطة نقل السلطة التي توسطت فيها دول مجلس التعاون الخليجي، أواخر أبريل الماضي. ورفض الرئيس اليمني التوقيع على الخطة الخليجية ثلاث مرات في اللحظات الأخيرة، مشترطا في كل مرة إدخال تعديلات جديدة عليها. وقال دبلوماسي آخر في صنعاء “الفكرة تتمثل في إبقاء اليمن تحت الضغط.. هذا سيضع جانبي الصراع تحت المجهر”. وقال المحلل اليمني علي سيف حسن إن هذا القرار سيكون مصدر قلق بالغ للحكومة، مشيرا إلى انه ليس القرار الأول الذي يعبرون عن القلق بشأنه. وقال إنها المرة الثانية وان القادم سيكون أسوأ وسيمثل ضغوطا كبيرة. وقال دبلوماسيون في نيويورك إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لم تطلع روسيا والصين العضوين الدائمين الآخرين في مجلس الأمن على الخطوط العريضة لمشروع القرار المقترح.وليست هناك أي دلائل واضحة على أن موسكو وبكين على استعداد لدعم قرار من هذا النوع في المجلس. وقال دبلوماسي طلب عدم الكشف عن اسمه “لا نريد البدء في التعامل مع اليمن قبل أن يوافق المجلس على شيء بشأن سوريا”، والذي من المتوقع أن يتم التصويت عليه اليوم الثلاثاء. يذكر أن مجلس الأمن أصدر أواخر يونيو الماضي، بيانا بشأن اليمن عبر عن “القلق العميق” إزاء الوضع هناك، ورحب “بجهود الوساطة المستمرة من مجلس التعاون الخليجي لمساعدة الأطراف في التوصل إلى اتفاق للمضي قدما”.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©