السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

باريس: لا حل للازمة السورية إلا برحيل الأسد

باريس: لا حل للازمة السورية إلا برحيل الأسد
19 سبتمبر 2012
عواصم (الاتحاد، وكالات)- أكدت فرنسا مجددا امس أن التغيير في سوريا حتمي وان لا حل للازمة إلا برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، لافتة الى أنها تجري اتصالات ومباحثات مع جميع الأطراف المعنية بالأزمة وعلى رأسها الجامعة العربية والأمم المتحدة لوضع تصورات لـ”سوريا ما بعد الأسد”. في وقت دعا وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي امس وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الى مباحثات جدية حول سوريا عشية الاجتماع المقرر للمجلس الاوروبي للشؤون الخارجية في لوكسمبورج في 15 اكتوبر المقبل. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مؤتمر صحفي مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة “إن فرنسا تقدم دعما سياسيا ومساعدات إنسانية للاجئين السوريين”، واضاف “التغيير في سوريا لا بد منه..باريس تشعر بصدمة من ارتفاع أعداد القتلى واللاجئين وللتجاوزات التي تحدث هناك”, مشيرا إلى أن اللجنة المختصة بالأمم المتحدة تحدثت عن جرائم ضد الإنسانية. وحذر فابيوس في مؤتمر صحفي آخر عقده مع نظيره المصري محمد كامل عمرو بعد اجتماعه بالرئيس محمد مرسي من امتداد النزاع السوري الى لبنان. وقال “إن وضع سوريا مخيف وبالغ الخطورة ليس على المستوى المحلي فحسب، لأنه يتحول الى نزاع إقليمي مع تداعيات دولية”. وأضاف “انه يجب تفادي انتقال العدوى الى لبنان وهو ما ترغب فيه بالتأكيد عصابة بشار الأسد، ويرفضه اللبنانيون، وهم محقون في ذلك”. واكد مجددا انه ما من حل بدون رحيل الأسد”، مضيفا “ان مواقف مرسي حازمة بقدر حزمنا بهذا الشأن”. واشار فابيوس الى ان الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند ومرسي اتفقا على عقد لقاء في آخر الشهر في نيويورك على هامش انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة. بينما قال عمرو “إنه إذا استمر الوضع في التدهور بسوريا ليست فقط سوريا من سيدفع الثمن بل المنطقة باسرها”، وأضاف “إن هناك تقاربا كبيراً بين مصر وفرنسا بخصوص الموقف في سوريا المعرض الى التحول لحرب أهلية”. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ردا على سؤال بشأن وجود محتمل لعناصر من “الحرس الثوري الايراني” في سوريا ولبنان “إن باريس تدين كل ما يمكن ان يمس من سيادة البلدين”. وقال فيليب لاليو المتحدث باسم وزارة الخارجية “ما يجب الحفاظ عليه هو سيادة ووحدة اراضي البلدين، وكل ما يمس من هذين المبدأين سواء كان في لبنان او سوريا نحن ندينه بلا لبس”. واضاف المتحدث ان إسهام إيران في حل الأزمة السورية رهن بشرطين اثنين هما اماطة اللثام عن طبيعة برنامجها النووي ووقف انتهاكات حقوق الانسان على أراضيها. وتابع قائلا “إذا احترمت ايران هذين الشرطين فسيكون مرحبا بها للمساهمة بقدر ما تريد في حل الازمة السورية وبشكل أوسع الاستقرار في هذه المنطقة”. واعلن السفير الفرنسي في سوريا اريك شوفالييه أن بلاده تتعاطى مع كامل المعارضة السورية ومن ضمنها المعارضة المسلحة، موضحا أن موضوع تسليم أسلحة الى المعارضة يناقش بشكل جدي جدا. وقال في تصريح الى إذاعة فرانس انتر “نعمل مع المعارضة لمساعدتها على تنظيم نفسها، ولدي تعلمات من الرئيس للاتصال بمجمل مكونات المعارضة ومن ضمنها المجموعات المسلحة، ونحن أول دولة تقوم بذلك بهذا الشكل المنظم”. اضاف وردا على سؤال حول طلب المعارضة السلاح “ان هذا الموضوع يعالج بشكل جدي جدا..انه موضوع نناقشه بشكل مكثف والقرار بصدده معقد جدا”. الى ذلك، قال دبلوماسي اوروبي طلب عدم كشف هويته “إن لافروف سيشارك في عشاء عشية اجتماع المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية في لوكسمبوج، لكن الهدف هو إجراء حوار سياسي شامل وجدي حول الوضع في سوريا وسط مؤشرات تبدو اكثر انفتاحا من الجانب الروسي”. من جهته، أكد لافروف مجددا امس دعم بلاده مهمة المبعوث الأممي العربي الجديد الأخضر الإبراهيمي، وشدد خلال لقاء مع رؤساء البعثات الدبلوماسية للدول العربية وممثلية الجامعة العربية في موسكو على الموقف المبدئي لروسيا الذي يقف في صف حل المشاكل السياسية الداخلية والنزاعات بالطرق السلمية وبواسطة الحوار الوطني والوفاق الشعبي دون تدخل من الخارج. كما شدد على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لصالح الوقف العاجل للعنف في سوريا وتهيئة الظروف لإطلاق عملية تسوية الأزمة على أساس تنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي 2042 و 2043 وبيان جنيف. واعربت وزارة الخارجية الروسية في بيان عن قلقها الكبير بشأن الوضع في سوريا الذي لا يزال متوترا للغاية، مؤكدة على أهمية اتخاذ الإجراءات العاجلة والفعالة من أجل وقف العنف من قبل كل الجهات بأسرع ما يمكن وإطلاق حوار وطني شامل على أساس بيان جنيف وإقراره مجلس الأمن الدولي. وأعربت عن الأسف بشأن سياسة الغرب الداعمة للمعارضة، مشددة على أن أية مصالح جيوسياسية لا يمكن أن تبرر استمرار قتل المدنيين ومعاناتهم وتدمير البنى التحتية والاقتصاد. وأكدت الخارجية الروسية “أن تكرار مقولة سوريا ليست ليبيا ورفض سيناريو التدخل العسكري الخارجي بالأقوال يفقدان مصداقيتهما أكثر فأكثر”، مشددة على أن الرفض الحقيقي للتدخل يجب أن يتمثل في تركيز الجهود على المساهمة في الانتقال إلى عملية التسوية السياسية. وأشارت إلى أن القوى الخارجية ينبغي أن تلتزم باتفاقات جنيف وتحث أطراف النزاع على إلقاء السلاح وبدء المفاوضات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©