الرياض (وكالات)
جدد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريس أمس دعمه الكامل للمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وقال رداً على مطالبة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بعدم تجديد تفويضه «إن المبعوث الأممي يقوم بعمل مهني وحيادي، وإن جولته في المنطقة تهدف إلى مساعدته في مهمته لحل الأزمة اليمنية وفقاً للقرارات الدولية». داعياً في الوقت نفسه خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في الرياض جميع الأطراف في اليمن إلى عدم استغلال المساعدات.
وشدد جوتيريس على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمات في اليمن وسوريا وليبيا باعتباره الطريق الوحيد لإعادة الأمن والاستقرار وفق خطة مصالحة شاملة تستوعب الجميع، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة تبذل مساعيها باتجاه دعم سبل إعادة الأمن والسلام في مناطق الأزمات. وقال «إن السعودية عماد للاستقرار في المنطقة ونموذج للسعي للتغير والنمو، والتعاون بينها وبين الأمم المتحدة أساسي في مكافحة الإرهاب»، موضحاً أن الأمم المتحدة تعمل على مساعدة الدول الأعضاء في محاربة الإرهاب، ومعتبراً أن غياب الحلول السياسية في أزمات كثيرة يسهم في تغذية الإرهاب.
واعتبر أنه لا يمكن هزيمة الإرهاب في سوريا بلا حل سياسي شامل للأزمة. كما شكر السعودية على مساعدتها السوريين في تشكيل وفد المعارضة السورية إلى «مؤتمر جنيف 4». ورأى أن المصالحة الشاملة في العراق ممكنة شرط تعاون الأطراف كافة على أساس التعايش والاحترام المتبادل. وشدد على أنه يجب محاربة الخطاب التحريضي الذي يربط الإرهاب بالإسلام، كما أعرب عن أمله في نجاح رؤية 2030 وأجندة التغيير في السعودية.
من جهته، اتهم الجبير ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بالتنصل من تنفيذ أكثر من 70 اتفاقاً تم إبرامها معها، وإفشالها كل جهود المبعوث الأممي لحل الأزمة بالطرق السلمية عبر تنفيذ القرارات الدولية، خاصة القرار رقم 2216. وقال «إن الميليشيات كانت على وشك إسقاط الحكومة، والشرعية اليمنية طلبت مساعدة التحالف العربي وفقاً لقواعد الأمم المتحدة، وتدخلنا لإنقاذ الشرعية». وجدد اتهام الميليشيات بتجنيد الأطفال وارتكاب جرائم حرب، وشدد على أن هناك حاجة ماسة لإنهاء معاناة الشعب في أسرع وقت ممكن. وأوضح أن التحالف العربي يعمل على خطة لإعادة بناء اليمن، وأن دول مجلس التعاون خصصت مبالغ كبيرة لإعادة إعمار اليمن. وأضاف «رؤيتنا لليمن إيجابية ورؤية الانقلابيين سلبية..نحن نسعى لحل للأزمة اليمنية عبر المفاوضات».
وأكد الجبير استمرار التعاون المشترك بين بلاده والأمم المتحدة لحل النزاعات في المنطقة والتعامل مع التحديات التي تحيط بها، وأعرب عن تطلع المملكة للمزيد من التعاون مع المنظمة الدولية في المجالات كافة، خاصة الإنسانية. وقال رداً على سؤال إن علاقة السعودية بالولايات المتحدة تاريخية ومتميزة، ذات جذور عميقة، تجاوزت العديد من التحديات، وتتفق في رؤية مشتركة تجاه العديد من الملفات والتحديات، ومن بينها قضايا اليمن وسوريا وليبيا ومكافحة الإرهاب والأمن البحري، وتدخلات إيران في المنطقة، إضافة إلى التعاون في مجالات التجارة والاستثمارات.
وتوقّع الجبير أن تعيد إدارة الرئيس دونالد ترامب النظر في «قانون جاستا»، معتبراً أن هذا القانون شأن أميركي داخلي وتبعاته ستطال أميركا. وأضاف «علاقتنا المتينة مع واشنطن ساهمت بمواجهة تحديات جمة». وأوضح رداً على سؤال أن السعودية تدعم باستمرار المعارضة السورية المعتدلة عسكرياً عبر التحالف الدولي، مشدداً على أن للمعارضة المعتدلة دوراً مهماً في الحرب على «داعش» و«القاعدة»، ومتوقعاً أن تؤدي مفاوضات جنيف لمرحلة انتقالية في سوريا.
عدد اليوم
