السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أبوظبي تحتضن قمة «عين على الأرض» ديسمبر المقبل

أبوظبي تحتضن قمة «عين على الأرض» ديسمبر المقبل
2 أكتوبر 2011 14:49
بدأت الأيام الماضية في العاصمة أبوظبي اجتماعات تحضيرية لانعقاد قمة «عين على الأرض» التي ستلتئم أعمالها في ديسمبر المقبل تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله. وستتيح قمة «عين على الأرض» التي تستضيفها هيئة البيئة بأبوظبي بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة وبدعم من مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية، للمشاركين من قادة دول العالم وصانعي القرار فرصة لمناقشة إحدى أهم القضايا الحيوية المتعلقة بحماية كوكب الأرض، والمتمثلة في ضمان الوصول الفعال إلى قاعدة البيانات والمعلومات البيئية، وإيجاد حلول من شأنها سد تلك الثغرات، ومساعدة العالم على مواصلة التقدم نحو مستقبل أكثر استدامة وتطوير آليات صناعة القرارات البيئية. وأكد الاجتماع، الذي ضم ممثلي الجهات المنظمة والداعمة للقمة الأسبوع الماضي، أن الحاجة إلى التعاون والمشاركة والتفاهم الآن تفوق أي وقت مضى، فقضايا شح المياه والأمن الغذائي والتغير المناخي هي أمور تتطلب حلولاً تتعدى الحدود السياسية للدول. وقمة «عين على الأرض» التي تعقد للمرة الأولى على مستوى العالم، هي أول قمة عالمية من نوعها تختص حصرياً بموضوع الوصول إلى البيانات البيئية والمجتمعية، وعلى هامشها سيعقد في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، معرض يركز على أحدث التطورات في مجال التكنولوجيا والمعلومات البيئية. المعلومات البيئية وقالت رزان خليفة المبارك، الرئيس المشارك للمجلس الاستشاري التنفيذي، أمين عام هيئة البيئة – أبوظبي، إن وصول المعلومات البيئية للعلماء والباحثين الاجتماعيين والحكومات وصناع القرار يعتبر مطلباً ضرورياً لدعم عملية اتخاذ القرارات التي تتعلق بقضايا الإدارة البيئية المستقبلية، خاصة في الأنظمة الاقتصادية الناشئة لدعم نظم تطوير مستدامة. وعبرت عن اعتزاز «الهيئة» باستضافة هذه القمة، تحت رعاية صاحب السمو رئيس الدولة، والتي ستساهم في تعزيز عملية اتخاذ القرارات البيئية على مختلف المستويات. وأوضحت المبارك أن القمة التي ستجمع ممثلين عن قطاعات الحكومة والأعمال والعلوم والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية من 170 دولة أعضاء في الأمم المتحدة، تهدف إلى تحديد أبرز مبادرات مشاركة البيانات حول العالم وأكثرها فعالية، وتحقيق التقارب في القضايا الرئيسية للتوافق حول حلول تتيح زيادة الوصول إلى البيانات، فضلا عن التعاون والعمل معاً لدعم وتعزيز المبادرات الحالية وطرح مبادرات جديدة إذا اقتضت الضرورة. وقالت المبارك لـ «الاتحاد» إن قمة عين على الأرض انطلقت رؤيتها من مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية التي أطلقت عام 2002 برعاية وتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وذلك بهدف مساعدة الأنظمة الاقتصادية الناشئة حول العالم على جمع البيانات البيئية وتوظيفها على الوجه الأمثل. وعليه فإن قمة «عين على الأرض» تهدف إلى ضمان الوصول الفعال إلى قاعدة البيانات والمعلومات البيئية والمجتمعية العالمية المتنامية لكل من يحتاج إليها، وذلك تماشيا مع مهمة مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية، وفقا لما ذكرت الأمين العام لهيئة البيئة. يشار إلى أن إمارة أبوظبي أخذت على عاتقها خلال السنوات العشر الماضية، السعي لتطوير الفكر والممارسة القيادية في مجال البيانات البيئية، بعد أن أطلقت حكومة الإمارة خلال القمة العالمية للتنمية المستدامة التي عقدت في جوهانسبيرج عام 2002، «مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية». وستتم خلال القمة مناقشة هذه التحديات البيئية التي تواجه دول العالم بمشاركة نخبة من الشخصيات القيادية العالمية بالإضافة إلى عدد من المتخصصين في مجال المعلومات البيئية والاجتماعية وخبراء من القطاعات المعنية الأخرى وذلك لتحديد أفضل الممارسات، وأبرز المبادرات في مجال مشاركة البيانات حول العالم وأكثرها فعالية، والتوافق بشأن القضايا الأساسية المتعلقة بتعزيز القدرة على الوصول إلى البيانات بالإضافة إلى تشجيع الجهات المعنية على التعاون والعمل معاً لدعم وتعزيز المبادرات القائمة وطرح مبادرات جديدة إذا اقتضت الحاجة. أفضل المشاريع من جانبها، أوضحت كلين مكجليد ?المدير التنفيذي للوكالة الأوروبية للبيئة أن قمة «عين على الأرض»، التي ستعقد في العاصمة أبوظبي يوم 12 ديسمبر ولمدة ثلاثة أيام، ستركز على مجتمع البيانات البيئية والمجتمعية، وستستعرض أفضل المشاريع المتعلقة بالوصول إلى هذه البيانات وتحليلها. وقالت مكجليد إن المشاريع التي ستعرض لن تمثل بالضرورة طموحاً تقنياً أو أناقة هندسية. بل ستركز على الأفكار الواعدة التي كان لها التأثير الأكبر على القضايا التي تسعى القمة لمعالجتها وتأمين الحصول على البيانات البيئية والوصول إلى الاقتصاد الأخضر المستدام وتقليل التكاليف التي قد تتكبدها الدول نتيجة للاستثمار غير المسؤول بيئيا. فيما ذكر البروفسور خوسيه أباتشي مدير مجموعة مراقبة الأرض (GEO) ومقرها جنيف أن هذه القمة ليست منفصلة عن باقي القضايا العالمية بل إنها جزء من الحركة العالمية التي تسعى نحو حماية البيئية وتحقيق الاقتصاد الأخضر المبني على اتخاذ قرارات مبنية على أسس بيئية صحيحة. وقال إن توفير البيانات البيئية سيساعد في تخفيض النفقات الناجمة عن تدهور الموال الطبيعية نتيجة للقرارات غير المدروسة، مدللا على ذلك بتساؤل هل نقطع الغابة ونخسر الأوكسجين لنؤمن مزارع للفلاحين الجائعين، أم العكس. وأكد البروفيسور أباتشي أن المرحلة الحالية تتطلب تحديد سياسات الطاقة وتحديثها لتكون صديقة للبيئة، وتوفير طرق ووسائل حديثة وتأسيس بنى تحتية داعمة للبيئة، لا سيما وأن الهدر البيئي بلغت تكلفته على الدول في العالم 200 بليون دولار. وعن أهمية انعقاد القمة في أبوظبي، قال أباتشي إن انعقاد القمة في العاصمة أبوظبي سيشكل فرصة لمد جسور التواصل بين قارات أوروبا وأميركا وبين آسيا وإفريقيا وصولا إلى مستقبل أفضل. الإنذار المبكر ومن جانبه، أشار بيتر غيلروث مدير قسم الإنذار المبكر والتقييم في الأمم المتحدة إلى أن أهمية قمة «عين على الأرض» تكمن في تركيزها على كيفية الوصول للاقتصاد الأخضر عبر جمعها ممثلي القطاع الخاص والحكومي وصناع القرار، حيث ستبحث في كيفية تدويل وعالمية القضايا البيئية، وإنتاج المنتجات الصديقة للبيئة والمستدامة. وأكد غيلروث أن القمة تسعى إلى دعم الجهود الحالية وتعزيزها لإيجاد حلول عالمية موحدة للقضايا التي تعيق الوصول إلى البيانات، لافتا إلى أن العديد من الأنظمة الاقتصادية الناشئة تجازف بفقدان ممتلكات بيئية قيّمة نتيجة لاتخاذ قرارات غير دقيقة والذي هو محصلة للنقص في توفر البيانات النوعية المفيدة. وبشأن المعرض الذي سيقام على هامش القمة، أوضحت كاثرين أرمور مدير برنامج مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئة أنه سيتم استعراض أفضل وأحدث تقنيات معالجة وتحليل البيانات من مختلف أنحاء العالم والابتكارات الجغرافية والبيئية، من خلال المعرض الذي تكمن أهميته في طرح الرؤية الحقيقية والمخاطر والتحديات التي تواجه البيئة. وقالت أرمور إن القمة تسعى لأن يكون الإعلام شريكا لها في طرح الأفكار حول آليات توفير البيانات البيئية، كما ستعمل على تعزيز رؤية أجيال المستقبل وتوعيتهم بالقضايا البيئية عبر إتاحة المجال للمدارس لزيارة المعرض لتثقيفهم عن البيئة، ونقل خبرة وتجربة أبوظبي في الاقتصاد المستدام إلى دول المنطقة والمشاركين في القمة والمعرض. جلسات ريو +20 أوضحت كاثرين أرمور مدير برنامج مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئة أن القمة ستتضمن جلسات ريو +20 الذي سيشارك فيه كبار المسؤولين، بمن فيهم الوزراء ونواب الوزراء والمديرون، حيث سيجتمعون لإقامة النقاشات الجماعية حول دور المعلومات البيئية في دعم عمليات اتخاذ القرار. وقالت إن الجلسات ستعتمد سلسلة من التوصيات الواردة من الجلسات الافتتاحية لقمة عين على الأرض، التي ستقدم المدخلات اللازمة لمؤتمر الأمم المتحدة حول التنمية المستدامة، والذي سيعقد في العام 2012 بعنوان Rio+20، كما ستحفز الالتزام تجاه مجموعة من المبادرات الرئيسية الأخرى تجاه تعزيز وتقوية شبكات المعلومات المجتمعية والبيئية حول العالم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©