سامي عبدالرؤوف (دبي)- وصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «معرض ومؤتمر الصحة العربي» بأنه تظاهرة علمية طبية بامتياز، نظراً لمستوى المشاركين فيه والزائرين العلمي الذي يستقطب كبريات الشركات المصنعة لتقنيات الطب والعلاج والأدوية وغيرها، مشيراً إلى استقطابه آلاف الأطباء والعلماء والباحثين الذين يلتقون تحت مظلة المؤتمر الطبي المصاحب الذي يشكل منصة لتبادل الآراء والأفكار العلمية والخبرات والدراسات التي تسهم في تطوير الرعاية الصحية والعلاجية، وبالتالي تخدم الإنسان وصحته وسلامته.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أهمية تقديم خدمات صحية متميزة وشاملة لكافة الفئات المستفيدة أو العاملة في القطاع الصحي، منوهاً إلى أن القطاع يحظى بأولوية ضمن الأجندة الوطنية لدولة الإمارات، وأحد أهم محاور تحقيق رؤية الإمارات 2021.
ووجه سموه، الجهات الصحية بالدولة، بالعمل كفريق واحد ومتجانس، وتبادل الخبرات وتعزيز التعاون المشترك، بما يخدم المريض ويساعد الكوادر الطبية على القيام بدورها وفق أرقى المعايير العالمية ويسهل عليها عملية الانتقال بين مختلف المرافق الطبية على مستوى الدولة.
جاء ذلك خلال تفقد سموه، ظهر أمس الأول، معرض ومؤتمر الصحة العربي الذي تختتم فعالياته اليوم الخميس في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض. ورحب سموه بالعارضين والأطباء والعلماء الذين قدموا من كل صوب وحدب، مؤكداً أن دولتنا ستظل واحة للتلاقي والتناغم الثقافي والعطاء الإنساني الذي لا ينضب ما دامت الحياة تنبض. رافق سموه في الجولة بأرجاء المعرض، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي ومعالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة، وعيسى الميدور مدير عام هيئة الصحة في دبي، والدكتورة مها بركات رئيسة هيئة الصحة في أبوظبي.
واستمع سموه ومرافقوه من هلال سعيد المري الرئيس التنفيذي لمركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض إلى شرح تضمن التعريف بعدد الشركات والدول المشاركة في الحدث الأكبر والأشهر على مستوى الشرق الأوسط، بل والعالم.
وزار سموه، خلال جولته في معرض الصحة العربي، العديد من الأجنحة المشاركة والشركات العارضة، واطلع على أحدث التقنيات والأجهزة الطبية المتعلقة بمختلف المجالات الطبية.
واستمع سموه إلى شرح من ممثلي ومسؤولي الجهات الحكومية والمحلية والشركات الأجنبية والإقليمية المشاركة في المعرض.
وتتسم الدورة الحالية للمعرض بإقبال جماهيري كبير ومشاركة فاعلة من كبريات الشركات العالمية المتخصصة في المجال الطبي، ويصل إجمالي عدد الشركات العارضة إلى 3900 شركة من 64 دولة، و38 جناحاً وطنياً، تستعرض منتجاتها وخدماتها على أكثر من 65677 متراً مربعاً من مساحة المعرض، حيث تمت في الدورة الحالية إضافة قاعة «زعبيل 4» الجديدة التي تستوعب 400 عارض جديد.
مشاريع الوزارة
وزار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم جناح وزارة الصحة المشارك في المعرض، واطلع على الخدمات الصحية لوزارة الصحة، حيث استمع إلى شرح من معالي عبدالرحمن العويس، وزير الصحة، عن أحدث مشاريع الوزارة.
وأطلقت الوزارة، خلال المعرض، مشروعات وبرامج وخدمات إلكترونية جديدة بهدف تسهيل وصول الخدمات للجمهور والمستفيدين من خدماتها، يتعلق بعضها ببرامج وأنظمة إلكترونية في مجال خدمات الاتصال، بحيث يتوفر لخدمات الصحة الاستفادة الكاملة من النظم التكنولوجية الحديثة في إطار تنفيذ رؤية الحكومة الاتحادية لأتمتة العمل في كافة القطاعات ضمن مفهوم الحكومة الإلكترونية.
ومن أهم مشروعات الوزارة في المعرض، مشروع «الخدمات الذكية» والذي يضمن توفير خدمات للوزارة عن طريق الهواتف الذكية والذي سيتم تنفيذه على جميع الهواتف الذكية للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين.
واستمع سموه، إلى شرح من الدكتور يوسف السركال، وكيل وزارة الصحة المساعد لقطاع المستشفيات، عن نظام بوابة المريض الإلكترونية ونظام مؤشرات الأداء على الأجهزة الذكية، من خلال عرض لوحة إلكترونية لإظهار إحصائيات متعلقة بمؤشرات الأداء التي تساعد في التدقيق ومن ثم العمل على زيادة الجودة والقدرة على تحليل أداء الأقسام المختلفة في المستشفيات.
ويعد هذا النظام الخطوة الأولى لتوحيد الممارسات الطبية والعمل الإداري عبر تطبيق ذكي ويوفر التنافسية عبر مقارنة مؤشرات الأداء، فيما يتوافر التطبيق الآن على الأجهزة الذكية مع تفاعلية متكاملة مما يجعل البيانات أكثر إفادة.
واطلع سموه، على مجسم لمستشفى الأمل للأمراض النفسية في دبي، والتابع لوزارة الصحة، ومراحل الإنجاز التي وصل إليها المشروع، والبرنامج الزمني المتبقي للانتهاء منه.
وتفقد سموه، الجناح الخاص بهيئة الصحة بدبي، واستمع إلى شرح حول مختلف الخدمات التي تقدمها الهيئة لعملائها والتطورات الطبية التي حققتها الهيئة خلال السنوات القليلة الماضية والتي استطاعت معها أن تكون مركزا علاجيا متقدما. واطلع سموه، على منظومة التأمين الصحي بدبي وبوابة متطلبات التأمين الصحي الإلكترونية لإمارة دبي، كما اطلع سموه، على الخدمات التعزيزية والوقائية والعلاجية التي تقدمها الهيئة لأفراد المجتمع المحلي من خلال حملات التوعية المستمرة بمختلف الأمراض.
السيارة الذكية
وتوقف سموه طويلاً، عند أول سيارة إسعاف ذكية في العالم، والتي تم استقدامها لتقديم خدماتها في معرض إكسبو 2020، في دبي.
وتضم السيارة التي تبلغ قيمتها 1.5 مليون درهم تشمل قيمتها وقيمة التجهيزات الطبية المتوافرة فيها. وقال خليفة بن دراي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة خدمات الإسعاف في دبي، خلال شرحه عن السيارة، انه« من المقرر أن يتم شراء مزيد من سيارات الإسعاف الأحدث في العالم، خلال الفترة المقبلة، واستخدامها خلال استضافة دبي لمعرض اكسبو 2020».
وأضاف: «أن المؤسسة تجري دراسة لحصر الاحتياجات من سيارات الإسعاف الأحدث في العالم، وتزويدها بالمعدات والتجهيزات والتقنيات الحديثة».وأشار ابن دراي، إلى أن هذه السيارة تضم نظام مراقبة عبر الأقمار الاصطناعية، سيتم تعميمه في وقت لاحق على كل أسطول سيارات الإسعاف التابع للمؤسسة، موضحا أن هذا النظام مربوط بالمستشفيات ويرسل تقارير عن الحالة الصحية للمريض، قبل وصوله إلى المستشفى، حتى يتسنى الاستعداد لعلاج الحالة بمجرد وصولها.
كما استمع صاحب السمو نائب رئيس الدولة، من الفنيين والمسؤولين عن سيارة الإسعاف، حيث تم بناء مركبة الإسعاف على هيكل شاحنة فورد F- 450 في مصنع شركة هورتون لمركبات الطوارئ، وسيتم عرض أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا مركبات الإسعاف عالميا في معرض الصحة العرب بدبي في الفترة ما بين 27 - 30 يناير 2014.
وتم بناء جميع هيكل وجسم هذه المركبة من الألمنيوم، حيث تمتاز هذه البنية بتماسكها الدائم لعقود طويلة، ومقاومة أية انحناءات قاسية خلال عملها مع توفير حماية تامة وقوة إضافية للركاب في حال حدوث أية حوادث محتملة للمركبة لا قدر الله. أما الأجزاء الداخلية للمركبة (المقصورة) فتمتاز بمواد ُمركبة ذات تكنولوجيا عالية مانعة للعفونة أوالفطريات أو البكتيريا.
علما بأن تركيبة هذه المواد تستخدم فقط في تطبيقات صناعة الطائرات أو مركبات الفضاء، وهذه المواد المركبة هي بعض المنتجات الأكثر تقدما وتوفرا في السوق.
كما تم دمج نظام تكنولوجيا التبريد- الثاني لهورتون بقدرات الشحن بوساطة الطاقة الشمسية، ما يرفع من سعة مكثف التبريد الى 100?000 وحدة حرارية بريطانية/ BTU، وتوفر تكنولوجيا التبريد-الثاني هذه أفضل ابتكار مطلق في صناعة مكيفات الهواء للتهوية والتدفئة/ HVAC والذي يجري طرحه في صناعة مركبات الإسعاف وخدمات طب الطوارئ.
حيث يتم تشغيل النظام الثاني لتكنولوجيا التبريد لهورتون بوساطة التحكم الذكي للبيئة.
وهناك العديد من الميزات التفاعلية لنظام تكنولوجيا التبريد خاصة ما يتعلق بالصيانة والأداء. ويجري التحكم بكامل أنظمة مركبة الإسعاف بوساطة نظامي إنتلي بليكس Intelliplex، وهي نظم إلكترونية متعددة الأغراض لا تتأثر بحالة المركبة الخارجية.
وتقوم هذه المنظومة بإجراء عرض سريع وتشخيص دقيق لحالة الأنظمة الإلكترونية الموجودة كافة في المركبة، انطلاقا من موقع مركزي واحد. كما تم تزويد هذه المركبة أيضا بنظام إيس/ Ace التكنولوجي، وهو نظام معلوماتي متقدمة قادر على نقل بيانات المركبة بوساطة نظام تحديد الموضع العالمي/ GPS، كما أنه نظام مدمج للسلامة وتتوفر فيه خاصية التواصل عبر شبكة الإنترنت.
وتوفر هذه التكنولوجيا إمكانيات لرسم الخرائط، وعمل سياج جغرافي لتتبع حركة المركبة عبر الأقمار الصناعية مع خاصية تقديم تقرير كامل بحالة ووضعية مركبة الإسعاف.
وتسمح هذه الميزات بالرصد الفعال والمتابعة المستمرة للمركبة، كما تقوم بحماية موجودات مركبة الإسعاف من الأجهزة والمعدات المتطورة، مثل جهاز تنظيم ضربات القلب من السرقة أو التلف. ومن بين الدول الأكثر مشاركة بالإضافة إلى دولة الإمارات، الجناحان الأميركي والصيني، فالجناح الصيني يضم 510 عارضاً صينياً، مقارنةً بـ 420 عارضاً في العام الماضي، أما الجناح الأميركي، فيضم أكثر من 215 شركة (أي بعدد عارضين أعلى بنسبة 12 في المائة عن عام 2013، وهو يمثل بذلك أضخم تجمع لشركات أميركية في إطار معرض ومؤتمر الصحة العربي في المشاركة الأميركية للعام العشرين على التوالي.
عدد اليوم
