التحكيم ارتكب أخطاء مؤثرة في الجولات الأخيرة

بعد حملة الانتقادات التي طالت الحكام في الأسابيع الأخيرة للدوري، وحالة التصدع التي عاشتها اللجنة، باستقالة صلاح أمين عضو اللجنة، واعتزال الحكم المساعد عيسى درويش، خرج الحكم المونديالي علي بوجسيم رئيس لجنة الحكام عن صمته، ليرد على السهام الموجهة إلى اللجنة، موضحاً أسباب تراجع أداء الحكام، وكيفية التعامل مع الأخطاء· وكشف بوجسيم الأسباب الحقيقية التي أبعدت عيسى درويش من قائمة المرشحين لإدارة كأس العالم ،2010 فماذا قال في الحلقة الأولى: في البداية سألنا علي بوجسيم عن الاحتجاجات والانتقادات المتزايدة لأداء الحكام في الأسابيع الأخيرة للدوري، إلى حد إصدار بعض الأندية لبيانات رسمية فأجاب: ''التحكيم حاله حال الفرق في كرة القدم، فهناك أسابيع يكون فيها ممتازا، ولا نسجل أية أخطاء في المباريات، وهناك أسابيع أخرى ينخفض فيها المستوى، ونسجل أخطاء تقديرية وهفوات تؤثر في النتيجة، مثلما حدث في الأسابيع الثلاثة الأخيرة''· وأضاف: ''قد يختلف الرسم البياني لأداء الحكام في الموسم من فترة إلى أخرى، لكن هذه الظروف خارجة عن ارادتنا، ولجنة الحكام تسعى جاهدة إلى دراستها وعرضها على الحكام ومحاسبة المقصرين في حال حدوث أخطاء مؤثرة ناتجة عن عدم تركيز الحكم أو التمركز''· وقال: ''اللجنة تقدر استياء الأندية، لأنها تقع تحت ضغط النتائج في مختلف المباريات والمطالبة بتحقيق نتائج إيجابية، لكن يجب الا ننسى أن هذه الأخطاء ليس حالة خاصة في دورينا، وأن وضعنا شبيه بباقي الدوريات الأخرى''· تعيينات الحكام سجلنا في الأسابيع الأخيرة عددا من الأخطاء خلال المباريات التي أدارها حكام جدد، فسألنا بوجسيم عن طريقة تعيين الحكام من جولة إلى أخرى، خاصة وأن بعض المواجهات تحتاج إلى أصحاب خبرة من قضاة الملاعب فقال: ''لجنة الحكام لها أهداف مستقبلية واضحة ودقيقة، حيث لا يمكن أن نعيش على جيل واحد من الحكام يديرون مختلف المباريات كل أسبوع، لأننا نسعى إلى تصعيد جيل جديد يحمل المشعل لاحقا'' ، و''نسعى كل أسبوع إلى إدخال بعض الحكام الجدد مع أصحاب الخبرة في إدارة اللقاءات، حتى نخلق تشكيلة موفقة تضمن إدارة الجولة بشكل ناجح وتخدم في نفس الوقت البرامج التي تم وضعها''· وأضاف: ''أبرز الأخطاء المسجلة في الأسابيع الأخيرة ارتكبها حكام جدد بالدرجة الأولى، لكنهم ليسوا جددا على مجال التحكيم''، وما زاد من الاحتجاجات هو أن الفرق واللاعبين والجماهير لم يتعودوا على هؤلاء الحكام الجدد مثل عبد الله كرم، الذي أدار لقاء الشباب وحتا، بالرغم من أنها المباراة الرابعة له بالدرجة الأولى· وقال: ''نحسب ألف حساب لتعيين الحكام، لكننا لن نتوقف عن تجديد أطقم التحكيم، ومهمتنا أشبه بمهمة مدرب الفريق في اختيار التشكيلة، قد نخطئ في اختيار توليفة الحكام للمباريات، وقد نصيب، وخلال الأسبوع الأخير قد لاحظنا الكم الهائل من الانتقادات للمدربين بخصوص اختياراتهم للتشكيلة''· تضرر نادي الوصل في تعقيبه على البيان الذي أصدره نادي الوصل، بخصوص الأخطاء التحكيمية، والتي أضرت بنتيجة مباراته مع حتا أوضح رئيس لجنة التحكيم: ''الوصل تأثر من خطأين الأول من حكم المباراة، والثاني من الحكم المساعد''· ومضى ليؤكد:'' من حق نادي الوصل الاستياء لأن الأخطاء، أثرت على نتيجة المباراة، لكن بوجسيم اعتبر أنه مثلما يمر على اللاعب يوم سيء، قد يمر ذلك على أداء الحكم، بالرغم من أن حكم مباراة حتا والوصل كان لاعباً سابقا، لكن زاوية الرؤية لم تساعده على رؤية الحالة بدقة، كما أن الحكم المساعد لم يتابع اللعبة من بدايتها، فأخطأ في اتخاذ القرار''· وبخصوص نظام الثواب والعقاب داخل لجنة التحكيم في تقييمها لأداء الحكام قال بوجسيم: اللجنة تعمل وفق نظام انضباطي واضح ، والعقوبات التي تتخذها تصل إلى درجة التوقيف، أو التنزيل في الدرجة· واعتبر أن اللجنة تضيع الكثير من الوقت في إعداد الحكام، والذي يصل الى ست سنوات من أجل إعداد حكم، وذلك من خلال التعليم والتدريب وتصحيح الأخطاء، لذلك فهي ليست مستعدة لبذل كل هذا الجهد ثم فقدانه في مباراة واحدة· وأضاف: ''كل حكم كانت أخطاؤه ناتجة عن عدم اتخاذ الوضعية الصحيحة، وكان تركيزه ضعيفاً ولم يهيء نفسه ذهنياً ونفسياً للمباراة يتعرض إلى العقوبة، حتى ولو لم تكن الأخطاء مؤثرة في نتيجة اللقاء، وإنما أثرت فقط على سير المباراة''· وقال بوجسيم: ''اللجنة اتخذت العديد من العقوبات ضد حكام في الموسم الحالي ووقع توقيف حكام من ثلاثة أسابيع إلى شهر كامل''· وطمأن رئيس لجنة الحكام الجماهير بأن الموسم سينتهي على أحسن وجه مثله مثل بقية المواسم الأخرى، وبالرغم من وجود أخطاء الا أن اللجنة حريصة على تفادي ذلك والمساهمة في إنجاح المسابقة خاصة بفضل وجود حكام من أصحاب الخبرة وشباب واعدين مما سينعكس على الوضع العام ويساعد على حسن إدارة المباريات· استقالة صلاح أمين بعد استقالة صلاح أمين من عضوية لجنة الحكام بسبب انتقاده لطريقة عمل اللجنة، سألنا علي بوجسيم عن الانتقادات الموجهة فقال:'' صلاح أمين من الشخصيات التي تفتخر بها لجنة الحكام، حيث أعده الاتحاد من خلال المحاضرات التي شارك فيها، لمراقبة الحكام في الداخل والخارج، وكان مهيأ للمشاركة في تقييم الحكام· وعن تصريحاته قال: ''كان الأجدر أن يقولها في اجتماع اللجنة، لأنه لم يسبق أن قال رأيا ولم نعمل به، وأتحدى كل من يتهم اللجنة بعدم وجود ديمقراطية داخلها أو الانفراد بالرأي الواحد، وبالرغم من ذلك نحترم صراحة صلاح أمين، لأننا نعتبر تواجده فعالا وايجابيا ويراقب الحكام باستمرار ولم يقصر في دوره''· وقال: ''هذه العوامل الإيجابية تجعلنا لا نستغني عنه، ونرى فيه الشخص الذي يريد أن يفيد الحكام والتحكيم، لذلك تم الاجتماع به أمس، من أجل تقريب وجهات النظر والاستماع إليه''· وأضاف: '' صلاح أمين لم يراع الوقت المناسب عند تقديم الاستقالة لأن الاتحاد الحالي لم يبق في عمره سوى ثلاثة أشهر، ثم يفسح المجال أمام لجان جديدة لتطبق برامجها وأفكارها''· وعن انتقاد صلاح أمين للجنة بأنها لم تطبق الاستراتيجية المرسومة بالكامل، أجاب بوجسيم انه يحترم وجهة نظره، لكن يعتبر أن الاستراتيجية بدأ تطبيقها منذ سنتين ونصف فقط، والمعروف أن أي خطة استراتيجية تحتاج إلى أربع أو خمس سنوات لتطبيقها''· أضاف: ''اللجنة لم تتوقع تطبيق الاستراتيجية بالكامل، خاصة وأن الموارد المالية في الماضي ليست هي اليوم، لذلك فإن الاستراتيجية المقبلة ستكون أكثر تطوراً، وأشار إلى أن عقد الرعاية مع طيران الإمارات في السابق كان يقدر بمليون درهم سنوياً، بينما يصل الآن إلى ثلاثة ملايين درهم· أما عن طريقة إدارة اللجنة من قبل علي بوجسيم فأجاب بأنه يرحب بكل الآراء، ويحب تفويض العمل، وعند سفره يطلب من اللجنة عدم العودة إليه في أمور التعيين، بفضل وجود ثلاثة أو أربعة أعضاء يعينون الحكام، وأوضح أن صلاحية اتخاذ القرار لا تدار على أنها شركة خاصة لأنه لا يسعى للتمسك بالرأي الواحد باعتباره لا يملك الوقت الكافي لذلك · صالح المرزوقي مرشح بقوة لمونديال 2010 عيسى درويش يطمع في أخذ فرصة زميله سألنا بوجسيم عن اعتزال عيسى درويش، وهل كانت اللجنة وراء إبعاده عن الوصول إلى مونديال 2010 فقال: ''تصريحات عيسى درويش ننظر إليها من شقين، الأول يعكس طموحه الكبير في التواجد بالأحداث الكروية الكبرى، والمشاركة في مونديال جنوب أفريقيا، والثاني يتعلق بالتعامل مع الأنظمة واللوائح''· وأضاف: ''تصريحات عيسى درويش لوسائل الإعلام مخالفة للضوابط، التي يعمل بها قطاع التحكيم، ليس محلياً فقط وإنما حتى على الصعيد العالمي، وأكبر دليل على ذلك واقعة الحكم المصري عصام عبد المنعم مع الفيفا، عندما ذكرت إحدى الصحف المصرية انه أدلى بتصريح معين أيام مشاركته في مونديال ·''2006 وقال: '' إذا كانت هناك شكوى على الحكم، عليه أن يقدمها إلى الاتحاد، وليس إلى جهة خارجية''، وعيسى درويش لم يفلح في التعامل مع الأمور بشكل إداري صحيح، حيث إن الاتحاد لم يصله إلى الآن أي خطاب رسمي منه· وأضاف: ''عيسى درويش قام بنفس الحركة قبل أربع سنوات، وتم الاجتماع به، واليوم يكرر نفس الخطأ، كما اعتبر أن الوضع اليوم مختلف تماما عن السابق، لأن منافسه ليس من دولة أخرى، وإنما من الإمارات، حيث كان عيسى درويش يسعى إلى الحصول على فرصة غير عادلة لزميل له من الإمارات· وعن الأسباب الحقيقية لاستبعاد عيسى درويش من القائمة المرشحة للمشاركة في مونديال 2010 قال: ''خلال تواجدي في اجتماعات الاتحاد الآسيوي، سألني مسؤولو الاتحاد الآسيوي عن صحة اعتزال عيسى درويش، فأخبرتهم بأن الأمر غير رسمي، وأنه يريد المشاركة في كأس العالم المقبلة، وكانت أجابتهم أن الحكم المساعد الذي مثل الإمارات في أمم آسيا هو صالح المرزوقي، وكلما منحوه مباراة، اقنع الجميع بمستواه الأمر الذي أوصله إلى المشاركة في إدارة خمس مباريات وهذا عدد كبير''· وأضاف: ''أشرطة الاتحاد الآسيوي في رصد القرارات الصحيحة، كانت تقدم حالات لصالح المرزوقي كحكم نموذجي، لذلك اعتبروه من نخبة الحكام المساعدين بالقارة والمرشحين بقوة لمونديال ·''2010 وعن الأسماء المرشحة للمونديال قال:'' الاتحاد الآسيوي لم يرشح الأسماء وإنما الفيفا هو من اختار بناء على آراء جمعها بوسائله الخاصة، وبالتالي فأنه لا اتحاد الإمارات، ولا الاتحاد الآسيوي وراء اختار الحكام المساعدين''· وأضاف:'' الحكام الثمانية الذين اختارهم الفيفا، واختبرهم كلفهم بإدارة بعض المباريات برفقة المساعدين، وبالتالي اصبحت الصورة واضحة بخصوص الاسماء المرشحة للمونديال، باعتبار ان الاتحاد الدولي لا يعلن اسماء المساعدين الآن''· وقال: ''عيسى درويش صرح بأن اللجنة تجامل بعد أن عرف بتعيين صالح المرزوقي في طاقم التحكيم، الذي يقوده الحكم العماني وابدى استياءه، واعتبر رئيس لجنة الحكام انه كان يفترض على عيسى درويش أن يشد على يد زميله وينصحه، لأن لكل انسان نصيبه وهو يعلم جيدا كيف اشترك في كأس العالم 2006 بعد إصابة المساعد القطري، ليحل مكانه، واليوم برز الحكم المساعد صالح المرزوقي، عندما شارك في كأس آسيا بديلا لعيسى درويش الذي اصيب فتألق واقنع·