امتدت هيمنة المتمردين الحوثيين في شمال اليمن لتصل في غضون أيام إلى الجنوب على مشارف مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر وخليج عدن، فيما شن تنظيم القاعدة المتطرف أمس الخميس هجمات متوالية في مدن عدة أبرزها الهجوم المسلح على منشآت حكومية وأمنية ومصارف تجارية في بلدة «العدين» في محافظة إب (وسط) التي خضعت أمس الأول لسلطة المتمردين المذهبيين.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الحكومية أن اجتماعا مشتركا عقد الليلة قبل الماضية بين اللجنة الأمنية في محافظة تعز وممثلين عن جماعة الحوثيين أقر تجنيب مدينة تعز «أي صراعات او أعمال عنف وفوضى»، و»العمل بشكل جاد ومسؤول على تثبيت الأمن والاستقرار» في المدينة التي تعد ثاني أكبر مدن البلاد من حيث عدد السكان وتبعد نحو 256 كم إلى الجنوب من العاصمة صنعاء.
وأقر اللقاء منع «أي مظاهر مسلحة» في المدينة التي تعرف بأنها عاصمة الثقافة في اليمن.
وقال مدير عام شرطة تعز إن اللقاء بحث اتخاذ إجراءات لملاحقة واعتقال متهمين بتنفيذ اغتيالات استهدفت مناصرين لجماعة الحوثيين في الآونة الأخيرة، مشيدا بجهود الأحزاب السياسية والمتمردين في مساندة قوات الأمن والجيش في المحافظة.
وفيما رجحت مصادر محلية في تعز، تحدثت لـ(الاتحاد)، سقوط المدينة في أيدي المتمردين خلال أيام في سيناريو مماثل لسقوط العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر وميناء الحديدة الاستراتيجي على البحر الأحمر ومدينة إب يومي الثلاثاء والأربعاء، تعهد قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء محمود الصبيحي، بمنع وصول أي مليشيا مسلحة إلى تعز التي يقطنها نحو 2.
8 مليون نسمة، قائلاً لدى لقائه زعماء قبليين وسياسيين في تعز:»سأكون مع الأمن والمواطن في تعز ولن أخذلكم أبداً»وأكد أن مهمة حفظ الأمن في المدينة مهمة القوات الحكومية وليس اللجان الشعبية»، في إشارة إلى المتمردين الحوثيين الذين باتوا يتولون إدارة شؤون الأمن في صنعاء وكثير من محافظات شمال اليمن.
وشوهدت مجاميع مسلحة حوثية مؤخرا في بلدة ذباب التي لا تبعد كثيرا عن مضيق باب المندب الذي تعبره سنويا 21 ألف سفينة.
وفيما نفت مصادر أمنية في محافظة حجة (شمال غرب) لـ(الاتحاد) سيطرة المتمردين الحوثيين على منفذ حرض الحدودي مع المملكة العربية السعودية، عزز المتمردون نفوذهم في مدينة إب التي شهدت أمس تظاهرة مسلحة لمجاميع قبلية للمطالبة بخروجهم من المدينة.
وقال وكيل محافظة إب، علي الزنم، لـ(الاتحاد) إن المئات من رجال القبائل، غالبيتهم موالون لحزب الإصلاح الإسلامي السني، تظاهروا صباح الخميس أمام المجمع الحكومي في المدينة للمطالبة بخروج الحوثيين الذين ما زالوا ينتشرون في العديد من شوارع المدينة ويتمركزون في الاستاد الرياضي.
وأوضح مجلس بلدية المدينة أنه أتفق مع الحوثيين على تجنيب المدينة وسكانها مخاطر اندلاع صراع مسلح، من خلال السماح لهم بالانتشار ومساندة القوات الحكومية في حفظ الأمن، مشيرا إلى أن الحوثيين يضغطون باتجاه إقالة مدير أمن المحافظة، العميد فؤاد العطاب، المحسوب سياسيا على حزب الإصلاح الشريك في الائتلاف الحاكم وعلى صلة بجماعة الإخوان المسلمين في اليمن.
وسط هذه الأجواء شن تنظيم القاعدة الذي ينشط في جنوب اليمن هجمات متوالية في مناطق عدة في البلاد استهدفت منشآت وجنود ومدنيين حوثيين ردا على ما يعتبره التنظيم تواطئا عسكريا مع الجماعة المتمردة في الشمال منذ عام 2004.
وقال وكيل محافظة إب إن مسلحين من التنظيم هاجم الليلة قبل الماضية منشآت حكومية وأمنية في بلدة «العدين» التي تقع على بعد 30 كم غرب مدينة إب، مشيرا إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وجرح ثمانية آخرين.
وقال إن المتطرفين هاجموا مصرفين أحدهما حكومي والآخر أهلي ومكتبا للبريد ونهبوا ملايين الريالات قبل أن يشعلوا النيران في مبنى المجمع الحكومي في البلدة مشيراً الى أن عناصره غادروا «العدين» بعد ساعات من اقتحامها واتجهوا إلى بلدة «الحزم»، (20 كم إلى الغرب) التي تعد منطقة نفوذ للتنظيم المتطرف الذي أعلن لاحقا مسؤوليته عن الهجوم.
وذكرت «أنصار الشريعة» المرتبطة بتنظيم القاعدة في بيان نشر على حساب تابع لها في موقع تويتر، إن «مجاهدي أنصار الشريعة شنوا هجوما واسعا على مراكز أمنية وعسكرية وحكومية تابعة للنظام في صنعاء في منطقة العدين»، مشيرة إلى أن الهجوم خلف «قتلى وجرحى» في صفوف القوات الحكومية.
وأعلنت الجماعة المتشددة في بيان آخر، مساء الخميس، انسحاب عناصرها من البلدة «بعد إفشال تسليمها (البلدة) للحوثيين الروافض».
وتواصلت الاشتباكات الطائفية أمس لليوم الثالث في محافظة البيضاء (وسط) بين المتمردين الحوثيين ومقاتلي تنظيم القاعدة، حسبما أفاد مصدر أمني محلي لـ(الاتحاد)موضحاً أن اشتباكات متقطعة اندلعت بين الطرفين في بلدة «العرش» بالقرب من مدينة «رداع»، ثاني كبرى مدن البيضاء،وأن الاشتباكات أسفرت عن وقوع إصابات، بينما تحدثت مصادر إعلامية عن سقوط قتلى.
وقتل جنديان يمنيان برصاص مسلحين مفترضين من تنظيم القاعدة أمس الخميس في بلدة أحور» شمال شرق محافظة أبين في جنوب البلاد.
كما قتل جندي في انفجار عبوة ناسفة زرعت في سيارة مسؤول محلي في محافظة حضرموت.
عدد اليوم
