علاء المشهرواي، عبدالرحيم حسين (عواصم) - أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أمس أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيتوجه إلى نيويورك يوم الأحد المقبل لتقديم طلب عضوية غير كاملة لفلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال دورتها السنوية المرتقبة، فيما حذر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي من تفاقم الأزمة المالية الفلسطينية، مؤكدين أنها خطيرة بالفعل.
وقال عريقات للإذاعة الفلسطينية إن عباس سيلتقي أكثر من 50 مسؤولا دوليا على هامش الدورة السابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وأضاف أنه سيلقي خطابا خلال الدورة مساء يوم المقبل 27 سبتمبر الجاري، متضمناً “وضع النقاط على الحروف بخصوص الاستراتيجية الفلسطينية الكاملة للأيام المقبلة خاصة فيما يتعلق بطلب عضوية دولة فلسطينية غير عضو كامل “.
إلى ذلك، ذكر منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري، في تقرير قدمه إلى مجلس الأمن الدولي خلال اجتماعه الشهري لمناقشة الوضع في المنطقة الليلة قبل الماضية أن عباس عقد العزم على التحضير للدفع نحو الارتقاء بمستوى مركز فلسطين في الأمم المتحدة بعد جمود مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسبب الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة. وقال إن أن العقبة الرئيسية أمام استئناف المفاوضات لحل للقضية الفلسطينية، تتجسد في عدم حل الخلافات حول المسائل الجوهرية العالقة واستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية واستمرار الانقسام الفلسطيني.
وأعرب سيري عن قلق الأمم المتحدة إزاء الأزمة المالية للسلطة الوطنية الفلسطينية وغلاء المعيشة جراء ارتفاع أسعار السلع الأساسية والوقود في الأراضي الفلسطينية. وحذر من استمرار هذه الأزمة من شأنه أن يعطل قريباً عمل المؤسسات الفلسطينية ويشل قدرة تلك السلطة على تحمل مسؤولياتها.
وحذر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، في تقريرين أصدرهما قبيل مؤتمر لمانحي السلطة الوطنية الفلسطينية في نيويورك الأسبوع المقبل إن الأزمة المالية ستتفاقم ما لم يرتفع التمويل الأجنبي وتخفف إسرائيل القيود التي تفرضها على الضفة الغربية.
وأوضح البنك أن الميزانية الفلسطينية للعام الحالي تعاني عجزاً بمقدار 1,5 مليار دولار أميركي. وقال فيما حصلت على مساعدات بقيمة 1,14 مليار دولار فحسب لسده. وقالت مديرة مكتب البنك في الضفة الغربية وقطاع غزة مريم شيرمان، في التقرير “يتعين أن يتحرك المانحون بشكل عاجل لمواجهة أزمة مالية خطيرة أمام السلطة الفلسطينية في الأجل القصير”. وأكد التقرير أن وجود المستوطنات الإسرائيلية التي تشغل نحو 42 بالمئة من أراضي الضفة الغربية يحد من آفاق النمو الاقتصادي الفلسطيني. وقال إن الفلسطينيين يحتاجون من أجل بناء اقتصادهم للقدرة على الوصول إلى المناطق المصنفة(ج) التي تشغل 60% من أراضي الضفة الغربية تشمل أغلب المستوطنات وتخضع لسيطرة إسرائيلية كاملة. وأضاف أن توسيع الاستيطان أدى إلى تقسيم الأراضي إلى جيوب أصغر حجما وأكثر انعزالا عن بعضها البعض.
وقالت شيرمان “حتى لو التزمت الدول المانحة بتعهداتها، لن يمكن تحقيق نمو اقتصادي مستدام بدون إزالة القيود التي تمنع تطور القطاع الخاص”،
وخلصت إلى القول”الرسالة الأهم التي يوجهها هذا التقرير هي أن التماسك الاقتصادي لا يمكن تحقيقه في ظل امتلاء المنطقة التي يعمل فيها الناس بالعوائق والعقبات”.
وقال الصندوق في تقريره “بالنظر إلى الأمام مع وجود القيود القائمة والصعوبات المالية ونقص المساعدات وتعثر عملية السلام هناك احتمال كبير لأن يستمر التباطؤ الاقتصادي وترتفع البطالة وتندلع اضطرابات اجتماعية”. وتوقع أن يتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى 6,2% من 9,9% في العام الماضي وأن يبلغ معدل البطالة نحو 20% هذا العام.
ميدانياً، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي وعصابات المستوطنين اعتداءاتها في الضفة الغربية. وذكر شهود عيان بأن مستوطنين هاجموا منزل الفلسطيني نضال العويوي وسط الخليل بالحجارة والزجاجات الفارغة ‘وتسللوا إليه واعتدوا بالضرب على طفلته سالي (8 سنوات) ونجله سعيد (20 عاماً بالضرب المبرح وخربوا محتويات المنزل وكسروا زجاج نوافذه وأتلفوا خزانات المياه، لإرغامهم على تركه تمهيدا للاستيلاء عليه.
وقال رئيس مجلس قرية وادي فوكين غرب بيت لحم أحمد سكر إن قوات الاحتلال وزعت أوامر بمصادرة مزارع مساحتها 60 دونماً مزروعة بالأشجار والخضراوات في القرية، محاذية لمستوطنة “تسور هداسا”.
وأُصيب الشاب علاء البلاطي (17عاما) بجروح وعدد من الأهالي بحالات اختناق جراء إطلاق إسرائيلية قنابل المسيل للدموع أثناء اقتحامها مخيم الفوار للاجئين الفلسطينيين جنوب الخليل، حيث اعتقلت الفلسطيني أحمد عطية أبو وردة بعد أن فتشت منزله ومنزلين آخرين. كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية تفوح شمال غرب الخليل وقرية كفر قدوم بين نابلس وقلقيلية، واعتقلت كلاً من عبد خليل الطردة والشاب انس وليد برهم (20 عاماً). وتظاهر فلسطينيون في رام الله تضامناً مع الأسرى في سجون الاحتلال، مطالبين بتحريرهم.
عدد اليوم
