الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سيباستيان بارّي.. تقلبات بلاده في سيرة عائلته

سيباستيان بارّي.. تقلبات بلاده في سيرة عائلته
16 أكتوبر 2014 23:50
حسونة المصباحي (برلين) في جميع الرّوايات التي أصدرها إلى حدّ هذه السّاعة، يركّز الكاتب الأيرلندي سيباستيان بارّي المولود في دبلن عام 1955 على تاريخ عائلته الذي يعكس أحداثا ووقائع مهمّة عاشتها بلاده في القرن العشرين. وهو يقول: «ربما أكون شبيها بسيزيف مُجبرا على أن أبدأ كلّ من شيء من جديد.. فمنذ 27 عاما والعجلة تدور بنفس النّسق. وهي لا تتوقّف لأنها تعود دائما الى نقطة الانطلاق». وفي روايته الجديدة التي بعنوان: «في اتجاه كنعان» لم يتخّل سيباستيان بارّي عن الموضوع الأثير الى نفسه، أي موضوع عائلة «دون» كما هو في الروايات السّابقة. والفتاة الصغيرة التي تدعى ليلّي دون، والتي كانت بطلة في الرواية الأولى التي حملت عنوان: «طريق طويل جدّا» هي الآن عجوز تتحلّى بالحكمة، وتميل إلى السّخرية من كلّ شيء، خصوصا من نفسها. وها هي تجلس في المطبخ الصّغير وحيدة لتشرع في استعراض حياة صعبة، مليئة بالجراحات، والأحداث الأليمة. حياة لم تعرف فيها غير ومضات سريعة من السّعادة.. ففي السّنة التي شهدت مولدها، فقدت والدتها وأخاها الذي قتل في «بيكاردي» في فرنسا خلال الحرب الكونيّة الثّانية. وفي عتبات شبابها، تنطلق إلى أمريكا بصحبة خطيبها المهدّد بالاغتيال من قبل الثوريّين الأيرلندييّن. وفي شيكاغو، تعيش ليلّي حياة سعيدة، ويهنأ خطيبها بالأمان، غير أنّ كلّ هذا يتقوّض في ظرف سنوات قليلة. فقد تمكّن الثوريّون الأيرلنديّون من العثور على عدوّهما الهارب، ليشرعوا من جديد في ملاحقته قصد تصفيته. بعدها تتزوّج كاسي، وهو رجل طيّب القلب، يبذل قصارى جهده ليجنّبها أعباء الحياة، ومتاعبها.. وهو يعرّفها بعائلة من أصول أيرلنديّة عريقة، وغنيّة تشبه إلى حدّ كبير عائلة كينيدي. وأمّا زوجها الثّالث المدعوّ كيندرمان فرجل غامض، ومتحفّظ في الحديث عن حياته الخاصّة. وبعد أن تُنجب منه ابنا يختفي فجأة. وفي ما بعد يموت هذا الابن في حرب فيتنام. وتروي ليلّي وقائع حياتها المعذّبة، والمضطربة وهي تسخر من نفسها، ومن الآخرين، وتضحك كما لو أنها تروي طرائف مسلّية. وفي النّهاية، وبعد أن تقوم بتصفية حساباتها مع نفسها، ومع حياتها، تنتحر ليلّي الرائعة لأنه لم يعد هناك ما يعنيها، أو يقدر أن يوفّر لها السّعادة والهناء. ويعتبر سيباستيان بارّي من أهمّ الروائيّين الأيرلنديّين راهنا. وهو حفيد ضابط بريطانيّ رفيع من ناحية الأب. وكان والده فرانسيس بارّي معماريّا، وشاعرا. أمّا من ناحية الأمّ التي تدعى جوان أوهارا، والتي كانت ممثّلة قديرة، فهو حفيد ثوريّ أيرلنديّ. وعندما يسأل سيبستيان بارّي عن عائلته يجيب ضاحكا: «وأنا صبيّ، رأيت جدّاي يتصافحان. الذي كان في الجيش البريطاني كان أصغر سنّا من الآخر. ومن المحتمل أنه قال لنفسه، مستعذبا ذلك بأنه سيعيش أكثر». وكان سيباستيان بارّي الذي بدأ حياته شاعرا قد انشغل بالعمل في المسرح لبضع سنوات. كما أنه كتب مسرحيّة أحرزت على إعجاب الجمهور في العديد من البلدان الأوروبيّة.. وانطلاقا من التسعينيات، شرع في كتابة ملحمة هائلة بعنوان «دون».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©